زعيم أوروبا.. الملكي 43 عاما لا يعرف الهزيمة
«كرة القدم لعبة بسيطة، 22 لاعبًا يلهثون وراء الكرة على مدى 90 دقيقة وفي النهاية يفوز الألمان»، هذه المقولة الشهيرة لجاري لينيكر، مهاجم منتخب إنجلترا الأول لكرة القدم السابق، أطلقها بعد خسارة منتخب بلاده بركلات الترجح أمام ألمانيا الغربية في نصف نهائي مونديال 1990، تنطبق كثيرًا على ريال مدريد الإسباني على صعيد الأندية بعد إحرازه دوري أبطال أوروبا بفوزه على بوروسيا دورتوند الألماني 2ـ0، السبت.
ذلك لأن فريق العاصمة الإسباني كان دائمًا على الموعد في النهائي القاري بإحرازه اللقب 15 مرة، ولم يخسر في آخر تسع مباريات نهائية تواليًا بدوري أبطال أوروبا في إنجاز غير مسبوق.
وتعود الخسارة الأخيرة للنادي الملكي في نهائي المسابقة إلى قبل 43 عامًا، عندما سقط أمام ليفربول 0ـ1 بهدف إلن كينيدي 1981 عندما كان يطلق على المسابقة مسمى كأس أبطال الأندية الأوروبية.
كما أنه خاض المباراة النهائية 18 مرة، وخسر ثلاث مرات فقط، كانت أمام بنفيكا البرتغالي 3-5 موسم 1961ـ1962، وإنتر الإيطالي 1ـ3 موسم 1963-1964، وليفربول موسم 1980ـ1981.
ونسج ريال مدريد علاقة استثنائية بالكأس القارية منذ انطلاقتها عام 1956، عندما أحرز لقب النسخ الخمس الأولى بوجود لاعبين نجوم في صفوفه، أمثال المجري فيرينك بوشكاش، والأرجنتيني ـ الإسباني الفريد ديي ستيفانو، والفرنسي ريمون كوبا، وكان له صولات وجولات فيها، أبرزها فوزه العريض على آينتراخت فرانكفورت الألماني 7ـ3 عام 1960 في مباراة تاريخية ما زالت الأعلى تهديفًا في تاريخ النهائيات القارية، سجل خلالها بوشكاش رباعية، ودي ستيفانو ثلاثية، على ملعب هامبدن بارك في مدينة جلاسجو الإسكتلندية.
وبفضل لقبه الـ 15، يتقدم ريال مدريد بفارق شاسع عن ميلان الإيطالي، أقرب مطارديه، مع سبعة ألقاب، ثم كل من بايرن ميونيخ الألماني، وليفربول الإنجليزي، بستة ألقاب.
لا يستسلم ريال مدريد أبدًا في النهائيات، فقد كان قاب قوسين أو أدنى من الخسارة في نهائي عام 2014 أمام أتلتيكو مدريد، جاره في العاصمة، الذي تقدم عليه حتى الدقيقة الأخيرة، قبل أن يدرك سيرخيو راموس، قطب دفاعه، التعادل في الرمق الأخير، ويفرض التمديد، الذي حسمه ريال مدريد 4ـ1.
وفي المباراتين النهائيتين الأخيرتين لم يكن ريال مدريد الأفضل خلال فترات طويلة فيهما، فقد تفوق عليه ليفربول عام 2022 على مدى ساعة تقريبًا، قبل أن يسجل البرازيلي فينيسيوس جونيور هدف المباراة الوحيد.
وفي مواجهة دورتموند، السبت، كان الفريق الألماني الطرف الأفضل، ولا سيما في الشوط الأول، وأضاع لاعبوه كمًا هائلًا من الفرص، لكن ريال مدريد حافظ على هدوئه، ونجح في حسم النتيجة في ربع الساعة الأخير بهدفين لمدافعه داني كارباخال، وفينيسيوس جونيور.
ولخص الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، قدرة فريقه على تخطى الصعاب دائمًا بقوله: «المقاومة ثم الفوز، إنه تاريخ وتقليد رافق النادي طويلًا».
وأوضح: «بطبيعة الحال هناك نوعية اللاعبين، النادي بمثابة العائلة، لدينا أجواء رائعة، نعمل معًا من دون أي مشكلات».
وأضاف: «من السهل قيادة مجموعة من اللاعبين المتواضعين».
وجاء على لسان أحد أنصار الفريق، ويدعى فران، إثر متابعة المباراة على شاشة عملاقة داخل ملعب سانتياجو برنابيو، قوله لوكالة «فرانس برس»: «الفوز ثم الفوز، هذا هو ريال مدريد».
وأردف: «لقد فعلناها مرة جديدة، من الصعب تصديق ما حصل، لقد عانينا في جميع الأدوار للوصول إلى هنا».
وختم: «لن نتعب من تحقيق الانتصارات، هذا واجب، فنحن ريال مدريد».
ولن يكتفي ريال مدريد باللقب الـ 15، وقد جسد ذلك كلام رئيسه فلورنتينو بيريس بقوله: «إن التتويج نقطة انطلاق نحو إحراز اللقب الـ 16».