ـ أن يواجه الهلال غريمه التقليدي النصر، وهو في وضع مريح بدنيًا، أمر نادر الحدوث.. ففي كل مرة يتواجه الفريقان تكون الأفضلية للنصر من أوجه عديدة.. ففي فترات سابقة كانت المباراة تأتي بعد معسكر المنتخب بيومين إلى ثلاثة على الأكثر.. ثم تحولت الأمور إلى أن يتم جدولة مباراة الإياب لتكون على أرض النصر.
وحين فطن الإعلام والجماهير لهذه النقطة، تم تغييرها الموسم الماضي، بعد ثلاثة أو أربعة مواسم متتالية، يكون خلالها اللقاء الحاسم في الدور الثاني على أرضه (حسب ما أتذكر)، لكن في هذا العام تم التغيير والعودة للعب المباراة على أرض النصر، وهو أمر مقبول إذا ما سلمنا بمبدأ المداورة وتبادل الأدوار.. غير أن جدولة مباريات الهلال قبل النصر جعلته يتنقل من ملعب إلى آخر.. فقد لعب أمام الأخدود في نجران، ثم انتقل إلى القصيم ليواجه الحزم، وبعد ذلك يلعب الآسيوية، وهي التي لعب الهلال كل مبارياته فيها، خلال الجولات الماضية، يوم الإثنين، بينما النصر يلعب الثلاثاء، باستثناء هذه الجولة، التي تحولت خلالها الجدولة بقدرة قادر إلى أن يلعب الهلال الثلاثاء، ويلعب النصر الإثنين.. وتشاء الصدف (!!) أن تكون المباراة التي سيلعبها الهلال خارج أرضه، بينما النصر سيلعب على أرضه.. فضلًا عن كون معظم مباريات النصر في الدور الأول كانت على أرضه وبين جماهيره، والتي وصل عددها تقريبًا إلى ثمان مباريات حتى الآن.. ـ هذه الجدولة غير العادلة بالتأكيد لها تأثير كبير على الفريق واللاعبين على حد سواء.. وهي لا تراعي مبدأ المساواة والعدل بين الفريقين المتنافسين.. فالهلال مثلًا سيعود من أوزبكستان قبل المباراة بيومين، وهو أصلًا لعب متأخرًا يومًا، حيث واجه الحزم السبت في الوقت الذي كانت مبارياته تلعب الجمعة، والنصر السبت.. باستثناء هذه الجولة على ما أعتقد.. ولذلك فالإرهاق الذي يتعرض له اللاعب الهلالي أصبح أمرًا مألوفًا لدى المتابعين.. وربما تعود الهلاليون على ذلك، ليكون الفريق حاضرًا ذهنيًا في كل مبارياته وسط نجاح السيد خيسوس في تطبيق مبدأ المداورة بشكل صحيح بين اللاعبين، ساعده في ذلك وجود كوكبة من اللاعبين الجاهزين في كل المراكز.. خصوصًا قبل الإصابات التي ضربت صفوف الفريق مؤخرًا.. بل إن مثل هذه الجدولة جعلت اللاعب الهلالي مرتبطًا بالنادي معظم أيام الأسبوع، ما قلل كثيرًا من سلبيات عدم الانضباط خارج الملعب، والذي تعاني منه معظم الأندية..!