كل مقهى يقدم الشيشة لا يسمى مقهى، يسمى شيشة، يقدم أصنافًا من المشروبات ومنها القهوة، حتى المقهى الذي يقدم الأكل المطبوخ لا يسمى مقهى، يسمى مطعم يقدم القهوة، هذا ما قلته لزميلي خالد وأنا أجلس لأول مرة في محل «شيشته» التي سمّاها مقهى، قلت له إن المقهى هو الذي تكون القهوة فيه هي سيدة المكان، رائحتها الزكية تغمرك بمجرد أن تفتح باب المقهى، لا يمكن أن يملأ دخان الشيشة المكان ثم تسميه مقهى، إن مكانك هذا يا خالد اسمه شيشة، أين رائحة القهوة؟.. لكني أشم أصنافًا من روائح صناعية منبعثة من الشيشة، أنت صاحب شيشة يا خالد.
لم ينزعج خالد.. رسم ابتسامة ساخرة وقال: طيب.. شيشة شيشة.. ولا يهمك، المهم أن المكان يحقق لي أرباحًا، ولا يزعجني إن كان اسمه مقهى أو شيشة. ثم قرَّب رأسه وقال هامسًا: أعرف نوعيتك تمامًا.. تتعاملون مع القهوة على أنها مشروب شاعري، تحاولون لصقه بأصحاب الذوق الرفيع وفيروز وشايف البحر شو كبير وعيناك والدمع الأسود فوقهما، هل تعلم أني لم أكن أقدم الشيشة في هذا المكان.. وكان الناس من نوعيتك يطلبون فنجان قهوة واحد ويجلسون كل يوم ساعتين وثلاث وأربع ساعات وهم يكتبون في اللابتوب، بعضهم كان يستخدم المقهى حرفيًا مقرًا لعمله، كل ذلك مقابل ثمن فنجان قهوة ! لقد كانوا يسرقونني. ما الذي حدث.. لقد أفلست تمامًا وعانيت من دفع الإيجار ورواتب الموظفين، ولم ينقذني إلا أخي الذي أقرضني المال مشترطًا تقديم الشيشة في المقهى أو إغلاقه نهائيًا. انظر كيف أصبحت حالتي الآن.. لقد ازدهرت، بإمكاني افتتاح فرع آخر لو أردت، ولا يهمني إذا ما سمّيت المكان بالشيشة بدلًا من المقهى، صاحب شيشة غني ولا صاحب مقهى مفلس! كانت ساعة خالد الثمينة تلمع في يده، وكان يتحدث وهو يلعب بمفتاح سيارته الفاخرة، عدّل من جلسته ثم أضاف: احذر أن تدخل عاطفتك في التجارة !. كان خالد يتحدث بجدية تامة، جدية مستخلصة من معاناته التي مر بها في مقهاه قبل أن يحوله إلى شيشة، لكني لم أستسلم.. قلت له: حسنًا.. أنا لا أحب أماكن الشيشة، أفضّل المقاهي الهادئة إلا من الأصوات المنخفضة، أو صوت ماكينة طحن القهوة القادم بعيد. قال: صدقني لن تصمد المقاهي التي تفضلها أمام ارتفاع التكاليف، كما لا يمكن بيع فنجان القهوة بسعر مرتفع جدًا، فنجان القهوة يجب أن يبقى بسعر معتدل، لذا يتم التعويض بالشيشة.. ثم سألني: شو رأيك أجيبلك شيشة تفاح وأشغلك أغنية والله لكرهك تيابك يا بو شحاده لعلي الديك!.
لم ينزعج خالد.. رسم ابتسامة ساخرة وقال: طيب.. شيشة شيشة.. ولا يهمك، المهم أن المكان يحقق لي أرباحًا، ولا يزعجني إن كان اسمه مقهى أو شيشة. ثم قرَّب رأسه وقال هامسًا: أعرف نوعيتك تمامًا.. تتعاملون مع القهوة على أنها مشروب شاعري، تحاولون لصقه بأصحاب الذوق الرفيع وفيروز وشايف البحر شو كبير وعيناك والدمع الأسود فوقهما، هل تعلم أني لم أكن أقدم الشيشة في هذا المكان.. وكان الناس من نوعيتك يطلبون فنجان قهوة واحد ويجلسون كل يوم ساعتين وثلاث وأربع ساعات وهم يكتبون في اللابتوب، بعضهم كان يستخدم المقهى حرفيًا مقرًا لعمله، كل ذلك مقابل ثمن فنجان قهوة ! لقد كانوا يسرقونني. ما الذي حدث.. لقد أفلست تمامًا وعانيت من دفع الإيجار ورواتب الموظفين، ولم ينقذني إلا أخي الذي أقرضني المال مشترطًا تقديم الشيشة في المقهى أو إغلاقه نهائيًا. انظر كيف أصبحت حالتي الآن.. لقد ازدهرت، بإمكاني افتتاح فرع آخر لو أردت، ولا يهمني إذا ما سمّيت المكان بالشيشة بدلًا من المقهى، صاحب شيشة غني ولا صاحب مقهى مفلس! كانت ساعة خالد الثمينة تلمع في يده، وكان يتحدث وهو يلعب بمفتاح سيارته الفاخرة، عدّل من جلسته ثم أضاف: احذر أن تدخل عاطفتك في التجارة !. كان خالد يتحدث بجدية تامة، جدية مستخلصة من معاناته التي مر بها في مقهاه قبل أن يحوله إلى شيشة، لكني لم أستسلم.. قلت له: حسنًا.. أنا لا أحب أماكن الشيشة، أفضّل المقاهي الهادئة إلا من الأصوات المنخفضة، أو صوت ماكينة طحن القهوة القادم بعيد. قال: صدقني لن تصمد المقاهي التي تفضلها أمام ارتفاع التكاليف، كما لا يمكن بيع فنجان القهوة بسعر مرتفع جدًا، فنجان القهوة يجب أن يبقى بسعر معتدل، لذا يتم التعويض بالشيشة.. ثم سألني: شو رأيك أجيبلك شيشة تفاح وأشغلك أغنية والله لكرهك تيابك يا بو شحاده لعلي الديك!.