أمثال الشعوب مرآة مجتمعاتها وطبيعة حياتها. تكثر أسماء الخضراوات والفواكه في أمثال المزارعين، كما تكثر أمثال الصبر لما تحتاجه الزراعة من صبر، وتكثر في المدن الأمثال عن الشطارة والتجارة والدهاء. يحكي أحد الأصدقاء أنه حفظ عشرات الأمثال الشعبية من والدته التي لم تكن تقرأ أو تكتب، لكنها كانت موسوعة في الأمثال، كانت تستخدمها اختصارًا للكلام.
يقول إنه وبعد دخوله الصف الأول الابتدائي كررت عليه أمه هذا المثل كثيرًا حتى حفظه وصار يكمله لها قبل أن تكمله هي (اللي فاتك بالزين فوتو بالنظافة، واللي فاتك بالفهامة فوتو بالظرافة) وفوتو هنا تعني (تفوّق). لكن صاحبي ذكره الله بالخير كان حافظًا غير فاهم، لأنه لا نظافة ولا ظرافة، وعندما سألته ولماذا لم تطبق المثل الذي كررته عليك والدتك كثيرًا؟ أجاب: وهل كانت بحاجة لتكرار المثل لو أني طبقته منذ البداية؟ أثارت نظرته نحوي الشك بأنه يفكر بضعف تفكيري، قفز في عقلي مثلًا تمنيت ألّا يكون قد دار في ذهنه عني (الطول طول نخله والعقل عقل صخلة!). قبل مدة قرأت عن أصل المثل المعروف (تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي) والحكاية بغدادية، حيث كان في بغداد سيارات لحمل المسافرين كتب عليها شعار T T، كانت تذهب بالمسافرين إلى دمشق وبيروت، ومن الـ TT صاغ البغداديون المثل. في العراق مثل عن السلامة، صاغوه من تأثير دجلة والفرات، نهران رائعان، لكنهما في الوقت ذاته كانا ساحة موت لبعض الذين حاولوا السباحة للضفة الأخرى (امشي شهر.. ولا تعبر نهر) أعجبني مثل شعبي جزائري لما فيه جبر للخاطر (لتلقاه راكب فوق خشبه قولو إمبارك الفرس). يستمر جمال الحياة طالما أن هناك من يسعون لجبر خواطر المكسورين. يقال إن حكاية المثل العالمي الشهير (الحيطان لها آذان) تعود لزمن ملكة بريطانية، تقول الحكاية إنها وضعت أدوات تنصت في العديد من الأماكن لتكون على علم بما يتناقله الناس، وأن أحد وزرائها هو من أطلق المقولة لتصبح مثلًا. تبدو الحكاية ضعيفة، فما هي أدوات الاستماع التي يمكن توزيعها في المباني في مثل ذلك الزمن؟. مع أن جمع رأسين في الحلال من الأعمال الطيبة إلا أن هناك تحذيرات في السير في هذا المسعى، لأن الزوجين إن كانا على وفاق تناساك وتناسا سعيك، وإن دب الخلاف بينهما تذكراك تذكر شؤم وألقيا عليك المسؤولية. يبدو أن لبعض المصريين تجارب قاسية في جمع الرؤوس بالحلال فصاغوا هذا المثل الحكيم (امشي في جنازة ولا تمشي في جوازة). أتذكر أن خلافًا وقع بين زميلين أحدهما مصري، فسعينا للصلح بينهما، وبعد أن تصالحا أشار زميلنا المصري بيده وبخفة دم المصريين المعهودة قال (اللي تكره وشه اليوم يحوجك الزمان لقفاه).
يقول إنه وبعد دخوله الصف الأول الابتدائي كررت عليه أمه هذا المثل كثيرًا حتى حفظه وصار يكمله لها قبل أن تكمله هي (اللي فاتك بالزين فوتو بالنظافة، واللي فاتك بالفهامة فوتو بالظرافة) وفوتو هنا تعني (تفوّق). لكن صاحبي ذكره الله بالخير كان حافظًا غير فاهم، لأنه لا نظافة ولا ظرافة، وعندما سألته ولماذا لم تطبق المثل الذي كررته عليك والدتك كثيرًا؟ أجاب: وهل كانت بحاجة لتكرار المثل لو أني طبقته منذ البداية؟ أثارت نظرته نحوي الشك بأنه يفكر بضعف تفكيري، قفز في عقلي مثلًا تمنيت ألّا يكون قد دار في ذهنه عني (الطول طول نخله والعقل عقل صخلة!). قبل مدة قرأت عن أصل المثل المعروف (تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي) والحكاية بغدادية، حيث كان في بغداد سيارات لحمل المسافرين كتب عليها شعار T T، كانت تذهب بالمسافرين إلى دمشق وبيروت، ومن الـ TT صاغ البغداديون المثل. في العراق مثل عن السلامة، صاغوه من تأثير دجلة والفرات، نهران رائعان، لكنهما في الوقت ذاته كانا ساحة موت لبعض الذين حاولوا السباحة للضفة الأخرى (امشي شهر.. ولا تعبر نهر) أعجبني مثل شعبي جزائري لما فيه جبر للخاطر (لتلقاه راكب فوق خشبه قولو إمبارك الفرس). يستمر جمال الحياة طالما أن هناك من يسعون لجبر خواطر المكسورين. يقال إن حكاية المثل العالمي الشهير (الحيطان لها آذان) تعود لزمن ملكة بريطانية، تقول الحكاية إنها وضعت أدوات تنصت في العديد من الأماكن لتكون على علم بما يتناقله الناس، وأن أحد وزرائها هو من أطلق المقولة لتصبح مثلًا. تبدو الحكاية ضعيفة، فما هي أدوات الاستماع التي يمكن توزيعها في المباني في مثل ذلك الزمن؟. مع أن جمع رأسين في الحلال من الأعمال الطيبة إلا أن هناك تحذيرات في السير في هذا المسعى، لأن الزوجين إن كانا على وفاق تناساك وتناسا سعيك، وإن دب الخلاف بينهما تذكراك تذكر شؤم وألقيا عليك المسؤولية. يبدو أن لبعض المصريين تجارب قاسية في جمع الرؤوس بالحلال فصاغوا هذا المثل الحكيم (امشي في جنازة ولا تمشي في جوازة). أتذكر أن خلافًا وقع بين زميلين أحدهما مصري، فسعينا للصلح بينهما، وبعد أن تصالحا أشار زميلنا المصري بيده وبخفة دم المصريين المعهودة قال (اللي تكره وشه اليوم يحوجك الزمان لقفاه).