الرياضات الإلكترونية.. تاريخ أجيال مستقبله السعودية 2030
8 أعوام تفصل مابين عالم الرياضات الإلكترونية، ومستقبلها حيث السعودية 2030، كما جاء في الكشف عن الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الخميس.
وترتكز الاستراتيجية على 8 عناصر، تهدف إلى أن تكون السعودية مركزا عالمياً للرياضات الإلكترونية بحلول عام 2030، إذ يتزامن ذلك مع انتشار الألعاب الإلكترونية حول العالم في الآونة الأخيرة .
مبادرات وتطوير، تنظيم ولوائح، علاوة على إنتاج الألعاب، وخدمات إضافية، واهتمام بالبنية التحتية، مع استقطابات للكفاءات، تلك مستهدفات الإستراتيجية السعودية في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بعناصرها الثمانية، التي تضيء خيوطها 86 مبادرة.
المجال الحائز على اهتمام السعودية اكتسب مسماه من الوسائل المستخدمة في مزاولته، وهي التي تعتمد بشكل رئيس على الأدوات الإلكترونية، أجهزة الواقع الافتراضي، والكونسول مثل «البلايستيشن، الإكس بوكس، نينتيندو سويتش» وهم عبارة عن أجهزة إلكترونية يتم من خلالها تشغيل وقراءة الاقراص التي تحمل الألعاب والتي عرفناها باسم ألعاب الفيديو كألعاب: «كراش بانديكوت، بيبسي مان، ماين كرافت، فيفا، وغيرها».
ولا يفوتنا في هذا السياق ذكر جهاز التلفاز الذي يقوم بإستعراض مدخلات الأجهزة الموصولة به كونه وحدة إخراج ويعد بهذة الوظيفة عنصر إلكتروني أساسي في هذة الرياضة، وفي الوقت الحالي أصبح مجال الرياضات الإلكترونية أشهر من علم في رأسة نار وهذا مايجعلنا نطرح تساؤلات كثيرة حول تاريخ هذا المجال وبدايته؟ وماهو التسلسل الزمني في تطوره.
وعند الإجابة عن مثل هذة الأسئلة ينبغي علينا أولا التعرف على بداية نشأته وهي التي كانت في شهر أكتوبر (1972) تحديدا في جامعة ستانفورد الواقعة في جنوب شرق مقاطعة «سان فرانسيسكو» في ولاية «كاليفورنيا» الواقعة في «الولايات المتحدة الأمريكية» حيث أُقيمت أولى بطولات هذة الرياضة والتي كانت بطولة للطلاب في التنافس على لعبة «سبيس وار» وهي التي سميت «أولمبياد بين المجرات للعبة: سبيس وار» وقد كانت جائزتها الكبرى لصاحب المركز الأول عبارة عن اشتراك لمدة عام في مجلة «رولينج ستون».
ومن بعد تلك البطولة وهذة الرياضة في تطور متواصل ومتصاعد وصولاً حتى إعتمادها دوليا كرياضة رسمية في عدد من الدول، مما دعى الدول إلى إنشاء جمعيات غير ربحية لتنطيم البطولات والفعاليات في مجال الرياضات الإلكترونية، حتى أنها أدرجت هذا العام ضمن منافسات دورة الألعاب الخليجية (2022) التي نظمتها دولة الكويت من تاريخ 16 مايو وحتى يوم 31 من الشهر ذاته وهي التي شارك فيها المنتخب السعودي للرياضات الإلكترونية في لعبتين «فيفا، وليج أوف ليجندز» وأستطاع في ختامها تحقيق ذهبية لعبة «فيفا»-نسائية، وذهبية لعبة «ليج أوف ليجندز»-رجالية، ومن المتوقع أن يتم إضافة الرياضات الإلكترونية إلى الألعاب الأولمبية التي ستقام في عام 2024.
وبالحديث عن مدى تأثير الرياضات الإلكترونية على الجانب الإقتصادي وحجم الصرف الموضوع على هذا المجال، تصل جائزة المركز الأول في بعض بطولات لعبتي «ليج أوف ليجندز، ودوتا2» إلى 10 ملايين دولار، إضافة إلى الجوائز المقدمة لبقية المراكز والفردية. ومن المتوقع أن تصل عائدات هذا المجال إلى 200 مليار دولار أمريكي في في حلول عام 2023. وتمتلك السعودية اتحاد واعد في هذا المجال بقيادة فيصل بن بندر بن سلطان، وهو الاتحاد الذي تأسس في عام 2017 بهدف تطوير ورعاية مجتمع الألعاب الإلكترونية وتمكين اللاعبين من المنافسة على البطولات العالمية عبر خلق بيئة مساعدة لهم، و قد نظم الاتحاد منذ تأسيسه وحتى يومنا هذا العديد من الفعاليات والمبادرات التي ساهمت برفع مستوى اللاعبين مثل الدوري السعودي الإلكتروني (في مختلف الألعاب)، دوري كأس محمد بن سلمان الإلكتروني «لعبة فيفا»، لاعبون بلا حدود، والعديد من البطولات والفعاليات.
وينظم الاتحاد في نهاية كل سنة حفل باسم «جوائز الإتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية» والذي يعنى بتكريم أفضل الكوادر والفرق في مجال الرياضات الإلكترونية خلال العام.
ومن بين أبرز الأسماء التي ساهمت في تأسيس الرياضات الإلكترونية في السعودية، مساعد الدوسري اللاعب المحترف للعبة «فيفا»، والذي تمكن من الحصول على جوائز عديدة في المجال الفردي أو الجماعي، فقد تمكن من تحقيق جائزة أفضل لاعب للرياضات الإلكترونية في مرتين إلى جانب العديد من البطولات في لعبة فيفا كبطولة كأس العالم «فيفا»، وعدد من البطولات المحلية والعالمية الأخرى. ومن ألعاب الـتصويب يظهر لنا الأسم المميز «طلال المالكي» المُلقب بفايروس وهو أحد أهم اللاعبين السعوديين في لعبة «كول أوف ديوتي»، والعديد من ألعاب الـتصويب الأخرى، وقد انطلق فايروس في مجال الألعاب في عام 2007، ولكن ظهوره على الساحة وتميزه اكتمل في أبريل من عام 2020، بعد عودته لنشر المقاطع في منصة «يوتيوب» و ظهوره اللافت في «تويتش»، وتعد النقلة النوعية الأبرز لطلال في مسيرته هي انضمامه لفريق «فيز» بعد ترشحه للانضمام إلى جانب العديد من صناع المحتوى واللاعبين العرب المتفوقين، إذ جرت التصفيات بناء على تصويت الجماهير والمفاضلة بين المرشحين، وفي نهاية الترشيحات انضم طلال (فايروس) لـفريق فيز، ويعد هذا الفريق أحد أكبر الأندية الإلكترونية عالمياً إذ تحصل على العديد من الألقاب والجوائز طوال مسيرته.
أما أبرز الأندية الإلكترونية السعودية، فلا يخفى على الجميع فريق « فالكونز» وهو أحد الأندية الإلكترونية السعودية التي تحقق النجاحات في كل عام، إذ يضم العديد من اللاعبين المحترفين في ألعاب مختلفة وينافس على عدد من البطولات المحلية والعالمية في عدة ألعاب مما جعله وجهة مرغوبة للاعبين المحليين المحترفين والأجانب كذلك، وإلى جانب تميزهم في مجال الألعاب والبطولات فهم يضمون العديد من صناع المحتوى المميزين في منصات عديدة مثل «اليوتيوب» و «تويتش».
يترأس هذا الفريق «مساعد الدوسري» إذ ظهر لأول مرة في ديسمبر من عام 2017 صحبة أبو عمر صانع المحتوى الشهير، وخالد العوفي اللاعب المحترف للعبة فيفا، يذكر أن «فريق فالكونز» حصل على جائزة «الاتحاد السعودي للرياضات الالكترونية» لأفضل منظمة في عام 2021 إلى جانب العديد من الإنجازات و البطولات في مختلف الألعاب، محلياً يبرز أيضاً فريق «باور إي سبورت» وهو أحد الأندية السباقة في مجال الرياضات الإلكترونية إذ تأسس في عام 2010 على يد مجموعة من الشباب السعوديين المميزين، ويملك في الوقت الحالي عدد كبير من صناع المحتوى و اللاعبين المحترفين المميزين و الحائزين على جوائز فردية لقاء تألقهم، ولديه أكثر من 160 بطولة محلية وعالمية و سبق أن توجوا بجائزة أفضل منظمة التي مُنحت لهم من قِبل «الإتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية».