|


ريال مدريد.. 25 إصابة وانقسامات في البيت الأبيض

أنطونيو بينتوس مدرب اللياقة الإيطالي
مدريد ـ The Athletic 2024.11.16 | 02:16 pm

سحق فريق ريال مدريد الإسباني الأول لكرة القدم أوساسونا برباعية نظيفة في نهاية الأسبوع الماضي، لكن المباراة لخصت سوء حظ «الملكي»، الموسم الجاري، فعلى الرغم من أن الفوز أعاده إلى طريق الانتصارات بعد هزيمته الثالثة هذا الموسم قبل أيام قليلة ضد ميلان في دوري الأبطال 1ـ3، إلا أنه كان مكلفًا في الوقت نفسه، إذ أصيب البرازيليان المهاجم رودريجو، وإيدير ميليتاو، قلب الدفاع، والمدافع الإسباني لوكاس فاسكيز، ما عمق من أزمة الإصابات بين لاعبيه، بحسب تقرير أعدته شبكة The Athletic.
ولدى الريال الآن تسعة لاعبين غير متاحين، بسبب الإصابة، أصيب ميليتاو بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي للمرة الثانية في موسمين، وسيغيب رودريجو وفاسكويز نحو شهر، بسبب إصابات عضلية، كما عانى داني كارفاخال، الظهير الأيمن، وجوان مارتينيز، قلب الدفاع الواعد، من إصابات في الرباط الصليبي الأمامي هذا الموسم، وحدث الشيء نفسه للبلجيكي تيبو كورتوا، حارس المرمى، والنمساوي ديفيد ألابا، قلب الدفاع، العام الماضي، وكذلك ميليتاو.
إجمالًا أصيب 17 لاعبًا هذا الموسم، وأحيانًا بعضهم أكثر من مرة، وأدى ذلك إلى حدوث توترات داخل غرفة ملابس الفريق، وبين طاقم المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، فيما يخص الاستعداد للاعبين، وفقًا لمصادر داخل النادي طلبت عدم الكشف عنها.
حاليًا يفتقر أنشيلوتي إلى تسعة لاعبين مصابين، هم: ألابا، ومارتينيز، وكارفاخال، وجاكوبو رامون، قلب الدفاع الشاب، وميليتاو، وكورتوا، والفرنسي أوريليان تشواميني، وفاسكيز، ورودريجو، وإجمالًا عانى الريال من 25 إصابة منفصلة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الموسم الجاري.
كما تعرض تشواميني لإصابة طويلة في القدم قبل غيابه الأخير، بسبب مشكلة في الكاحل، وعانى الإنجليزي جود بيلينجهام، لاعب الوسط، من مشاكل في كتفه الأيسر منذ الموسم الماضي.
هذه الإصابات أدت إلى إثارة الشكوك داخل في غرفة الملابس حول عمل أنطونيو بينتوس، مدرب اللياقة الإيطالي، كما ذكرت صحيفة «ريليفو» Relevo الإسبانية للمرة الأولى.
بينتوس عمل في أندية عديدة، ومنها تشيلسي ويوفنتوس وإنتر ميلان، قبل وصوله إلى ريال مدريد في 2016 وحتى 2019، ثم عاد مرة أخرى مع أنشيلوتي في 2021، بعد أن اتصل به فلورنتينو بيريز، رئيس النادي، لمنحه الوظيفة للمرة الثانية.
خلال المعسكر التدريبي للريال في 2023، قال بيلينجهام لتلفزيون النادي: «بينتوس يحب قتلنا... لكن نعم، أنا أحبه، إنه رجل رائع».
بينتوس استخدم بانتظام أقنعة خاصة لتسجيل وتحليل مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون لدى لاعبيه، وتخصيص برامجهم التدريبية وفقًا لذلك.
في جولتهم بالولايات المتحدة هذا العام، ذكر اللاعبون كيف كان يتعاون مع وكالة «ناسا» لمساعدة رواد الفضاء في مهماتهم. لكن هذا الصيف، تغير لقب بينتوس من مدرب لياقة بدنية للفريق الأول إلى رئيس الأداء، وتبع هذا التغيير عقد محسن، وذلك بسبب الاهتمام الذي وجده من أطراف أخرى.
لكن علاقة بينتوس مع أنشيلوتي توترت في الأشهر الأخيرة. يقول البعض داخل غرفة الملابس إن أحد الأسباب الرئيسة لذلك هو عدم تحمل بينتوس مسؤولية القرارات الرئيسة، بما في ذلك تعافي اللاعبين المصابين.
وتشير البيانات المستقلة، التي اطلعت عليها The Athletic إلى أن الريال يحتل المركز 19 من أصل 20 ناديًا في الدوري الإسباني هذا الموسم للمسافة المقطوعة لكل 90 دقيقة كفريق. وقد يكون أحد الأسباب وراء ذلك هو أن الفريق غالبًا ما يستحوذ على الكرة أكثر من منافسيه، لذا فإن الكرة تجري نيابة عن اللاعبين.
لكن أنشيلوتي وآخرين يعتقدون أن اللاعبين لا يركضون بالقدر الذي كانوا عليه الموسم الماضي، وأن عليهم زيادة المسافة المقطوعة بالكيلومترات، وهو أمر أوضحه مديرو النادي للفريق، ومع ذلك، يختلف الطاقم فيما بينهم حول مدى أهمية ذلك، حيث يقول البعض إن أهم مقياس هو المسافة المقطوعة بأقصى شدة.
ولإعطاء مثال على كيفية اختلاف المفهومين، تبين البيانات، التي ظهرت في الفوز 4ـ0 على أوساسونا، أن المسافة الإجمالية المقطوعة للريال كانت ثاني أدنى مسافة في موسم الدوري، لكنهم سجلوا ثاني أعلى مسافة لهم بكثافة عالية.
ويلفت البعض النظر إلى نقص العمل بعيدًا عن المباريات، ويعطون مثالًا على رحلة كيليان مبابي الأخيرة إلى السويد، بعد أن خرج من قائمة المنتخب الفرنسي خلال فترة التوقف الدولي في أكتوبر، بسبب مخاوف تتعلق باللياقة ة بعد إصابته في الفخذ أخيرًا.
أثناء غيابه، اتفق مبابي مع بينتوس على أداء التدريبات منخفضة الكثافة، ثم استدعى مبابي إلى ملعب تدريب فالديبيباس في مدريد قبل يوم واحد من الموعد المقرر لعودة اللاعبين الدوليين من تكليفاتهم، ووفقًا لأحد المصادر، ركض المهاجم الفرنسي لفترة قصيرة فقط.
يصف المطلعون على بيئة بينتوس بأنه مدرب يكيف العمل مع تفضيلات اللاعبين الفردية، لكن في بعض الأحيان يخلو الأمر من التدريبات المكثفة، وهو ما يشعر بعض اللاعبين بالراحة معه.
في المقابل، هناك شخصيات رئيسة في الفريق تعتقد أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل المنتظم، فبعض التدريبات التي يطبقها بينتوس تعد قديمة الطراز من وجهة نظر بعض المشاركين في إعداد وتجهيز اللاعبين.
يقول آخرون قريبون من أفكار بينتوس إن الجدول الزمني المكثف، وعدم وجود فترة إعداد مناسبة، يمكن أن يساعد في تفسير مشاكل الإصابات، وأشاروا إلى أن فريق جيرونا تعرض هو الآخر لـ 12 إصابة بين لاعبي فريقه الأول في وقت خلال شهر أكتوبر.
ويرى بعض المطلعين على بيئة الريال أن بينتوس يبدو بعيدًا عن بقية الطاقم التدريبي، ولا يبدو أنه يريد مشاركة الكثير من المعلومات حول عمله، ما يجعل من الصعب التنسيق بينه وبين الطاقم التدريبي، الذي يضم الإيطالي جوزيبي بيليستري، والفرنسي سيباستيان ديفيلاز، مراقب مقاييس اللاعبين، وخوسيه كارلوس باراليس، مدرب إعادة التكيف.
أنشيلوتي، من جانبه، قرر نقل صهره مينو فولكو من دور اختصاصي التغذية إلى مدير الأداء لمحاولة تحسين الاتصال مع بقية الطاقم، ولكن لا يزال هناك شعور بعدم الثقة.
بعض المقربين من غرفة الملابس لا يقدرون شهرة بينتوس العلنية، ويشعرون أنه يظهر بشكل إيجابي، لكنه لا يتحمل المسؤولية نفسها عندما تكون هناك مشاكل.
وذكر العديد من الأشخاص إنهم قلقون أيضًا من علاقته الوثيقة مع فلورنتينو بيريز، رئيس النادي. مقرب من أحد لاعبي الفريق الأول أوضح ذلك بقوله: «إنه صديق لفلورنتينو، إنه مثل ذراعه اليمنى». تلك التسريبات من داخل غرفة الملابس تزعج بينتوس.
يقول بعض المطلعين على غرفة الملابس إن بينتوس على الرغم من ابتعاده، لكنه يتعامل بتهذيب مع أنشيلوتي، ولا أحد في غرفة الملابس يشكك في رغبة المدرب في إبقاء الأمور تسير بشكل متحضر.
أنشيلوتي أكد على طاقمه أنه يتعين عليهم التزام الهدوء على مقاعد البدلاء. المقربون من بينتوس يقولون إنه لا توجد مشاكل بينه وبين أنشيلوتي. كما تمت الإشادة بدافيد نجل أنشيلوتي ومساعده لكيفية إدارته لهذه المواقف.
في الحصة التدريبية الأخيرة المفتوحة أمام وسائل الإعلام قبل الفوز على أوساسونا، كان من الممكن رؤية أنشيلوتي وبينتوس في نقاش سلس. وأكد مصدر كبير في الريال أن بينتوس يحظى بدعم النادي، لكن الجدل حول أساليبه ليس العلامة الوحيدة على التوترات المتزايدة داخل الجهاز الفني في الأسابيع الأخيرة.
كانت إصابات اللاعبين الشابين مارتينيز ورامون عند التدريب مع الفريق الأول مدعاة أيضًا للقلق. وتقول المصادر المشاركة في الإعداد للفريق إنهم أقل تطورًا من أولئك الموجودين بالفريق الأول.
وأجبرت زيادة الإصابات النادي على نقل خدمات روبن سيبريانو، مدرب اللياقة بفريق الشباب، إلى الفريق الأول للعمل جنبًا إلى جنب مع باراليس، مدرب إعادة التكيف.
ووفقًا لمصادر متعددة، فإن فرانشيسكو موري، مساعد المدرب، ورئيس الكرات الثابتة، كان يظهر أيضًا سلوكًا مزاجيًا على خط التماس وخلف الكواليس.
فرانشيسكو هو نجل جيوفاني موري، المدرب السابق لكارلو أنشيلوتي، وترقى ليصبح جزءًا أساسيًا من الفريق الأول، إلى جانب دافيد أنشيلوتي، وتم تصنيف كلا الاثنين بشكل كبير مدربين في إعداد مدريد. لقد كانا أصدقاء منذ الطفولة، وتم تكليفهما بقيادة الدورات التدريبية للفريق الأول على مدار الأعوام الأربعة الماضية. تولى الأول مسؤولية الكرات الثابتة الموسم الماضي، وهي منطقة تفوق فيها الريال على طرفي الملعب حيث فاز بثنائية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
لكن في الأسابيع الأخيرة، أزعج سلوك فرانشيسكو العديد من أفراد الطاقم التدريبي، وقال أحدهم وهو يعمل مع لاعب بالفريق الأول: «فرانشيسكو قال العديد من الأشياء التي أزعجت أنشيلوتي كثيرًا، ولكن بما أنه مثل والده لأنه نشأ مع ابنه دافيد، لم تكن هناك مشاكل كبيرة.. قال وفعل أشياء على مقاعد البدلاء لو صدرت من غيره لكان مصيره الطرد من المكان».
أصبح فرانشيسكو صريحًا بشكل متزايد على خط التماس أثناء المباريات. وفي المراحل الأخيرة من فوز ريال مدريد 3ـ2 على ألافيس، في سبتمبر، غادر إلى غرفة الملابس بعد أن اشتكت مقاعد البدلاء من سلوكه، الذي عد مفرطًا.
وذكرت مصادر مقربة من فرانشيسكو أن هذا جاء إثر نقاش ساخن بعد أن تجنب البرازيلي إندريك بطاقة حمراء. يقولون إن فرانشيسكو يعترف بأنه شخص مزاجي، ويبالغ في تصرفاته في بعض الأحيان، لكن هذا جزء من شخصية يصنعها في مقابل الهدوء المفرط لأنشيلوتي.
لكن كان هناك احتكاك بين دافيد فرانشيسكو أكثر من ذي قبل. بدأ فرانشيسكو دوره ليصبح مدربًا رئيسًا ومن غير الواضح ما إذا كان الاثنان سيواصلان العمل معًا بعد مدريد. لدى الاثنين طموحات في أن يكونا مدربين مثل أنشيلوني، حيث يهتم الأخير بشكل خاص باحتمال إدارته يومًا ما أحد فرق الدوري الأمريكي.
وطالما استمر اللاعبون في المعاناة من الإصابات، وأصبح فريق أنشيلوتي أكثر استنزافًا، سيكون هناك تدقيق مكثف في الأقسام الطبية واللياقة ة من قبل إدارة النادي، وهذه ليست المرة الأولى أيضًا، ففي نوفمبر من العام الماضي، أقيل نيكو ميهيتش، رئيس للخدمات الطبية من منصبه، وتعيين فيليبي سيجورا، على الرغم من ثقة بيريز به، بعد أن أدت الإصابات المتزايدة، وعدم الرضا بين بقية الموظفين والفريق عن أساليبه، إلى هذا القرار.
ومع ذلك لا يزال ميهيتش، الذي يعده المحيطون بالفريق الأول مقربًا للغاية من الرئيس، فاعلًا في النادي، لكن يسود شعور داخل غرفة الملابس، بأنه سيتم إجراء المزيد من التغييرات على الهيكل التنظيمي في مدريد، فليس هناك ما يشير إلى أن التوترات وراء الكواليس ستخف قريبًا.


ريال مدريد.. 25 إصابة وانقسامات في البيت الأبيض