المدرب الكرواتي يكشف أسرارا مثيرة بعد إقالته من الطائي
ريزيتش: خدعوني بـ «5 نجوم»
بدأ الكرواتي كريشمير ريزيتش مسيرته مدربًا في بلاده عبر أكاديمية هايدوك سبليت للشباب عام 2007، واستمرَّ فيها حتى 2017، كما عمل مساعدًا للمدرب ملادين إيفانتشيتش في منتخب بلاده تحت 17 عامًا من 2013 إلى 2014.
صيف 2017، انضمَّ ريزيتش، البالغ 41 عامًا، إلى نادي النصر السعودي مدربًا للفئات السنية، وفي 14 سبتمبر 2020، أشرف على فريق ضمك تحت 19 عامًا، قبل تعيينه مدربًا للفريق الأول 12 يناير 2021 عقب إقالة الجزائري نور الدين زكري. وفي موسمه الأول مع ضمك، تمكَّن من إنقاذه من الهبوط، وقيادته إلى بر الأمان بإنهاء الموسم في المركز الـ 11. وجدَّد في 21 ديسمبر 2021 عقده مع النادي حتى نهاية موسم 2022ـ2023، لكنه أقيل 6 مارس 2023 بعد الخسارة 1ـ2 أمام التعاون في الدوري. تعاقدت معه إدارة الطائي مايو الماضي من أجل قيادة الفريق الأول لكرة القدم في الموسم الجديد، لكنه أُبعد عن “فارس الشمال” بعد سبع جولات. ريزيتش في حواره مع “الرياضية” كشف عن كثير من الأسرار، وتطرَّق إلى ملفات عدة.
01
بشكل واضح، ما أسباب إقالتك من الطائي؟
من الصعوبة الإجابة عن هذا السؤال، فأنا لا أعرف تمامًا أسباب الإقالة حتى الآن، بل كنت أتوقَّع استمراري مع الفريق في ظل مستوياته المتصاعدة.
02
لماذا لم يُعلن الطائي إلى الآن إقالتك على الرغم من كشفه عن تعيين الروماني ريجيكامب بدلًا منك؟
لا أعلم شيئًا عن هذا الأمر، وحتى توقيت الإقالة كان سيئًا، كما أحرج المدرب الجديد، إذ تسلَّم الفريق قبل يوم واحد فقط من مباراة الطائي أمام الفيصلي في بطولة الكأس.
03
هل صحيحٌ ما يشاع بأنك تفاجأت في إحدى المباريات بوجود لاعبين في الفندق، حضروا بطلب من رئيس النادي للدخول في تشكيلة المباراة؟
في الأسابيع الأولى من تولينا الإشراف على الفريق كنَّا في مناقشات ومشاورات مع الإدارة حول بعض الأمور التي تخصُّه، وتفاجأت في مباراتنا أمام الحزم بالرس بوجود أحد اللاعبين الذين أحضرهم رئيس النادي ليدخل في التشكيلة، وكان هذا أمرًا مضحكًا، فالطاقمان الفني والإداري واللاعبون يعرفون جميعًا أنني لم أختره، لذا وجدت صعوبةً في إدخاله التشكيلة، لأن الأمر سيحرجني أمامهم. أنا لا أقبل هذا، ولي شخصيتي واسمي، وعليه استبعدت اللاعب.
04
طالبت برحيل ثنائي الفريق الجزائري أمير سعيود والزيمبابوي ناوليدج موسونا، ما مدى صحة ذلك؟
ليس صحيحًا على الإطلاق. اللاعبان يُعدَّان إضافةً فنيةً لأي فريق، وكل مدرب يتمنى أن يملك مثلهما، وقد طالبت الإدارة باستمرارهما، وأكدوا لي ذلك، لكن لا أعرف ماذا حدث بعدها ليرحلا. أستطيع التأكيد أنني تحدَّثت مع تركي الضبعان، فذكر لي مرات عدة أنه سيُحضر لاعبين من فئة “5 نجوم” بديلًا لهما، لكنَّ الوعد لم يُنفَّذ، بل أحضروا لاعبين لا أعرفهم.
05
هل تمَّ أخذ رأيك في اختيارات اللاعبين؟
بعد توقيع العقد، سعيت مع الإدارة إلى جلب لاعبين، يُشكِّلون فارقًا مع الفريق، ومع اقتراب فترة الانتقالات، أصبحت المهمة أصعب، مثلًا آخر لاعبَين أجنبيين، المهاجم الكرواتي ماركو دوجاندزيتش والروماني أندريه كورديا، لاعب الوسط، إضافةً إلى اللاعبَين المحليين سلمان المؤشر وحسن العُمري، اللذين أُعلن عن استقطابهما بعد نهاية “الميركاتو”، الإدارة هي التي جلبتهم، ولم أعلم عنهم شيئًا.
06
ما تقييمك لمستوى عملك في الجولات التي أشرفت فيها على الطائي؟
من الصعب أن تحكم على عمل مدرب في سبع جولات فقط، ومع ذلك أنا راضٍ عن العمل الذي أدَّيته ومركز الفريق في سلم الترتيب. العمل في الطائي ليس بالمهمة السهلة، نظرًا لتغيُّر أسماء اللاعبين بشكل كبير، إذ لم يتبقََ من أجانب الموسم الماضي إلا اثنان، هذا إلى جانب وجود بعض الأشياء الأخرى التي تصعّب علينا النجاح. أعتقد أننا قدَّمنا عملًا متصاعدًا، وحققنا نتائج جيدة، خاصةً في الجولات الثلاث الأخيرة، إذ تغلبنا خلالها على أبها في حائل، وتعادلنا خارج أرضنا مع الحزم، أما لقاء الاتفاق، فلم يستطع منافسنا التغلب علينا في أرضه إلا في الوقت الإضافي 4ـ3، وكانت واحدة من أجمل المباريات في الدوري بشكل عام، وظهر فيها الطائي بمستوى كبير، وإمكانات عالية.
07
هل كنت خلف قرار إعارة عدد من اللاعبين الشباب في الفريق إلى أندية بالدرجة الثانية؟
غير صحيح، بل فعلت كل ما في وسعي لإبقائهم مع الفريق، وكانوا مصعَّدين من الفئات السنية في النادي، ويعدُّون خامات وإضافات جيدة للفريق، وكل لاعب فيهم يملك إمكانات خاصة، تخدم خطة اللعب، وذكرت ذلك للإدارة منذ اليوم الأول في المعسكر الخارجي بسلوفينيا، ولما أخبرتني بأنها ستستغني عن عدد من اللاعبين المحليين، طلبت منها أن تستغني عن لاعبين محليين آخرين، وليس من شباب النادي.
08
هل أحدث قرار الإعارات مشكلات على مستوى الفريق؟
نعم، أحدث مشكلةً في خطوط الفريق، فليست هناك موازنةٌ بعدد اللاعبين في كل خانة، والفريق يعاني من نقص في خط الدفاع، مثلًا انصدمت عندما علمت أنهم يسعون إلى إعارة اللاعب محمد مرزوق، وقلت لهم: “أرجوكم لا يجب أن يرحل، لأن خط الدفاع يحتاج إلى التدعيم، وفترة الانتقالات شارفت على الإغلاق”، وحاولت إيقاف تلك الإعارات، لكنها حدثت! ومع الأسف، لم أجد وعودهم تُنفَّذ على أرض الواقع، إذ قالوا إنهم سيدعمون صفوف الفريق بمختار علي، وعبد الفتاح آدم، وأخبروني بأنهم يفاوضون لاعبين شباب من الاتحاد والنصر والأهلي، وأغلقت الفترة، ولم يحدث ذلك.
09
كيف حاولت معالجة هذه المعضلة؟
كما رأيتم في عدد من الجولات، استعنت بإبراهيم النخلي في خانة الظهير الأيمن، وهو في الأساس قلب دفاع، وبعد نهاية فترة الانتقالات، أعلنوا عن جلب لاعبين اثنين، لم نتكلم عنهما إطلاقًا، واكتشفت أنهما جناحان، ليصبح لدينا سبعة أجنحة، وثلاثة قلوب دفاع، وهذا أمرٌ غريبٌ، وهو خارج سيطرتي، ولست مسؤولًا عنه.
10
ما سبب تذبذب مستويات ونتائج الفريق تحت قيادتك؟
سبع جولات فترةٌ قصيرةٌ للحكم على المستوى إذا كان متذبذبًا أم لا. نعم قدَّمنا مباريات رائعة، وكنّا جيدين، وإذا كنت تقصد مباراتنا أمام الوحدة، فأنا أتَّفق معك، لست راضيًا عنها تمامًا، أما إذا أردت أن تحكم على المستوى بشكل عام، فأنا أحتاج إلى فريق كامل تحت قيادتي لمدة ثلاثة، أو أربعة أشهر على الأقل.
11
هل أنت نادمٌ على تدريب الطائي؟
كلا، لم ولن أندم، لأنني وفريق التدريب قدَّمنا كل ما في وسعنا، وكانت النتائج والمستويات جيدةً ومتصاعدةً، وتركنا الفريق وهو في المناطق الدافئة. تقبَّلت القرار بعد الأحاديث الفضائية لرئيس النادي عن الرغبة في إقالتي، التي كانت صادمةً جدًّا ومفاجئةً لي، لكوني ما زلت مدربًا للفريق، لكن في النهاية هذا قراره، ولا يمكن أن أفعل شيئًا حوله، وأكرِّر بأني لست نادمًا، فأنا لن أنسى أبدًا كيف استقبلتني الجماهير في حائل، ورحَّبت بي، وكيف شجَّعني الكثيرون في الشوارع والأسواق، ولا أنسى أيضًا آلاف الرسائل الإيجابية في مواقع التواصل الاجتماعي التي لا يمكن أن أصف لكم حجم فخري بها، خاصةً تلك التي جاءت بعد إقالتي.