قال بيل جيتس إن ظهور الذكاء الاصطناعي يشبه ظهور الآلة في الزراعة قبل مئة عام، حينها أخذت الآلة الكثير من وظائف الفلاحين، لكنها فتحت المصانع ووفرت ملايين الفرص الوظيفية. وإن الأمر نفسه مع الذكاء الاصطناعي، الذي يخرج المختصين من وظائفهم، ليفتح المجال أمام وظائف جديدة. المعروف أن بيل جيتس استثمر في الزراعة بشراء أراض شاسعة، لا أدري لماذا استثمر في مجال مختلف عن مجاله، عمومًا لا يعد شراء الأراضي الزراعية استثمارًا في الزراعة فقط، بل في الزراعة والعقار معًا.
لا يترك بيل جيتس مجالًا مربحًا إلا واستثمر فيه، للدرجة التي أصبح يبيع الكمبيوترات والبطاطا معًا. آخر ما قرأته عن الذكاء الاصطناعي أن المفاوضات التجارية مستقبلًا سيتدخل بها الذكاء، أي أن روبوتًا سيمثل كل شركة كمفاوض عنها، أتمنى أن يتدخل الذكاء الاصطناعي في مقابلات التوظيف بديلًا عن البشر، ليس لأنه الأفضل، بل ربما يحذف السؤال الممل في كل مقابلة توظيف: “شايف نفسك وين بعد خمس سنين!”، لن أبعد كثيرًا عن بيل جيتس وانتقل إلى حديث أحد زملائه، وأقصد زميله في الثراء. قبل يومين نشرت “العربية نت” بعض النصائح التي قالها وارن بافيت في لقاء تلفزيوني، والحقيقة أن وارن لا يبخل بتقديم النصائح للجمهور، ويبدو أن نصائحه آمنه لأنه من رجال الأعمال التقليديين الذين يستثمرون في الأسهم والعقارات، حتى أنه قال عند انفجار سوق العملات المشفرة بأنه لن يشتري منها ولو بدولار واحد. بافيت قال بأن القاعدة الأولى في عالم الأعمال هي (ألّا تخسر). أما القاعدة الثانية فهي (لا تنسَ القاعدة الأولى). في اللقاء قال باقيت أمرًا مهمًا، وأعتقد بأن هذا الأمر لا يخص عالم الأعمال فقط بل كل جوانب الحياة بصورة عامة (لا تحتاج إلى آلاف درجات الذكاء في مجال الأعمال. ولكن كل ما عليك هو أن تكون ذكيًا بما يكفي. فقط تحتاج إلى شخصية مستقرة لا تتأثر بالقطيع، سواء كنت ضده أو معه، فالاستثمار ليس مكانًا لاستطلاعات الرأي). أرجو ألّا يكون الحديث عن الذكاء الاصطناعي مملًا لكم، لكنه الواقع الذي يجب أن نسايره حتى لا نجد أنفسنا خارج المنظومة، قرأت بأن خطط المباريات سيضعها مدرب الكرة الذكي اصطناعيًا، معتمدًا على بيانات أداء اللاعبين وعلى بيانات المباريات السابقة للفريق الخصم. في حال أن المدرب الذكي اصطناعيًا فشل في تحقيق النتائج المرجوة وأراد رئيس النادي استبداله، فما الذي سيقوله للجمهور: بدلنا التطبيق؟