شيء واحد تتميز فيه خير من عدة أشياء تفعلها دون تميّز. لذا لو عاد بي الزمن لتخصصت في أمر واحد لا أحيد عنه مهما كانت المغريات.
ربما تصلح هذه الكلمات للشباب، مع العلم أن عمر الشباب بالنسبة لي ليس رقمًا، بل حجم الطاقة التي يتمتع فيها الإنسان. التركيز على تفاصيل شيء واحد يمنح الإنسان الوقت الكافي لاكتساب الخبرة، وبالتالي نتيجة متميزة.
قبل أيام وبالصدفة دخلت محلًا يبيع الأجبان، عندما تذوقتها علمت فورًا أنها من يد خبير بالتفاصيل، كان طعمها لذيذًا لدرجة أنني تناولت من أنواعها ما أغناني عن وجبة الغداء.
ثم مارست هوايتي مع صاحب المحل، ورحت أسأله تلك الأسئلة التي تستكشف في طفولته، وإن كان أي رابط بين طفولته وبين مهنته التي لم يمتهن غيرها منذ 35 عامًا.
قال إنه ابن قرية عادية، وكانت المرحلة المتوسطة هي آخر عهد له مع المدرسة. عمل صبيًا في الزراعة، وعندما بلغ العشرين التقى الرجل الذي تدخّل في مستقبله ورسمه لما وصل إليه، قال: عائلتي كانت تشتري الأجبان من رجل في القرية، وكانت أمي بين فترة وأخرى ترسلني لشراء الجبنة منه، ولا تشتريها من غيره، ولا تعدها بنفسها مع أنها تعرف إعدادها مثل بقية نساء القرية، في إحدى المرات كان الرجل الذي يبيع الجبنة مشغولًا في حمل الحليب وتفريغه في قدر كبير، فوجدت نفسي أساعد الرجل الذي لم يعترض على مساعدتي، شاهدته كيف يعد الجبنة وقضيت معه ثلاث ساعات دون أن أشعر بالوقت، وبعد أن مددت يدي بالنقود ثمنًا للجبنة التي أخذتها قال الرجل: أنا الذي يجب أن يعطيك المال نظير عملك معي اليوم. أجبته بأنها كانت مساعدة وليست عملًا، رفضت أخذ المبلغ ولا أعلم ما الذي أنطقني لأقول له: لا أريد مالًا.. هل من الممكن أن تعلمني صناعة الجبنة ؟ صمت وأخذ ينظر في أنحاء الغرفة، ثم رفع نظره نحوي وقال: هذه مهنة لا تقبل أن تكون لها ضرّة «يقصد زوجة ثانية» فإما أن تخلص لها لكي تتميز فيها أو لا تتعب نفسك وتضيع وقتك. أجبته بأني سأخلص لها، قال: لا تجيب الآن.. بإمكانك أن تأخذ وقتك في التفكير.. فلا يوجد أكثر من الوقت في قريتنا. عندما عدت إلى البيت سألت أمي: لماذا لا تشترين الجبنة إلاّ منه.. لماذا لا تعدينها بنفسك أو تشترينها من غيرة ؟ أجابت: لا يوجد أحد يجيدها مثله، ولم أتذوق يومًا جبنة مثل التي يصنعها، لا في قريتنا هذه، ولا في قريتي قبل أن أتزوج بأبيك. فهمت من إجابتها أن الرجل الذي يبيع الجبنة لدية قوة يتميز فيها عن غيره، وجاءتني رغبة بالحصول على هذه القوة، فعدت مباشرة إليه طالبًا منه أن يعلمني. منذ ذلك الوقت إلى اليوم لم أعمل عملًا آخر، واكتشفت منذ البداية أن تعلمها يحتاج فعلًا إلى إخلاص وصدق وصبر. كان هذا اختصار ما قاله لي صاحب المحل الذي لا يبيع إلا الأجبان، اشتريت منه كما لم أشترِ جبنًا من قبل، ودفعت له ما لم أدفعه في جبن من قبل، في الواقع كنت أشتري منه لأنه يبيع منتجًا متميزًا.
بيل كوسبي: يجب أن تكون رغبتك في النجاح أكبر من خوفك من الفشل.
ربما تصلح هذه الكلمات للشباب، مع العلم أن عمر الشباب بالنسبة لي ليس رقمًا، بل حجم الطاقة التي يتمتع فيها الإنسان. التركيز على تفاصيل شيء واحد يمنح الإنسان الوقت الكافي لاكتساب الخبرة، وبالتالي نتيجة متميزة.
قبل أيام وبالصدفة دخلت محلًا يبيع الأجبان، عندما تذوقتها علمت فورًا أنها من يد خبير بالتفاصيل، كان طعمها لذيذًا لدرجة أنني تناولت من أنواعها ما أغناني عن وجبة الغداء.
ثم مارست هوايتي مع صاحب المحل، ورحت أسأله تلك الأسئلة التي تستكشف في طفولته، وإن كان أي رابط بين طفولته وبين مهنته التي لم يمتهن غيرها منذ 35 عامًا.
قال إنه ابن قرية عادية، وكانت المرحلة المتوسطة هي آخر عهد له مع المدرسة. عمل صبيًا في الزراعة، وعندما بلغ العشرين التقى الرجل الذي تدخّل في مستقبله ورسمه لما وصل إليه، قال: عائلتي كانت تشتري الأجبان من رجل في القرية، وكانت أمي بين فترة وأخرى ترسلني لشراء الجبنة منه، ولا تشتريها من غيره، ولا تعدها بنفسها مع أنها تعرف إعدادها مثل بقية نساء القرية، في إحدى المرات كان الرجل الذي يبيع الجبنة مشغولًا في حمل الحليب وتفريغه في قدر كبير، فوجدت نفسي أساعد الرجل الذي لم يعترض على مساعدتي، شاهدته كيف يعد الجبنة وقضيت معه ثلاث ساعات دون أن أشعر بالوقت، وبعد أن مددت يدي بالنقود ثمنًا للجبنة التي أخذتها قال الرجل: أنا الذي يجب أن يعطيك المال نظير عملك معي اليوم. أجبته بأنها كانت مساعدة وليست عملًا، رفضت أخذ المبلغ ولا أعلم ما الذي أنطقني لأقول له: لا أريد مالًا.. هل من الممكن أن تعلمني صناعة الجبنة ؟ صمت وأخذ ينظر في أنحاء الغرفة، ثم رفع نظره نحوي وقال: هذه مهنة لا تقبل أن تكون لها ضرّة «يقصد زوجة ثانية» فإما أن تخلص لها لكي تتميز فيها أو لا تتعب نفسك وتضيع وقتك. أجبته بأني سأخلص لها، قال: لا تجيب الآن.. بإمكانك أن تأخذ وقتك في التفكير.. فلا يوجد أكثر من الوقت في قريتنا. عندما عدت إلى البيت سألت أمي: لماذا لا تشترين الجبنة إلاّ منه.. لماذا لا تعدينها بنفسك أو تشترينها من غيرة ؟ أجابت: لا يوجد أحد يجيدها مثله، ولم أتذوق يومًا جبنة مثل التي يصنعها، لا في قريتنا هذه، ولا في قريتي قبل أن أتزوج بأبيك. فهمت من إجابتها أن الرجل الذي يبيع الجبنة لدية قوة يتميز فيها عن غيره، وجاءتني رغبة بالحصول على هذه القوة، فعدت مباشرة إليه طالبًا منه أن يعلمني. منذ ذلك الوقت إلى اليوم لم أعمل عملًا آخر، واكتشفت منذ البداية أن تعلمها يحتاج فعلًا إلى إخلاص وصدق وصبر. كان هذا اختصار ما قاله لي صاحب المحل الذي لا يبيع إلا الأجبان، اشتريت منه كما لم أشترِ جبنًا من قبل، ودفعت له ما لم أدفعه في جبن من قبل، في الواقع كنت أشتري منه لأنه يبيع منتجًا متميزًا.
بيل كوسبي: يجب أن تكون رغبتك في النجاح أكبر من خوفك من الفشل.