بعد 11 سنةً متتاليةً من الاحتكار وحسم ألقاب الدوري بشكلٍ مبكِّرٍ من قِبل بايرن ميونيخ، تنتظر الكرة الألمانية حاليًّا نهاية هذه الحقبة، مع أملٍ بأن يكون كسر هذا الاحتكار بدايةً لعهدٍ جديدٍ من التنافس في «البوندسليجا»، البطولة التي لم تستطع فرقها جميعًا الوقوف أمام البايرن، ليحقق البافاري أطول فترة احتكارٍ في تاريخ الدوريات الكبرى! بل إن فرق فرنسا، التي تواجه أيضًا فريقًا مهيمنًا هناك، كما هو الحال في ألمانيا، استطاعت التفوق على نظيرتها في الثانية بالوقوف في وجه باريس سان جيرمان، وانتزاع اللقب منه في مناسبتين، حارمةً النادي الباريسي من هيمنةٍ شبيهةٍ لهيمنة بايرن ميونيخ.
اليوم يقترب حلم باير ليفركوزن من التحقُّق، بل صار أشبه بالمتحقّق بعد أن وسَّع الفارق في الصدارة، وأصبح بعيدًا عن بايرن ميونيخ. ليفركوزن، الذي لم يكن مرشحًا نهائيًّا للفوز بالدوري، أصبح قريبًا من تحقيق لقبٍ تاريخي، سيكون الأوَّل له في الدوري بعد سنواتٍ طويلةٍ، اشتهر خلالها بخسارة الألقاب في الأمتار الأخيرة. ويبدو أن الموسم الجاري موسمُ حصادٍ للفريق الألماني الذي يوجد في صدارة الدوري، ويقترب من حسمه، ويلعب في نهائي الكأس المحلية، ويحضر أيضًا في ربع نهائي «يوروبا ليج».
لقد كان اختيار تشافي ألونسو مدربًا للفريق السبب المحوري في تحوُّل ليفركوزن من فريقٍ يوجد في المركز الخامس، أو السادس، أو يذهب في أفضل المواسم إلى دوري أبطال أوروبا باحتلال المركز الرابع، إلى فريقٍ ينافس على اللقب، حيث قدم المدرب الإسباني شخصيةً واضحةً للفريق، تتسم بشراسة لاعبيه، وهو ما لم تشهده الملاعب الألمانية إلا بالقميص الأحمر الشهير لبايرن ميونيخ منذ دورتموند يورجن كلوب، وهذا بحد ذاته إثباتٌ كبيرٌ لقدرات ألونسو القادم بقوةٍ للساحة التدريبية الأوروبية، وسيكون له شأنٌ عظيمٌ في مقبل السنوات، إذ سيضرب المدرب برفقة ليفركوزن كثيرًا من الأرقام القياسية في الدوري الألماني، أرقام لم تتحقق طوال تاريخ الكرة الألمانية.
سيكون رد بايرن ميونيخ على خسارة هذا الدوري قويًّا في الموسم المقبل، حيث يعيش النادي البافاري حالةَ استنفارٍ كبيرةً من أجل إحداث التغييرات المطلوبة، ومع إعلان تشافي ألونسو البقاء في ليفركوزن، سيكون هناك تنافسٌ ثنائي منتظرٌ على اللقب الجديد.