يصر أحد الأصدقاء ألّا نتصل عليه في الويك إند، وألَا نزوره، وألّا (ندردش) معه، وأسباب ذلك حسب قوله إنه يريد أن يعيش الإجازة بمعناها الحقيقي، وهو الانفصال التام عن العمل وعن الوجوه التي كان يلتقيها طوال أيام العمل.
لكن ظاهر تصرفه فيه من الأنانية والتناقض وحب الذات، لأنه إذا ما شعر بالملل في إجازته يتصل بنا ويدعونا للقاء في أي مقهى قريب، ويلومنا إذا ما اعتذرنا منه لارتباطاتنا المسبقة، ثم يعود في الويك إند القادم مكررًا طلبه بمنحه عزلته الويك إندية! في إحدى الويكندات، التي شعر بها في الملل، أجرى عدة اتصالات لكي نجتمع في المقهى القريب من بيته، وعندما اجتمعنا وكنا أربعة فاجئه أحدنا بالقول: في الويك إند ترفض أن نتصل بك أو نلتقيك.. ولما تمل تجمعنا عشان تتسلى!. نظر إليه صديقنا بابتسامته المعهودة: طبعًا عشان أتسلى معكم.. إذا ما يسلوني ربعي منهو يسليني؟ ثم التفت يمنة ويسرى وأشار بيده: يعني أقول للقطو هذاك.. تعال ابتسلى معاك!؟ انفجرنا ضحكًا.. وحولنا الحديث إلى لقائه (بالقطو) وتخيلنا كيف أنه قال له في آخر اللقاء: إياك أن تتصل بي في الويك إند فأنا أريد أن أعيشه بانفصال تام، فرد عليه القط بـ: مياو! وترجمتها: حسنًا! لم نشعر يومًا بأن صديقنا كان يفرض علينا نوعًا من صداقة فصّلها على مقاسه، لأنه من النوع الذي يطوّع نفسه ليكون على مقاس ما تحتاجه عندما تكون بحاجته.
لا يزعجني عدم حصولي على طاولة في المقهى الجميل، الذي أعتدت الجلوس فيه منذ عام، بل أجد نفسي في كل مرة مبتسمًا. أما الابتسامة فهي ابتسامة إعجاب تعود لحكاية عمرها عام. عندما جئت للمقهى أول مرة لم يكن مضى على افتتاحه سوى أيام قليلة، كان شبه فارغ، مجموعة من الطاولات وزبون واحد منشغلًا بالكتابة على اللابتوب، عندما دخلت ملأني الشعور بدفئ المكان، أناقته تدل على ذوق رفيع، لا يبدو أن صاحب المقهى تكلف كثيرًا في الديكورات، لكنه بالضرورة بذل جهدًا للوصول لهذه النتيجة المبهجة، وبمجرد أن جلست حتى عرفت إلى أي درجة أراد صاحب المقهى أن تكون الكراسي مريحة. عندما جاء النادل ابتسم في وجهي ابتسامة وكأني عائد من غياب، رحب بي وحكى لي باختصار عن المقهى الجديد، ثم أحضر القهوة التي ما أن قربتها من فمي حتى شممت رائحة قهوة كما لم أعرفها من قبل، لرائحتها الفريدة، خلال دقائق ودردشة سريعة علمت بأن النادل مالك المقهى. حينها توقعت له النجاح لأنه قال أثناء الحديث: التجارة حسن تعامل، وسر النجاح في رضى الزبائن.
لكن ظاهر تصرفه فيه من الأنانية والتناقض وحب الذات، لأنه إذا ما شعر بالملل في إجازته يتصل بنا ويدعونا للقاء في أي مقهى قريب، ويلومنا إذا ما اعتذرنا منه لارتباطاتنا المسبقة، ثم يعود في الويك إند القادم مكررًا طلبه بمنحه عزلته الويك إندية! في إحدى الويكندات، التي شعر بها في الملل، أجرى عدة اتصالات لكي نجتمع في المقهى القريب من بيته، وعندما اجتمعنا وكنا أربعة فاجئه أحدنا بالقول: في الويك إند ترفض أن نتصل بك أو نلتقيك.. ولما تمل تجمعنا عشان تتسلى!. نظر إليه صديقنا بابتسامته المعهودة: طبعًا عشان أتسلى معكم.. إذا ما يسلوني ربعي منهو يسليني؟ ثم التفت يمنة ويسرى وأشار بيده: يعني أقول للقطو هذاك.. تعال ابتسلى معاك!؟ انفجرنا ضحكًا.. وحولنا الحديث إلى لقائه (بالقطو) وتخيلنا كيف أنه قال له في آخر اللقاء: إياك أن تتصل بي في الويك إند فأنا أريد أن أعيشه بانفصال تام، فرد عليه القط بـ: مياو! وترجمتها: حسنًا! لم نشعر يومًا بأن صديقنا كان يفرض علينا نوعًا من صداقة فصّلها على مقاسه، لأنه من النوع الذي يطوّع نفسه ليكون على مقاس ما تحتاجه عندما تكون بحاجته.
لا يزعجني عدم حصولي على طاولة في المقهى الجميل، الذي أعتدت الجلوس فيه منذ عام، بل أجد نفسي في كل مرة مبتسمًا. أما الابتسامة فهي ابتسامة إعجاب تعود لحكاية عمرها عام. عندما جئت للمقهى أول مرة لم يكن مضى على افتتاحه سوى أيام قليلة، كان شبه فارغ، مجموعة من الطاولات وزبون واحد منشغلًا بالكتابة على اللابتوب، عندما دخلت ملأني الشعور بدفئ المكان، أناقته تدل على ذوق رفيع، لا يبدو أن صاحب المقهى تكلف كثيرًا في الديكورات، لكنه بالضرورة بذل جهدًا للوصول لهذه النتيجة المبهجة، وبمجرد أن جلست حتى عرفت إلى أي درجة أراد صاحب المقهى أن تكون الكراسي مريحة. عندما جاء النادل ابتسم في وجهي ابتسامة وكأني عائد من غياب، رحب بي وحكى لي باختصار عن المقهى الجديد، ثم أحضر القهوة التي ما أن قربتها من فمي حتى شممت رائحة قهوة كما لم أعرفها من قبل، لرائحتها الفريدة، خلال دقائق ودردشة سريعة علمت بأن النادل مالك المقهى. حينها توقعت له النجاح لأنه قال أثناء الحديث: التجارة حسن تعامل، وسر النجاح في رضى الزبائن.