ابن رازن: تواصل الأجيال حفظ الدولة
يحمل الدكتور ضيف الله دليم بن رازن درجتي الماجستير والدكتوراه في التاريخ السعودي، وهو أستاذ التاريخ السعودي والعلاقات الدولية المساعد في قسم التاريخ والحضارة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ومع أول احتفالٍ للسعودية بيوم التأسيس، حاورت “الرياضية” الدكتور ضيف الله، مستشار وكيل الجامعة للشؤون التعليمية، ليستعرض بدايات الدولة السعودية الأولى ومراحلها، مرورًا بالثانية، وصولًا إلى الثالثة.
01
ماذا يعني عام التأسيس، 1727م، بالنسبة للجزيرة العربية؟
في ذلك العام، تولّى الإمام محمد بن سعود إمارة الدرعية، وأسّس الدولة السعودية الأولى، واستمر في الإمارة حتى وفاته عام 1765. وخلَفه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود حتى عام 1803، وفي عهده توسعت الدولة السعودية توسّعًا كبيرًا، ثم خلَفه الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود، وكانت فترة حكمه من عام 1803 وحتى عام 1814، ويعد آخر حكام الدولة السعودية الأولى الإمام عبد الله بن سعود، وكانت فترة حكمه من عام 1814 إلى عام 1818.
02
عرّفنا أكثر على الدولة السعودية الأولى؟
الدولة السعودية الأولى أكبر من الدولة السعودية الحالية، حيث كانت مترامية الأطراف بشكل كبير، وكانت دولة مستقرة حتى قدوم الجيوش الغازية من خارج الجزيرة العربية. بعد ذلك بفترة قصيرة خرج من هذه الأسرة المباركة أحد أبنائها وهو الإمام تركي بن عبد الله الذي أعاد تأسيس الدولة السعودية، وأرسى الدولة الثانية، ونقل العاصمة من الدرعية إلى الرياض، واستمرت الدولة في إعادة توحيدها وإخراج الحاميات منها. ويُعدّ عصر الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله العصر الذهبي للدولة السعودية الثانية. وهنا أريد القول إن تواصل أجيال الأسرة المالكة، وكذلك الانتماء الوطني لهم من قِبَل الناس، حافظ على الفكرة وحفظ الدولة ومنحها الديمومة والاستمرارية.
03
كم استمرت فترة الانقطاع بين الدولتين السعودية الثانية والثالثة؟
فترة بسيطة جدًا، ما لبث أن عاد المؤسس العظيم الملك عبد العزيز رحمه الله، واستعاد الرياض عام 1902، الملك عبد العزيز يعد استمرارًا لهذه الأسرة والدولة المباركة، وأعاد توحيد البلاد وضم أجزاءً كبيرة من الجزيرة العربية، بداية بنجد ثم ضمّ الأحساء والحجاز وجميع أقاليم المملكة العربية السعودية حتى تم توحيد الدولة عام 1932، أعقب هذا التاريخ مرحلة جديدة، هي مرحلة البناء والتطور الحضاري في جميع مجالات الحياة. اكتُشِف النفط بكميات كبيرة، وأُنفِقَت أموال ضخمة على التنمية والتطور الحضاري والتعليم.
04
قلت إن الأمام تركي بن عبد الله نقل العاصمة من الدرعية إلى الرياض، ما السبب؟
قبل انتقال الإمام تركي إلى الرياض كان يعرفها جيدًا، ووجد موقعها مناسبًا لعودة الدولة عبرها، أما الدرعية فتم تهديمها على يد الجيوش الغازية، التي حرقت المزارع والبساتين وهدمت البيوت، فوجد الإمام تركي أن الرياض أكثر مناسَبةً للدولة الثانية.
05
بالعودة إلى الدولة الأولى، ما عوامل تمكّن الإمام محمد بن سعود من تأسيس دولة من الصفر في منطقة صحراوية قبلية فقيرة بما يحمله ذلك من صعوبات؟
الدرعية كانت تتمتع بموقع استراتيجي، في منتصف الجزيرة العربية وعلى حافة وادي حنيفة وسط نجد، وكانت تمر بها طرق القوافل القديمة، القوافل القادمة من نجران والمتجهة إلى العراق لابد أن تمر باليمامة والدرعية وتتجه شمالًا حتى دومة الجندل، كانت هناك طرق أخرى تتقاطع مع هذه الطرق سواءً القادمة من الشرق إلى الغرب أو طرق الحج، كانت الدرعية منطقة التقاء مما أوجد بيئة اجتماعية مثالية ومناسبة لهذه الانطلاقة، أيضا هناك عوامل بيئية واجتماعية جعلت من الدرعية مكانًا مناسبًا، على سبيل المثال، تميزت الدرعية عن غيرها بانتشار الأمن والاستقرار، وكان كثير من السكان الذين يتعرضون إلى مشكلات من خارجها يلجؤون إلى الإمام محمد بن سعود طلبًا للأمان، مما أوجد لها قيمة كبيرة، أيضًا كانت الدرعية سوقًا تجاريًا كبيرة. هذه الأمور جعلت الدرعية منطقة مستقرة. أيضًا وجود طلبة العلم فيها بكثافة جعل لها قيمة أكبر، كل هذه المعطيات جعلت هذه البلدة مهيأة للتحول من دولة المدينة إلى دولة عظيمة.
06
هل يمكن القول إن الطموح الذي كان يمتلكه الإمام محمد بن سعود في جعل بلدته دولة عظيمة ميّزه عن باقي الحكام في مناطق في الجزيرة كان بعضها أقوى وأغنى من الدرعية؟
الإمام محمد بن سعود توفّرت له عناصر اجتماعية وعلمية ودينية واقتصادية جعلت الدرعية مهيأة أكثر، ومكّنته من بدء مرحلة التوسع والتوحيد، حتى باتت الدولة عظيمة.
07
الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود وصل بحدود الدولة الأولى إلى أقصى الشمال وإلى اليمن جنوبًا، هل كان هذا أكبر توسع للدولة السعودية؟
في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، توسعت الدولة ووصلت إلى أجزاء كبيرة من الجزيرة العربية.
08
لو انتقلنا إلى الدولة السعودية الثانية، قلت إنها عاشت عصرها الذهبي في عهد الإمام فيصل بن تركي، بما تميز عصره؟
بعدما تقوّت الدولة الثانية، كان العصر الذهبي في عهد الإمام فيصل بن تركي، الذي أخرج الحاميات الغازية، وأعاد توحيد نجد في البداية، ثم أعاد الاستقرار في الدولة.
09
في تصورك، ما هي أبرز سمات الدول السعودية الثلاث؟
الحفاظ على الأمن والاستقرار، والبعد عن التعصب القبلي أو المناطقي، وجمع الكل تحت قيادة وراية واحدة، وجعل المجتمع أمة مترابطة.