ـ أحببت برامج المسابقات كثيرًا، لأنها تجمع الفائدة والمتعة والتواصل المباشر مع المستمعين. أتذكر أول برنامج مسابقات قدمته كان قبل 28 عامًا على ما أظن، كان إعداد الأسئلة يتطلب القراءة والبحث في الموسوعات، لذا أحضرت بعض الكتب، التي تختص بالأسئلة المناسبة لبرامج المسابقات، خصوصًا تلك التي أعدها الإعلامي الكبير شريف العلمي، رحمه الله، وأتذكر بعض أسماء المستمعين ممن كانت لديهم غزارة في المعلومات العامة، أصبحت أسماؤهم معروفة لكثرة ما كانوا يفوزون بجائزة البرنامج. اليوم، وبعد هذه السنوات الطويلة، لم تعد المشاركة تحتاج لمستمع واسع الاطلاع، ليعرف أجوبة الأسئلة، كل ما عليه هو طرحها على محركات الذكاء الاصطناعي، لتعطيه الأجوبة كاملة، ثم الاتصال على البرنامج! السنوات الماضية، حملت الكثير من التغييرات في العالم، ومن الطبيعي أن تغيّر في برامج المسابقات، حتى أنا صرت أستعين كثيرًا بالذكاء الاصطناعي، الفارق الواضح أنني في الماضي كنت أطرح خمسة أو ستة أسئلة في الحلقة، طوال ساعة كاملة، الآن أحتاج إلى 20 سؤالًا، لأن لا شيء يصعب على المستمعين، نحن فعلًا في زمن المعلومة السهلة.
ـ صديقي أشهر «عزوبي» من بين كل من أعرفهم، أظنه الآن في الـ 55 من عمره، كنت، وطوال 20 عامًا، أنصحه بالزواج، قلت له إن التأجيل الطويل قد يضرك. لكنه كان يرد وبعصبية: في بعض الأحيان لا أتحمل نفسي، فكيف لي أن أتحمل نفسي وشخصًا آخر في الوقت نفسه، ثم كان يحرك يديه، مقلدًا الطيور، قائلًا: «أنا حر.. أستطيع الطيران والتحليق متى شئت، أما أنت فعليك أن تعود إلى بيتك! بالأمس اتصل قبل الفجر، قال: عليك ألّا تلومني وإلا أنهيت المكالمة.. أنا أشعر بالوحدة، لقد تعبت..!».
ـ تقول الحكمة الصينية: «إذا لم يكن عندك ابتسامة دائمة فلا تفتح دكانًا». أظنها تختصر سنوات الدراسة في كليات التجارة والاقتصاد. تمنيت لو كانت عندي الجرأة لأقولها لأبي هيثم، صاحب مطعم الحمص والفلافل، لكنني كنت «خوافًا» أمام قساوة وجهه وطوله الفارع، لذا كنت أتحمل «دفاشته»، ولعلمي بأنه ذو قلب طيب، ولأن وجهه القاسي وهجره للابتسامة أمر من طبيعته. ومع أن فلافله لذيذة، وحمصه شغل معلمين، إلا أن زبائنه قليلون، كان بالكاد يحصل على أرباح بعد تسديد الإيجار، وراتب المساعد، الذي يعمل معه. قبل أيام مررت على مطعمه، كانت المرة الأخيرة، التي زرته فيها قبل ثلاث سنوات، رأيت المطعم مزدحمًا، أسعدني الازدحام، شاهدت ابنه هيثم بابتسامته العريضة مع الزبائن، كان قد بلغ العشرين، سألته: وين الوالد؟ أجاب.. بالمطبخ.. شغله بس بالمطبخ!
ـ صديقي أشهر «عزوبي» من بين كل من أعرفهم، أظنه الآن في الـ 55 من عمره، كنت، وطوال 20 عامًا، أنصحه بالزواج، قلت له إن التأجيل الطويل قد يضرك. لكنه كان يرد وبعصبية: في بعض الأحيان لا أتحمل نفسي، فكيف لي أن أتحمل نفسي وشخصًا آخر في الوقت نفسه، ثم كان يحرك يديه، مقلدًا الطيور، قائلًا: «أنا حر.. أستطيع الطيران والتحليق متى شئت، أما أنت فعليك أن تعود إلى بيتك! بالأمس اتصل قبل الفجر، قال: عليك ألّا تلومني وإلا أنهيت المكالمة.. أنا أشعر بالوحدة، لقد تعبت..!».
ـ تقول الحكمة الصينية: «إذا لم يكن عندك ابتسامة دائمة فلا تفتح دكانًا». أظنها تختصر سنوات الدراسة في كليات التجارة والاقتصاد. تمنيت لو كانت عندي الجرأة لأقولها لأبي هيثم، صاحب مطعم الحمص والفلافل، لكنني كنت «خوافًا» أمام قساوة وجهه وطوله الفارع، لذا كنت أتحمل «دفاشته»، ولعلمي بأنه ذو قلب طيب، ولأن وجهه القاسي وهجره للابتسامة أمر من طبيعته. ومع أن فلافله لذيذة، وحمصه شغل معلمين، إلا أن زبائنه قليلون، كان بالكاد يحصل على أرباح بعد تسديد الإيجار، وراتب المساعد، الذي يعمل معه. قبل أيام مررت على مطعمه، كانت المرة الأخيرة، التي زرته فيها قبل ثلاث سنوات، رأيت المطعم مزدحمًا، أسعدني الازدحام، شاهدت ابنه هيثم بابتسامته العريضة مع الزبائن، كان قد بلغ العشرين، سألته: وين الوالد؟ أجاب.. بالمطبخ.. شغله بس بالمطبخ!