مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، وكالعادة لن أنقل أخباره المخيفة، ما الفائدة من نقلها، كما أن القنوات الفضائية تتسابق على بثها سعيدة بحصرياتها وإن كانت انفجارات! جوانب العالم المشرقة أكثر بكثير من تلك التي أطفأتها أطماع بعض البشر.
سأبدأ بدراسة حديثة تقول إن الاحتفاظ بالأسرار يزيد الشعور والنشاط. وتفيد الدراسة، التي نشرتها صحيفة الشرق الأوسط، أن الاحتفاظ بالأسرار الإيجابية يمكن أن تجلب فوائد بالفعل. ربما تكون الدراسة فعالة علميًا لكنها مجحفة إنسانيًا، فهل يعقل ألّا يبلغني صديقي إلا بأخباره السلبية، فيجعلني أتعاطف معه وأتألم له، هل يعقل أن أحمل كل هذه الشحنات بينما يحتفظ هو بما يسعدني سماعه عنه؟ تذكرت أغنية قديمة لفنان كان شابًا أظنه قدم ألبومًا غنائيًا واحدًا فقط، كان في الألبوم أغنية جميلة مازلت أحفظ مطلعها:
يأثر بحالي ويحز في نفسي
بالحزن مدعي وبالفرح منسي!
لا أعمم. هناك ميكانيكيون وسباكون ممتازون وأمينون، لكن هناك من هم بعيدون عن هذه الصفات. وهم ليسوا قلة. قد أكون من أكثر الناس الذين (لعبوا) عليهم الميكانيكيون، مجرد أن أحضر لهم السيارة ويسألونني بعض الأسئلة ثم يلقون نظرة سريعة على ماكينة السيارة حتى يهوّلون المشكلة، لا أتذكر أن أحدهم قال لي مرة (بسيطة). اكتشفت لاحقًا أن أسئلتهم الأولية كانت اختبارًا لي، وإن كنت خبيرًا أو غشيمًا، وللأسف كنت أجيبهم بتلقائية بأني لا أعرف شيئًا عن هذه الشؤون، وهذا ما جعلني الزبون المفضل للكثير من الميكانيكيين غير الأمينين. أما بالنسبة للسباكين، فالحكاية لا تختلف عن حكايتي مع الميكانيكيين، أظن أن أحد السباكين بنى بيته في شرق آسيا على حسابي!. في إسبانيا ألقي القبض على رجل احتجز سباكًا تحت تهديد السلاح لأنه طلب مبلغًا خياليًا لإصلاحه أنبوبة مياه مكسورة. تدخلت الشرطة وتطور الأمر بعد أن هدد الرجل بتفجير أسطوانة غاز! بعد مفاوضات وطلب الشرطة من الرجل فتح جزء من الباب للتأكد من سلامة السباك اقتحمت الشرطة الشقة وحررته. أنا ضد استيلاء الروبوتات على الوظائف، لكني أتمنى وجودهم في ميكانيكا السيارات وسباكة الأنابيب، ربما وجودهم يردع المحتالين منهم، فبعض الناس لا يصبح مسالمًا أمينًا إلا تحت تهديد المنافسة. آمل ألّا يقرأ هذا المقال السباك الذي أتعامل معه، صحيح أنه حرامي، لكنه شاطر في عمله!
سأبدأ بدراسة حديثة تقول إن الاحتفاظ بالأسرار يزيد الشعور والنشاط. وتفيد الدراسة، التي نشرتها صحيفة الشرق الأوسط، أن الاحتفاظ بالأسرار الإيجابية يمكن أن تجلب فوائد بالفعل. ربما تكون الدراسة فعالة علميًا لكنها مجحفة إنسانيًا، فهل يعقل ألّا يبلغني صديقي إلا بأخباره السلبية، فيجعلني أتعاطف معه وأتألم له، هل يعقل أن أحمل كل هذه الشحنات بينما يحتفظ هو بما يسعدني سماعه عنه؟ تذكرت أغنية قديمة لفنان كان شابًا أظنه قدم ألبومًا غنائيًا واحدًا فقط، كان في الألبوم أغنية جميلة مازلت أحفظ مطلعها:
يأثر بحالي ويحز في نفسي
بالحزن مدعي وبالفرح منسي!
لا أعمم. هناك ميكانيكيون وسباكون ممتازون وأمينون، لكن هناك من هم بعيدون عن هذه الصفات. وهم ليسوا قلة. قد أكون من أكثر الناس الذين (لعبوا) عليهم الميكانيكيون، مجرد أن أحضر لهم السيارة ويسألونني بعض الأسئلة ثم يلقون نظرة سريعة على ماكينة السيارة حتى يهوّلون المشكلة، لا أتذكر أن أحدهم قال لي مرة (بسيطة). اكتشفت لاحقًا أن أسئلتهم الأولية كانت اختبارًا لي، وإن كنت خبيرًا أو غشيمًا، وللأسف كنت أجيبهم بتلقائية بأني لا أعرف شيئًا عن هذه الشؤون، وهذا ما جعلني الزبون المفضل للكثير من الميكانيكيين غير الأمينين. أما بالنسبة للسباكين، فالحكاية لا تختلف عن حكايتي مع الميكانيكيين، أظن أن أحد السباكين بنى بيته في شرق آسيا على حسابي!. في إسبانيا ألقي القبض على رجل احتجز سباكًا تحت تهديد السلاح لأنه طلب مبلغًا خياليًا لإصلاحه أنبوبة مياه مكسورة. تدخلت الشرطة وتطور الأمر بعد أن هدد الرجل بتفجير أسطوانة غاز! بعد مفاوضات وطلب الشرطة من الرجل فتح جزء من الباب للتأكد من سلامة السباك اقتحمت الشرطة الشقة وحررته. أنا ضد استيلاء الروبوتات على الوظائف، لكني أتمنى وجودهم في ميكانيكا السيارات وسباكة الأنابيب، ربما وجودهم يردع المحتالين منهم، فبعض الناس لا يصبح مسالمًا أمينًا إلا تحت تهديد المنافسة. آمل ألّا يقرأ هذا المقال السباك الذي أتعامل معه، صحيح أنه حرامي، لكنه شاطر في عمله!