|


جوميز .. شمعة ميلاده.. في ليلة النصر

الرياض - عبدالرحمن عابد 2020.08.04 | 11:16 pm

 يقول المثل الفرنسي: من أظافره يُعرف الأسد، باعتباره رمزا للقوة والشجاعة، حيث تغنى الشعراء بعظمته، وتسلح الفرسان بهيبته في المعارك، ورسمته الدول على أعلامها الوطنية، بينما تكفي مقولة كارلسون جرايسي أشهر مدرب فنون قتال في البرازيل القائل: "إذا كنت تريد أن تكون أسدا تدرّب مع الأسود".
 
وفي عالم كرة القدم، يأتي الفرنسي بافيتيمبي جوميز، في مقدمة مشاهير اللعبة، المتأثرين بهيبة وعظمة ملك الغابة، خاصة عندما يحتفل بأهدافه حيث يصرخ كالأسد، غير أنه في حياته الخاصة، يهوى تربية أشبال السباع، لا سيما وأنه استغل عطلته الصيفية السنة الماضية بجولة في محمية أسود مدينة مادكوي الجنوب أفريقية، رفقة زوجته لايمرا وطفليه ديو ويزاتيس.



قبل تصنيفه ضمن أكثر 300 شخصية شهيرة في فرنسا، عاش جوميز طفولة بائسة كُجل أطفال دول المهجر، حيث وُلد في أسرة كانت تعيش تحت خط الفقر بسنين ضوئية، لأبوين سنغاليين، رزقهما الله بعشرة أطفال، عاشوا جميعا في منزل متواضع في مدينة لاسين سور مير. ذات مرة قال لراديو مونت كارلو: "طفولتي كانت شاقة، أبي وأشقائي كانوا يعتمدون على موهبتي، فكان علي تّحمل المسئولية".
 
يتشارك جوميز مع فيلسوف التدريب المدرب الإسباني بيب جوارديولا، الفشل الذريع بما يخص قيادة السيارات، بتاريخ حافل من الحوادث والأخطاء المرورية، ما دفعه إلى ترك هذه المهمة لسائقه ومرافقه التركي الخاص بوراك، والذي يجوب به شوارع العاصمة السعودية الرياض بسيارتي لاند روفر بيضاء 2019 وبينتلي كوبييه سوداء 2020.



أثناء السفر يتابع أفلام نتفلكس على جهازه الآيباد، وحينما يدخل نادي الهلال يشرب القهوة العربية ممازحا زملائه كنو والبليهي والشهراني والفرج، بينما لا يملّ في تمام العاشرة مساء من تناول سمك السلمون وصدور الدجاج والسلطات الخضراء، بعدها يلتقط الصور التذكارية مع المشجعين في طريقه إلى منزله الذي لا يغادره أبدا.
 
بشهادة أصدقائه في الفريق، فإن المهاجم الفرنسي ودود للغاية مع الجميع، لكن في اللحظات الصعبة داخل المستطيل الأخضر، يتحول إلى وحش كاسر، مثلما دخل غاضبا إلى غرفة الملابس ووقف بالنيابة عن مدربه الروماني رازفان لوشيسكو في المحاضرة الفنية بين شوطي مواجهة السد ضمن نصف نهائي آسيا، لتحفيز اللاعبين بعد التأخر بنتيجة 3-2 في أول 45 دقيقة.
 
أخبر جوميز الهلاليين برغبته في ارتداء الثوب الأبيض إبان مراسم تجديد عقده الأخير، بعد أن اندمج سريعا مع الشعب السعودي واصفا إياه بالكريم اللطيف. آنذاك استغرقت ورشة العمل في البيت الأزرق حوالي شهرا كاملا ونفذت جلسة تصوير المقطع الدعائي أكثر من 6 ساعات. كل ذلك من أجل إسعاد الفرنسي الأسمر على قرع طبول العرضة السعودية.
 
يحظى ديربي الرياض هذه المرة بأهمية مضاعفة بالنسبة إلى الأسد الفرنسي، أولا لقتل المنافسة على لقب الدوري مع النصر بدلا من تكرار سيناريو الموسم الماضي، وثانيا لمواصلة الضغط على منافسه المغربي عبد الرزاق حمدالله في الصراع على لقب الهداف، بينما يعتبر جوميز نتيجة الفوز أفضل احتفال له عوضا عن إطفاء شموع ميلاد عامه الخامس والثلاثون.