طلال الجبرين.. متوفق.. غادر «المدرسة» بلا شهادة تخرج
قال عنه (ماجد) ما ينصفه.. وكشف (العويران) كيف ظُلم في المنتخب.
نجم من أول مباراة. من أول دقيقة إلى آخر دقيقة لعبها في مونديال كأس العالم بأمريكا (1994م). أظهر براعته القتالية. أشبه بمحارب شعر أنها معركته الأخيرة. وهو ما حدث!!
صنع شبكة مكهربة لمنافسيه الطامعين في الاستحواذ على منطقة المناورة وسط الملعب. شد وثاق كل من تخطى الخطوط الحمراء التي وضعها لأبرز النجوم المنافسين.
توقع مدربو المنتخبات المنافسة أنه ليس بالخطر.
وإن رأيته بعين المشاهد التقليدي. لقلت عاطفة: ليت (فلان) مكانه. وقالوا في الأمثال: اللي ما يعرفك. يجهلك.
الوحيد خوري سولاري المدرب الأرجنتيني لمنتخبنا في المونديال. من آمن بخطورته لاعبًا أساسيًا في تشكيلته المونديالية. عندما زج به في آخر مباراتين وديتين في المعسكر الإعدادي أمام منتخبي الولايات المتحدة الأمريكية وترنداد وتوباجو. بديلًا لزميله صالح المطلق.
فأثار إعجابه: هذا من أبحث عنه.
علمًا أن الجبرين، كان آخر اللاعبين الملتحقين بالمنتخب مع نهاية الدوري وقرب نهاية المعسكر الإعدادي الطويل للمنتخب. مع زميله لاعب النصر فهد الهريفي.
أمام هولندا. كدنا نعتصر البرتقالي الشهير. رغم أنها تجربتنا البكر في المونديال. خسر بصعوبة (1/2). لقد لعبنا بروح الفريق الواحد والمنظم. كان الجبرين هو (الصمم) للقلب الأخضر. مقدمًا واحدة من أجمل مبارياته القليلة بقميص المنتخب الوطني. أمكن من تقييد جماح نجمي الطواحين الهولندية، فرانك ريكارد (مدرب المنتخب السعودي لاحقًا بين أعوام 2013/2011 ). والمهاجم (الفنان) دينيس بيرجكامب.
مما أجبر الصحافة (المهنية) العالمية بشكل عام. والصحافة الهولندية بشكل خاص على إنصافه والإشادة بأداء النجم السعودي ذي الملامح المحايدة.
بل منحه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أعلى درجات التقييم الأدائي بين لاعبي الصقور الخضر. المشاركين في المونديال.
قال عنه الأسطورة ماجد عبد الله، في حوار فضائي مؤخرًا، عن أكثر من أدهشه من زملائه في مونديال 94م: فاجأني الأداء المبهر الذي قدمه الجبرين. كانت الأضواء تتجه إلى لاعبين آخرين غيره في المنتخب. وهو يستحقها.
أما صاحب الهدف المونديالي التاريخي، النجم سعيد العويران، فكشف للتاريخ أحد الأسرار: تعرض الجبرين لظلم الاستبعاد من مباراة المنتخب الأخيرة بكأس العالم أمام منتخب السويد. أبعده أحدهم إلى قائمة الاحتياط. وشارك زميله حمزة صالح. مما أغضب سولاري.
بعدها أختاره المدرب الوطني محمد الخراشي ضمن قائمة المنتخب لكأس الخليج 1994م التي أحرزها المنتخب لأول مرة بتاريخه، لكن بقي حبيس دكة الاحتياط طوال البطولة، إذ فضل الخراشي إعادة صالح المطلق للتشكيلة الرئيسة، وكان خط الوسط حافلًا بالعديد من النجوم (المسعد ـ فؤاد أنور ـ صالح المطلق ـ حمزة صالح) مما قلل من فرص تمثيله للمنتخب.
ليمضي بعدها مشوارًا كرويًا غير مستقر. فلم يكن خلفه إعلام يحميه أو جمهور يعزز نجوميته. فانطفأ تدريجيًا.
اعتزل اللعب في مطلع شهر رجب 1421هـ الموافق سبتمبر 2001م اعتراضًا على عدم منح إدارة الرياض الفرصة له للانتقال للشعلة. منهيًا مشواره في نادي الرياض (مدرسة الوسطى) دون شهادة تخرج. رغم اجتهاده فيها منذ التحق بها وهو في العاشرة من عمره (1983م). ومثل منتخب الناشئين عام (1987م).