عواد العنزي.. نجم تحطم في (دقائق) بالمونديال
لم يكن يتخيل أن حلم اللعب في محفل كروي بحجم المونديال سيقضي على عزيمته واسمه، فكيف ودقائق منه كانت كفيلة بجعله عرضة للانتقادات الإعلامية والجماهيرية. والأكثر غبنًا أن المتسبب في ذلك، زادت أسهمه وارتفعت لدرجة أنه تواجه معه مرة أخرى. لكن أين؟ على الملاعب السعودية!! وكأنه شبح يطارده باسمه في أي مكان.
قصة نجمنا السعودي تبدأ مع بداية دخوله بيت (شيخ الأندية) نادي الشباب (عام 1986م)، شابًا يافعًا قوي البنية، ذا قامة مناسبة، يمتلك صلابة يحتاج إليها مركزه كظهير أيمن (مواليد عام 1968م). إضافة إلى هدوئه وانضباطه.
بداية تكوين الجيل الذهبي للنادي مطلع التسعينيات الميلادية، كان هو أحد أفراد تلك الكتيبة من الليوث، الذين تألقوا في ركض تاريخي، وهم يلتهمون البطولات محليًا وخليجيًا وعربيًا وبشكل نهم.
ذلك البروز والتألق له ولفريقه لفت أنظار مدرب المنتخب، البرازيلي نيلسينيو مارتينيز، الذي اختاره لبطولة كأس آسيا 1992م بمدينة هيروشيما اليابانية، ولعب لأول مرة (18 دقيقة) بدلًا لزميله عبد الله صالح في لقاء منتخب قطر. وشارك في العام ذاته في بطولة القارات للقارات.
مشواره بقميص المنتخب لم يكن حافلًا مثل مشواره بقميص الشباب. فسجله لا يحمل سوى (12) مباراة دولية. (10) منها بديلًا. لعب منها ما يوازي (93) دقيقة من مجمل دقائقها.
اشتهر بتسجيل الأهداف مع ناديه من خلال تسديدات قوية، وهو متخصص في ركلات الجزاء حيث سدد بنجاح أكثر من 10 ركلات مع ناديه.
كان في قائمة المدرب الأرجنتيني خورخي سولاري النهائية قبل مونديال (1994م)، حيث لعب أول لقاء له أمام منتخب ترينيداد وتوباغو بعد تألقه مع فريقه الشباب محليًا وعربيًا وخليجيًا.
من جميل أقدار الله أن آخر تجربة ودية قبل مونديال (1994م) قادته إلى دخول قائمة سولاري قبل شهر من انطلاق البطولة.
كان شرفًا عظيمًا أن يكون أحد المساهمين واللاعبين في تأهل المنتخب السعودي لأول مرة في تاريخه، وخوض إحدى مباريات كأس العالم بل وفي أفضل نسخة شارك بها الأخضر (تأهل 6 مرات).
كانت دقائق (شوط وحيد) لكنه كان أشبه بالكابوس الذي ظل يطارده طويلًا في ذاكرة الجماهير السعودية. بعد أن تلاعب بها المحترف المغربي أحمد بهجا. مما مكنه من صناعة هدف لمنتخب بلاده. تلك التمريرة والخطورة التي شكلها بهجا في مواجهة السعودية، منحته على الفور عقدًا احترافيًا مع نادي الهلال.
في أحد اللقاءات تحدث عن مشاركته أمام منتخب المغرب، قال مدافعًا عن موقفه: لم أكن مستعدًا للمباراة ولم أتوقع المشاركة لوجود اللاعب الأساسي عبد الله صالح وبديله عبد الله سليمان، لكن المدرب وقبل انطلاق اللقاء بنصف ساعة أخبرني بأن أتجهز للعب.
وأضاف قائلًا: أمام رهبة الموقف لم أوفق في الحد من خطورة المهاجم بهجا. ليستبدله المدرب بعبد الله سليمان.
وقال مختتمًا حديثه: شعرت بأن هناك من فرضني في التشكيلة. قد تم فرضه عليَّ لذا سارع المدرب لإخراجه بعد كرة بهجا التي تجاوزه فيها وسار بها على خط المرمى بمهارة عالية.
اعتزل عود العنزي الكرة. وتولى عام 2002 منصب مدير الكرة بنادي الشباب، تاركًا مسيرة مؤطرة بالمنجزات وسيرة شخصية مثالية داخل الملاعب وخارجها.