مع الازدحام، والاتساع، والنمو، قليلو الكثرة. وفي التفاصيل، وبين الخطوط المكتملة، والليالي الجديدة، والأنوار، والأصوات البعيدة، ثمّة من يعرف الأسرار، ويقرأ الكتاب القديم.
بين النصر والهلال علاقة من شخوص لا حناجر من هتاف. بين العاصميّين مدينة واحدة، ووجوه واقفة، وأزمنة لا تموت. وفي العواميد المُضاءة، تمديدات مُعطى، وأروقة احتفال.
الاختلاف بين الناديين لا وجود له، لكنّ حولهما مختلفون. وتاريخهما المكتوب قلمه واحد، لكنّ الكتبة في غلوٍّ وتنطّع. الحب الصافي لا يدفع دماء الكراهية، والانتماء لا يعني الإقصاء. وللاثنين مصادر حب، وللاثنين لا جدوى من هروب. المعنى الساكن “الحنبلي” و”الظهيرة” هو ذاته الموجود في “حطين” و”الملقى”، والرجل الذي غاب عن “المقيبرة” لا تزال سيرته من الأحفاد للمتجهين شمالًا وجنوبًا. هناك هلاليٌّ يفصّل ملابسه في “الشميسي”، وهناك نصراويٌّ يحلق ذقنه في شارع “عسير”، ومع التغيير الكامل، ما زالت الخامة هي هي، وما زال المتأنّق هو ذاته. لا تبديل للظهور منذ زمن رفاهية “العصّارات”.
منذ نصف قرن والنصر والهلال متلازمين رغم النفور. ومنذ الأيّام التي ذهبت، كُل شيء معهما وبهما يعود. لا انفاك رغم الجحود، والشهود، وأحياء الرواية الأولى.
إنّ التقاسيم التي حفرت المعالم، تركت أثرًا لا يغيب. كما أنّ التعلّق بالبعيد لا يفلت القريب من يده. الاشتداد تجربة لا عُمُرًا، والأبنية المهجورة شواهد لا خراب.
في الارتكاز نصرٌ وهلال. وفي الكُرة المستديرة المقذوفة بالأرجل، أزمنة باقية لا عابرة، ومع التكوينات الاجتماعية ثبات دائم بين الأمصار، والأنصار، والحلل، والملل.
لقد كان الانطلاق ركضًا مُتفرّقًا ثم كان موردًا واحدًا. لقد كان الوقود من تشكيلات قصور، وخيام، وسرعة، وبطء. إنّ الأزرق المُشترك على خجلِ من البياض والصُفرة. إنّ القطار الرابط مدينة الرياض الآن من كل اتجاهاتها حاملاً وموصلاً الناس، لا ينسى طريق “العسس” في “البطحاء” ولا مواقيت الرجال والنساء عند ساعة “قصر الحكم”، ولا الأذان النجديّ المُنطلق من المئذنة الطينية المُشاهدة وسطًا. إنّ النصر والهلال يرسمان عمدًا كُل السحنات.
بين النصر والهلال علاقة من شخوص لا حناجر من هتاف. بين العاصميّين مدينة واحدة، ووجوه واقفة، وأزمنة لا تموت. وفي العواميد المُضاءة، تمديدات مُعطى، وأروقة احتفال.
الاختلاف بين الناديين لا وجود له، لكنّ حولهما مختلفون. وتاريخهما المكتوب قلمه واحد، لكنّ الكتبة في غلوٍّ وتنطّع. الحب الصافي لا يدفع دماء الكراهية، والانتماء لا يعني الإقصاء. وللاثنين مصادر حب، وللاثنين لا جدوى من هروب. المعنى الساكن “الحنبلي” و”الظهيرة” هو ذاته الموجود في “حطين” و”الملقى”، والرجل الذي غاب عن “المقيبرة” لا تزال سيرته من الأحفاد للمتجهين شمالًا وجنوبًا. هناك هلاليٌّ يفصّل ملابسه في “الشميسي”، وهناك نصراويٌّ يحلق ذقنه في شارع “عسير”، ومع التغيير الكامل، ما زالت الخامة هي هي، وما زال المتأنّق هو ذاته. لا تبديل للظهور منذ زمن رفاهية “العصّارات”.
منذ نصف قرن والنصر والهلال متلازمين رغم النفور. ومنذ الأيّام التي ذهبت، كُل شيء معهما وبهما يعود. لا انفاك رغم الجحود، والشهود، وأحياء الرواية الأولى.
إنّ التقاسيم التي حفرت المعالم، تركت أثرًا لا يغيب. كما أنّ التعلّق بالبعيد لا يفلت القريب من يده. الاشتداد تجربة لا عُمُرًا، والأبنية المهجورة شواهد لا خراب.
في الارتكاز نصرٌ وهلال. وفي الكُرة المستديرة المقذوفة بالأرجل، أزمنة باقية لا عابرة، ومع التكوينات الاجتماعية ثبات دائم بين الأمصار، والأنصار، والحلل، والملل.
لقد كان الانطلاق ركضًا مُتفرّقًا ثم كان موردًا واحدًا. لقد كان الوقود من تشكيلات قصور، وخيام، وسرعة، وبطء. إنّ الأزرق المُشترك على خجلِ من البياض والصُفرة. إنّ القطار الرابط مدينة الرياض الآن من كل اتجاهاتها حاملاً وموصلاً الناس، لا ينسى طريق “العسس” في “البطحاء” ولا مواقيت الرجال والنساء عند ساعة “قصر الحكم”، ولا الأذان النجديّ المُنطلق من المئذنة الطينية المُشاهدة وسطًا. إنّ النصر والهلال يرسمان عمدًا كُل السحنات.