مع اللحظات الأولى لحجب الشمس بالغيم.. ينزل المطر، وتطير الأحلام كما العصافير، وتهمّ الأوهام بالرحيل.. والأعشاش.. هي الأعشاش. ليس هناك موقظًا للفرح مثل الماء. ليس هناك جديدًا على الروح مثل قفز القطرات، وتساقطها فوق الجبين ومع الخصلات المُنسدلة. صوت الرعد مخيف لأول وهلة، لكنّه بريد سعادة. وعند النغمات ترقص الأرواح قبل الأجساد. لا أحد يملك فكرته مثل عقل مُتخيّل، ولا أفكار تبقى مثل تلك التي تولد مع قوّة الذات.
التكوين الأوّل للسُحب هو حالة تلاقٍ، والانهمار الأغزر الطويل نتيجة تفاعل.
أحيانًا، يحدث التراجع نتيجة جفاف، كما أن عدم الوصول للنقطة المحدّدة يكون بسبب حيرة، ووقوف في غير وقته. لا شيء يمنع المطر من النزول، كما أن الأرض لا تنفعها الريح أثناء الهطول في إبعاده عنها. ومع السيل، تنطلق رائحة الطين، والشجر، وخشب البيوت القديمة، ويكون الرجل المربوط بذاكرته، كتابًا مُغلقًا على الأزمنة بالأسطح القصيرة، والأودية، والجريان الجالب معه فتيات القرى الصغيرة.
إنّ الكتابة استدعاء، ومضخّة حنين. والقراءة الصامتة صوت سنين، ورسم للمُستدعى، وبهما تكون الجدران أطوارًا، وتكون الصور الميّتة إشارات حياة.
آهٍ من الذي مضى، وآهٍ من الذي آت، وآهٍ من تلك الخزانة الحديدية المفتوحة بالمشط، والعطر، والمرآة المكسورة، وآهٍ من الركض البريء نحو الأرض المبلولة، واصطياد “بنت المطر”، والانطلاق فرحًا نحو البيت المفتوح على الوادي، المُشرعة أبوابه للقادمين من السوق، وفي العمائم البلل، وفي الأيدي صقيع ينشد الدفء من النار المشتعلة، والقبض على الفنجان، وأحاديث الرجال.
إنّ القسوة من موت اليوم الواحد في أنّه لا يحيى مرّة أخرى إلاّ في الذهن الذي لا تُدفن معه الأيّام.. الأيّام الميّتة المتراكمة. والصورة كُلّها، تكمن في أن الأشجار باقية، والأودية مُمتدّة، والمطر يعود، والسيل يزود، والأدخنة تتطاير من البيوت كما في أوّل مرّة. إنّ الأيّام العائدة مع الغيم لا تدفعها العاصفة نحو الحضور، ولا يدفعها ذلك التيار المُتشكّل من حركة الأجنحة في السماء. وحدها “بنت المطر”، تعود مع السحاب، وتقصد الخزانة الحديدية المفتوحة بالمشط، والعطر، والمرآة المكسورة.
التكوين الأوّل للسُحب هو حالة تلاقٍ، والانهمار الأغزر الطويل نتيجة تفاعل.
أحيانًا، يحدث التراجع نتيجة جفاف، كما أن عدم الوصول للنقطة المحدّدة يكون بسبب حيرة، ووقوف في غير وقته. لا شيء يمنع المطر من النزول، كما أن الأرض لا تنفعها الريح أثناء الهطول في إبعاده عنها. ومع السيل، تنطلق رائحة الطين، والشجر، وخشب البيوت القديمة، ويكون الرجل المربوط بذاكرته، كتابًا مُغلقًا على الأزمنة بالأسطح القصيرة، والأودية، والجريان الجالب معه فتيات القرى الصغيرة.
إنّ الكتابة استدعاء، ومضخّة حنين. والقراءة الصامتة صوت سنين، ورسم للمُستدعى، وبهما تكون الجدران أطوارًا، وتكون الصور الميّتة إشارات حياة.
آهٍ من الذي مضى، وآهٍ من الذي آت، وآهٍ من تلك الخزانة الحديدية المفتوحة بالمشط، والعطر، والمرآة المكسورة، وآهٍ من الركض البريء نحو الأرض المبلولة، واصطياد “بنت المطر”، والانطلاق فرحًا نحو البيت المفتوح على الوادي، المُشرعة أبوابه للقادمين من السوق، وفي العمائم البلل، وفي الأيدي صقيع ينشد الدفء من النار المشتعلة، والقبض على الفنجان، وأحاديث الرجال.
إنّ القسوة من موت اليوم الواحد في أنّه لا يحيى مرّة أخرى إلاّ في الذهن الذي لا تُدفن معه الأيّام.. الأيّام الميّتة المتراكمة. والصورة كُلّها، تكمن في أن الأشجار باقية، والأودية مُمتدّة، والمطر يعود، والسيل يزود، والأدخنة تتطاير من البيوت كما في أوّل مرّة. إنّ الأيّام العائدة مع الغيم لا تدفعها العاصفة نحو الحضور، ولا يدفعها ذلك التيار المُتشكّل من حركة الأجنحة في السماء. وحدها “بنت المطر”، تعود مع السحاب، وتقصد الخزانة الحديدية المفتوحة بالمشط، والعطر، والمرآة المكسورة.