من صنع العداوة في كلاسيكو الأصدقاء؟
يردد الساسة دائما مقولة شهيرة تنسب إلى ونستون تشرشل، الزعيم البريطاني الشهير تقول: «في السياسة لا يوجد صديق دائم ولا يوجد عدو دائم، بل هناك مصلحة دائمة»، وفي ميدان الرياضة ينطبق الحال كثيرًا على بعض العلاقات أو الصداقات بين الأندية وأشهرها ربما في العقدين الأخيرين علاقة الأصفرين الاتحاد والنصر التي تحولت خلال الأعوام الأخيرة إلى ما يشبه العداوة.
ثمة علاقات أو صداقات لا يعرف أصحابها سببها أو متى بدأت ولماذا وكانت علاقة الأصفرين أحد هذه العلاقات التي كانت نادرًا ما تحدث في الوسط الرياضي الذي تغلب عليه الصراعات والخصومات بين المتنافسين على جميع الأصعدة في الميدان وخلف المدرجات وكانت إداراتي النصر والاتحاد خلال العقدين الماضيين أحد الاستثناءات في هذا الباب وحضرت المحبة والألفة وتبادل المصالح المشتركة والمساندة المتبادلة في الأزمات والمواقف الصعبة خارج الميدان وفي داخله لم تكن مواجهات الفريقين سوى استكمالا للحالة السابقة.
وضع الثنائي الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود الرمز النصراوي الكبير ومنصور البلوي رئيس الاتحاد التاريخي وصانع أمجاده في العصر الجديد قبل قرابة العقدين من الزمن أسس العلاقة التاريخية بين الأصفرين والتي أثمرت عن تعاون واتفاق في جميع الملفات وكانت الخزينة الاتحادية المنتعشة والتي عاشت في بحبوحة مالية تنفق بعض خراجها على الأصدقاء في الرياض الذين كانوا يعيشون واحدة من أسواء الفترات التي مرت على ناديهم ماليا و عناصريا حيث كانت خزينته تئن من ضيق الحال وتشكيلته تضم لاعبين يعدون الأقل جودة فنيا بعد أن تتنافس الهلال والاتحاد وأحيانا الشباب على الفوز بصفقات أجود اللاعبين ولم يكن للأصفر العاصمي سوى أقلهم.
في المدرجات عاشت جماهير الأصفرين حالة من الوفاق ضد الخصوم في جميع القضايا والظروف وحتى وصل الأمر إلى المساندة المتبادلة في المدرجات ما بين الرياض وجدة حين يلعب أحدهما كانت شعارات الحضور والدعم دائما ترفرف في المدرجات الصفراء نصراوية كانت أو اتحادية توأمة تاريخية امتدت من الإدارات والشرفيين وحتى المدرجات كل ركن في الرياض أو زاوية من جدة كان شاهدا على هذه التلاحم والحب المتبادل الذي حير الكثير من المتابعين في الوسط الرياضي.
مع توالي الأعوام والمواسم الرياضية لم يتغير الحال كثيرًا بين أصفر الرياض ونظيره في جدة حتى موسم 2011 حين اصطدم الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر السابق في بداية قيادته للفريق العاصمي مع الاتحاديين وأعلن التحدي والمناكفة والحروب المفتوحة أمامهم حيث أطلق تصريحه الشهير بعد إحدى المباريات الشرسة بين النصر والاتحاد في الملز حين سأله أحد المذيعين عن العلاقة بين الأصفرين، فقال له: «أقول للجماهير النصراوية النصر نصر ما علينا من أي نادي ولا أحد صديقنا ما صديقنا إلا أنا، يقولون دائما الأصفرين، ما فيه إلا أصفر واحد هو النصر».
تسبب تصريح رئيس النصر في حالة من الفتور والبرود وما يشبه الجفاء بين الأصدقاء دامت قرابة 3 أعوام حتى فجر فيصل بن تركي كبرى المفاجآت في موسم 2013 حين تعاقد مع محمد نور القائد التاريخي وأحد أساطير أصفر جدة الذي كان قدومه إلى الأصفر العاصمي سببًا في عودة العلاقة التاريخية بين الأصفرين بعد أعوام قليلة سادت فيها أجواء من العتب المتبادل والبرود.
خلال المواسم الثلاثة الماضية تحولت العلاقة بين الأصفرين إلى جفاء وقطيعة حتى أشعلت صفقة البرازيلي أنسيلمو ومن بعده المغربي عبدالرزاق حمدالله نار الحرب في المعسكرين ودارت رحاها في المدرجات وعلى منصات التواصل الاجتماعي ووصلت شظاياها إلى العقلاء بين الناديين وجماهير الأندية الأخرى حيث تمت إعادة النظر في التحالفات القديمة وتشكيل الصفوف من جديد وتأسيس تحالفات جديدة قديمة.
غدا ستدور رحى معركة جديدة على ملعب الجوهرة في جدة ستكون مشتعلة على أرض الملعب وفي مدرجات الفريقين حيث بدأت معركة الأنصار مبكرا منذ طرح تذاكر المواجهة ويترقب الجميع معركة الأقدام وصراع المعشب الأخضر.