أحب قراءة ومشاهدة اللقاءات التي يجريها المشاهير، لأنها تعرفنا على الجانب الداخلي الذي لا تستطيع الكاميرات تصويره. تعرفت على آراء الفنانين واللاعبين وشخصياتهم من خلال لقاءاتهم الصحفية، وفهمت مبكرًا أن مواهبهم هي الجانب المهاري والعملي، أما أحاديثهم خارج العمل فهي الجانب الإنساني الذي يكمل الصورة الكاملة. أحببت محمود حميدة في لقاءاته أكثر من أدواره، أعجبتني صراحته الشجاعة بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معها، أتذكر أنه رغم نجوميته لا يسمي الممثل بالفنان بل يسميه «مُسلِي»، كرر هذا الاسم أكثر من مرة، حتى أنه لا يسمي مهنته السابقة كفنان استعراضي بالفنان الاستعراضي بل يسميها «رقّاص»، وعندما حاولت المذيعة تخفيف الكلمة أجابها بأن «رقّاص» هي الوصف الصحيح. أحببت حوارات ملحم بركات، أهوى وصفه بالموسيقار، شخصيته متفردة وصاحب آراء فنية عميقة، وكنت أتابع أحاديثه الصحفية باهتمام، عاش ورحل وهو لم يأخذ حقه الإعلامي، لكنه أخذ مكانته الحقيقية في آذان وقلوب «السميعة». أتذكر لقاءً سابقًا معه، طُلب منه الاعتراف إذا كان هناك ما يؤرق ضميره ويُشعره بالندم؟ أجاب بكل شجاعة بأنه نادم أشد الندم على أمر ما زال يؤرقه في يومياته، قال إنه عندما كان شابًا خرج مع أصدقائه في رحلة لإحدى المزارع في لبنان، فجاءه من يخبره بأن والده مريض ويريد رؤيته، لكنه لم يعد للبيت لرؤية والده والاطمئنان عليه، بقي في المزرعة عدة أيام حتى جاءه من يبلغه برحيل والده! أحببت صراحته وتعاطفت مع ألمه، وفهمت بأنه أراد أن يكون عبرة للآخرين، حتى وإن أظهره الاعتراف بصورة لا تتماشى مع فنان يغني للحب والوفاء. شخصية ملحم بركات عفوية وواضحة، وهو من الفنانين الذين لمت نفسي على عدم استضافتهم إذاعيًا، أعتقد أن مقدمة لحنه «ولا مرة» من أجمل 5 مقدمات غنائية عربية. لقاءات الفنان أحمد رمزي من اللقاءات الممتعة، أظن السبب يعود لأنه لا يتكلف في الكلام، ولم ينسب نفسه للفن من خلال حبه للتمثيل، بل إن دخوله التمثيل من خلال الصدفة حسب قوله، ولم يكن يفكر في أن يكون ممثلًا. في إجاباته تجد صدقًا عفويًا يندر وجوده في الوسط الفني. الفنانة صباح شديدة الرقة والذكاء، استمعت للقاء قديم لها عندما كانت في عز شبابها، قالت إن والدها كان رافضًا دخولها التمثيل، وعندما أعطته مالاً بعد فيلمها الأول سكت ولم يعد يعترض.