رحلة العمر القصيرة فيها أوراق كثيرة لم تنكشف حتى الآن، هذه رحلة سريعة من الأسئلة والإجابات أنتجتها مواقف الدنيا، نضعها كل يوم بعد لقاء أحد الوجوه البارزة في مختلف مجالات العطاء والإبداع، رحلة لا تتوقف.. وضيفنا اليوم عبد اللطيف الغنام.

01ـ08 شخصي
دون أي مقدمات.. دون أي محسِّنات أو إضافات.. كيف يمكنك التعريف عن نفسك أمام جمع من الغرباء؟
عاشق لكرة القدم، أختار تقديم رسالة من خلالها.
- بعيدًا عن العمل والتحديات المهنية.. ما أعظم إنجازاتك الشخصية؟
أكثر ما أفخر به هو أن متطلبات العمل لم تحرمني من الحفاظ على صداقات الطفولة والالتزامات العائلية.
- الطبع يغلب التطبُّع.. أي طباعك التي ما زالت تنتصر عليك وتسقطك بالضربة القاضية؟
الإفراط في منح الثقة للآخرين.
- هل تملك من المال ما يجعلك آمنًا مطمئنًا أمام نوائب الدهر.. أم أن المال آخر اهتماماتك؟
للمال قيمة مهمة، لكنني أملك من القناعة ما يزيد على المال، لأكون دائمًا قادرًا على تحقيق أهداف أكثر أهمية من الأهداف المادية.
- الصبي الصغير الذي يتمنى حينما يكبر أن يكون رجلًا ثريًّا.. مثل هذا هل تملك نصيحة ثمينة تهديها إليه؟
الثراء كلمة لا حدَّ لها، لا يفترض أن يكون الثراء هو الهدف، بل تحقيق منجزات تنعكس إيجابًا على محيطك ومجتمعك.
- يكذب بعض الناس بكلمات بريئة وطريقة راقية ونوايا طيبة.. هذا النوع من الخداع المؤدب هل تلجأ إليه أحيانًا.. ومع مَن تفعله؟
بالتأكيد أن للمجاملة أثرًا مهمًّا وقيمة إيجابية، لكنها لا يفترض أن تتعدى حدود المجاملة للكذب، لا يمكن أن تجامل مريضًا بالسكري إذا ما سألك عن مدى إمكانية تناوله عددًا أكبر من حبات التمر مثلًا، إذ يفترض حينها أن تحذره من ذلك.
- وضعت جائحة كورونا أوزارها.. تندلع حرب الحديد والنار والموت السريع في أقاصي أوروبا.. ماذا يحدث في هذا العالم؟
ما قدر الله. يدرك المؤمن أن كل ما يحدث في الكون هو بأمر الله، ويعمل على تحسين محيطه، وتقبل ما قدَّره الخالق.
- الذين يحتسون أكواب القهوة بالسكر.. هل تعدّهم أكثر الناس سعادةً وذكاءً؟
الأكيد أن السكر لا يصنع السعادة، لكنه بالتأكيد يصنع زيادة على الميزان وأمراضًا أخرى. السعادة أمر مرتبط بقدرتك للتعرف عليها، ويجب أن تعرف ما يسعدك، ولماذا يسعدك، وتعمل على تحقيقه.

09ـ15 رياضة
- السعودية والمغرب وتونس في المونديال.. وداع مؤلم وجارح للجزائر ومصر.. هل لديك تصور خاص عن واقع الكرة العربية؟
تتطور كرة القدم، ومن الطبيعي أن تشهد بعض المنتخبات والأندية فترات من التذبذب والهبوط في المستوى، لكن يجب أن نواصل العمل والتطوير لتحقيق الأهداف.
- كل شيء يؤكد أن الدوري السعودي الأفضل والأهم في القارة الآسيوية الكبيرة.. هل نحن بحاجة إلى براهين جديدة لنرسخ هذه الحقيقة.. أم أننا نبالغ في عواطفنا الكروية؟
هو كذلك إن كان كل شيء يؤكده. الميزة في العمل السعودي أن قيادة هذه البلاد وفي القطاعات كافة تعمل على تطوير وخدمة أبناء البلاد، أما إقناع العالم بقيمة العمل والتطور فهو أمر تثبته الأيام دون تدخل، فالشمس لا تحجب بغربال.
- الحروب الباردة بين الأندية.. بين رؤسائها ونجومها وإعلامها وجماهيرها.. كيف نوقفها.. أم تراها ظاهرة رياضية صحية يجب أن تستمر؟
هي أمر طبيعي لا يحدث في السعودية فقط، بل ونراه في الأندية كافة حول العالم، والإدارات الذكية لا تنشغل بمثل هذه الأمور، بل تركز على العمل.
- تاليسكا وحمد الله وبيريرا وبانيجا.. هؤلاء الأربعة أكثر اللاعبين الأجانب الذين ترددت أسماؤهم الموسم الجاري.. لماذا رافقتهم أجواء الصخب والجدل والآراء المتنافرة؟
التعاقدات الكبيرة تسلط الأضواء على أصحابها، وهو أمر متوقع، يبقى الدور على اللاعبين وعلى إدارات الأندية لدعم هؤلاء اللاعبين والاستفادة منهم بشكل إيجابي، سواء في الفريق الأول أو حتى عبر تأثيرهم على الأجيال الناشئة، ولتحقيق ذلك يجب تجنيب اللاعبين الصراعات الجماهيرية الإعلامية.
- لو منحك “فيفا” الحق في تغيير قانون كرة القدم.. فماذا أنت فاعل؟
عدم حرمان اللاعب المطرود ببطاقتين صفراوين من المباراة التالية، ويكتفى فقط بإبعاده عن المباراة الجارية، وهي فكرة ناقشها سابقًا طيب الذكر سلطان خميس، المدرب السعودي.
- ما فريقك الذي وقعت في أسر محبته.. وما الثمن الذي تطلبه للتنازل عن هذا العشق؟
أنا عاشق لنادي الهلال، وممتن لنادي الشباب، الذي تعرفت على الجماهير من خلاله، وحققت أول لقب لي معه.
- حينما تترقب هذه الأحداث الرياضية العالمية الكبيرة التي تستضيفها السعودية.. فورمولا وفروسية وجولف وألعاب أخرى.. ماذا يجول في خاطرك؟
شكل المستقبل الرياضي في السعودية. ندرك اليوم أن هذه البلاد ستكون وجهة رياضية بالغة الأثر في كل الرياضات، وهو ما نحمد الله عليه.

16ـ20 فن وثقافة
- سجل موسم الرياض أرقامًا باهرة في شتى فعالياته.. فنون وأفكار ومبادرات وابتكارات.. كيف تشاهد الصورة في إطارها الواسع؟
الأرقام تكفي لتأكيد قيمة العمل الذي قدمه هذا الموسم، وأمام كل ما تعيشه السعودية اليوم من تطور في المجالات كافة، لا ننسى أبدًا أن نتقدم بالشكر والمباركة لقيادة هذه البلاد، ممثلة بمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وبالتأكيد بالحديث عن الموسم لا يمكن تجاهل دور هيئة الترفيه، ممثلة بالمستشار تركي آل الشيخ، الذي عودنا على ابتكار السعادة.
- هل تكتب اسمك وبثقة وسط قائمة تتمنى عودة أيام “طاش ما طاش” إلى الشاشة الرمضانية.. أم تعده عملًا تلفزيونيًا تجاوزه الزمن وفاته القطار؟
بصراحة لست حكمًا جيدًا على الأعمال الدرامية أو الكوميدية، ولست من هواة التلفزيون في رمضان.
- في عوالم الفن تظهر كل يوم وجوه جديدة.. أي الأسماء الصاعدة تراهن على نجاحاتها؟
أنا مقل في الاطلاع على الفن وعالمه.
- الحب والجريمة والثروة أكثر ثلاثية تتناولها السينما.. هل لديك قضية رابعة ترشحها للعرض بشكل دائم؟
الحقيقة، هي أكثر ما يغيب عن السينما والتلفزيون، في الغالب نشاهد تسليط الغرب الضوء على قضايا أقل أهمية من الحقائق المتعبة التي يعيشها العالم.
- فنانتك الفاتنة التي تشكَّلت معها ذائقتك نحو نجمات السينما.. من هي.. ولماذا هي بالذات؟
نعود إلى ما سبق، من الصعب أن أضع إجابة هنا، ولا سيما أنني لست مهووسًا بالفن. يمكن أن أجيب عن أبرز اللاعبين الذين ارتبطت بهم ذاكرتي.

فكر وحياة
- الفكرة المجهولة التي تتمنى بلورتها على أرض الواقع.. هل جاء الوقت المناسب لتكشف خفاياها وأسرارها؟
عندما تتبلور سيكتشف العالم أسرارها دون الحاجة إلى الإفصاح عنها.
- ما يسمَّى بزمن الطيبين.. أي شيء تختار منه لتأخذه معك في رحلة المستقبل؟
البساطة والطيبة والصدق.
- الناس المليئة قلوبهم بكراهيتك.. هل لديك رسالة واثقة تصدمهم بها؟
أتمنى ألَّا يتخذ الكره مساحة من أنفسهم، فهي دون شك مساحة مهدرة.
- الإعلاميون.. قديمهم وحديثهم.. مَن يعجبك منهم.. وماذا ستفعل لو توليت قيادتهم؟
صدقًا لا تتسع المساحة لذكر الجميع، لكنني أدرك قيمة الكثير من الإعلاميين السعوديين الذين شاركوا في زيادة شعبية الرياضة في السعودية، ولا أرى نفسي قائدًا.
- على رفوف المكتبات ملايين الكتب التي أثرَت عقول البشر.. أي كتاب منها تريد أن تكون مؤلفه وصاحبه؟
سعيد بأنني لست مؤلفًا لأي من الكتب التي تعجبني، لأنني ما كنت سأتعرف على السعادة ذاتها لو كنت كاتبًا، وبين الكاتب والقارئ أجد الأخير هو الأكثر استفادة.
- عندما يقول لك أقرب أصدقائك: اهدني عيوبي.. فهل تقول له نصف الحقيقة أم تتركه يعيش مع أوهامه؟
بطبيعتي أميل إلى الصراحة، خاصة مع من أهتم لأمرهم، لكنني أيضًا أعتقد أنني أملك القدرة على اختيار الحد الذي أود أن أكون فيه صريحًا مع أي أحد.
- أولئك البشر الذين يوصمون بالمفكرين.. بماذا تتمايز أفكارهم عن سواهم؟
بالعمق ربما. أصحاب الأفكار العميقة في الغالب يدرسون زوايا الفكرة كافة، بالتالي يبنون أفكارًا قادرة على الصمود والإقناع.
- في هذا العالم المكتظ بخلق الله.. مَن هو الوحيد الذي تأمنه على أسرارك وتسند عليه ذراعك؟
الأم تأتي قبل كل أحد في كل شيء.
- تلك السعادة التي يلهث وراءها كل الناس.. هل تعرّفت عليها في حياتك.. متى وكيف.. وما مواصفاتها؟
الأبوة شعور يغيِّر الكثير من التعريفات في حياة البشر كافة، فأن تكون أبًا يعني هذا أن تتعرف على نوع جديد من الحب.
- الإنسان الذي توقف عن الشغف والحلم والطموح.. كيف يمكننا مساعدته وإعادته إلى الحياة؟
بفتح الأبواب له، ومنحه فرص جديدة، وتغذيته بفكرة أن الحياة لا تزال قادرة على مفاجئتنا ودفعنا نحو صناعة مستقبل مختلف.