الحمد لله أنني وُلدت مطلع السبعينيات الميلادية، وعشت معظم عمري في زمنٍ لم تسيطر فيه التقنية على كل شيءٍ. لو أنني وُلدت قبل 20 عامًا، ما كنت لأحصل على وظيفتي التي أعمل فيها منذ 30 عامًا والحمد لله، لأن الذكاء الاصطناعي، سيسيطر عليها عندما أبلغ الـ 30!
أرسل لي أحد الأصدقاء مقطعَ فيديو لمذيع ذكاءٍ اصطناعي، وأرفقه بهذه الكلمات: «صوته أجمل من صوتك، ونستطيع استبدال الصوت متى ما أردنا. لا يتلعثم على الهواء مثلما تفعل، ولا يتميلح، ومزاجه ثابتٌ لا يتغيَّر. لا تتأثر نفسيته إذا ما كان مفلسًا، ولا يستخف دمه مثلما تفشل أنت، ولا يتفلسف أبدًا. لا يَصلَع مثل صلعتك، ولا يأخذ إجازاتٍ، ولا يضيع وقت العمل بالتسكع بين مكاتب زملائه». كان المذيع الذي شاهدته في الفيديو المرسل من صديقي مذهلًا، فصوته جميلٌ، وملابسه أنيقةٌ، وكان وسيمًا، ولم يتساقط شعر رأسه مثلي، وأنفه أصغر من أنفي ثلاث مراتٍ «كان أنفه عاديًا مثل البقية».
أجبت صديقي بأنه لن يستطيع إغاظتي، وأن محاولته فشلت، لأنني نجوت فعلًا من سيطرة الذكاء الاصطناعي على مهنتي. لقد عملت فيها زمنًا طويلًا حتى أصبحت أفكر بالحصول على مزرعةٍ صغيرةٍ للتقاعد، تمتلئ بالنخيل والأغنام والدجاج.
الحقيقة أن مهنة مقدم البرامج مهنةٌ ضمن مئات المهن التي ستنقرض، وأقول لكل مَن يعتقد أن مذيع الذكاء الاصطناعي لن يعوّض المذيع البشري بأن اعتقاده غير دقيقٍ أبدًا، لأن الشركات التجارية تفكر في أرباحها أولًا، ولا تنظر لحكاية المشاعر والأحاسيس الإنسانية.
صدقوني، كثيرٌ ممَّا اعتدنا عليه سيتغيَّر قريبًا تغيُّرًا كبيرًا، فنجوم الأغنية، على سبيل المثال، وبعد أقل من 20 عامًا، سيكونون اصطناعيين، ونصيحةُ محبٍّ لنجوم الأغنية الشباب الآن: «اجمعوا من المال ما يكفي لشراء المزرعة والنخيل والدجاج، لأنكم لن تنافسوا المغني الاصطناعي، فهو أقل كلفةً في كل شيءٍ، وفي إمكانه الغناء بكل اللغات، ولا يتشرَّط في الحفلات. حاولوا وأنتم تجمعون المال للمزرعة، أن تتعلموا كيفية إدارتها، والتطعيمات التي تحتاج إليها الأغنام والدجاج».
قرأت أن كبرى الشركات في العالم تضخ اليوم مليارات الدولارات لتسريع تطور الذكاء الاصطناعي، ليكون بديلًا للكثير من الوظائف التي يمارسها البشر. إن ما نشاهده الآن من تغيُّراتٍ، سببها الذكاء الاصطناعي، مجرد رأس الجبل.
* فينيامين كافيرين: «التجوُّل بمفردك في الأماكن التي كنت فيها يومًا ما مع مَن تحب، هو أكثر الأشياء حزنًا في العالم».
أرسل لي أحد الأصدقاء مقطعَ فيديو لمذيع ذكاءٍ اصطناعي، وأرفقه بهذه الكلمات: «صوته أجمل من صوتك، ونستطيع استبدال الصوت متى ما أردنا. لا يتلعثم على الهواء مثلما تفعل، ولا يتميلح، ومزاجه ثابتٌ لا يتغيَّر. لا تتأثر نفسيته إذا ما كان مفلسًا، ولا يستخف دمه مثلما تفشل أنت، ولا يتفلسف أبدًا. لا يَصلَع مثل صلعتك، ولا يأخذ إجازاتٍ، ولا يضيع وقت العمل بالتسكع بين مكاتب زملائه». كان المذيع الذي شاهدته في الفيديو المرسل من صديقي مذهلًا، فصوته جميلٌ، وملابسه أنيقةٌ، وكان وسيمًا، ولم يتساقط شعر رأسه مثلي، وأنفه أصغر من أنفي ثلاث مراتٍ «كان أنفه عاديًا مثل البقية».
أجبت صديقي بأنه لن يستطيع إغاظتي، وأن محاولته فشلت، لأنني نجوت فعلًا من سيطرة الذكاء الاصطناعي على مهنتي. لقد عملت فيها زمنًا طويلًا حتى أصبحت أفكر بالحصول على مزرعةٍ صغيرةٍ للتقاعد، تمتلئ بالنخيل والأغنام والدجاج.
الحقيقة أن مهنة مقدم البرامج مهنةٌ ضمن مئات المهن التي ستنقرض، وأقول لكل مَن يعتقد أن مذيع الذكاء الاصطناعي لن يعوّض المذيع البشري بأن اعتقاده غير دقيقٍ أبدًا، لأن الشركات التجارية تفكر في أرباحها أولًا، ولا تنظر لحكاية المشاعر والأحاسيس الإنسانية.
صدقوني، كثيرٌ ممَّا اعتدنا عليه سيتغيَّر قريبًا تغيُّرًا كبيرًا، فنجوم الأغنية، على سبيل المثال، وبعد أقل من 20 عامًا، سيكونون اصطناعيين، ونصيحةُ محبٍّ لنجوم الأغنية الشباب الآن: «اجمعوا من المال ما يكفي لشراء المزرعة والنخيل والدجاج، لأنكم لن تنافسوا المغني الاصطناعي، فهو أقل كلفةً في كل شيءٍ، وفي إمكانه الغناء بكل اللغات، ولا يتشرَّط في الحفلات. حاولوا وأنتم تجمعون المال للمزرعة، أن تتعلموا كيفية إدارتها، والتطعيمات التي تحتاج إليها الأغنام والدجاج».
قرأت أن كبرى الشركات في العالم تضخ اليوم مليارات الدولارات لتسريع تطور الذكاء الاصطناعي، ليكون بديلًا للكثير من الوظائف التي يمارسها البشر. إن ما نشاهده الآن من تغيُّراتٍ، سببها الذكاء الاصطناعي، مجرد رأس الجبل.
* فينيامين كافيرين: «التجوُّل بمفردك في الأماكن التي كنت فيها يومًا ما مع مَن تحب، هو أكثر الأشياء حزنًا في العالم».