أروقيت.. حصان أسطوري أعاد ترتيب الجياد.. ورحل
انطلق بسرعة البرق خلال سباق دبي العالمي، حيث تجاوز منافسيه بمسافة معقولة أثناء الأمتار الأخيرة، ما أجبر المعلق التلفزيوني على الصراخ بأعلى صوته: سلامي سلامي عليك يا أروقيت.
مات الجواد الشهير أروقيت الثلاثاء، بعد مسيرة ذهبية في مضامير سباقات الخيل، حيث ولد في 11 أبريل 2013 بمزرعة «كليرسكي» في كنتاكي الأميركية. إذ تنحدر سلالته من الأب المعروف أنبرايدلد سونج، بينما تعتبر والدته ابنة ديستورتد هيومر، ويتقاطع نسبه مع مستر بروسبكتر في الجد الرابع.
جاءت تسمية أروقيت من معنى «المتغطرس» باللغة الإنجليزية، ويتميز منذ صغره بقوائمه السليمة وجسده الرائع وخطواته السريعة، كما أن لونه الرمادي جعله حسن المظهر. ويكفي أن مالكه الأمير خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود، قد اشتراه في مزاد علني بمبلغ 560 ألف دولار حينما كان عمره عاما واحدا فقط.
اكتسب أروقيت شهرته العالمية في يناير 2017، بعد أن هزم البطل الشهير كاليفورنيا كروم، والمملوك لشركة «كاليفورنيا إل إل سي»، في كأس بيجاسوس العالمي للخيول، وهو ما منحه 12 مليون دولار ضمن أغلى شوط بالعالم، والذي أقيم على مضمار جلف استريم في فلوريدا بالولايات المتحدة.
رفض مدربه بوب بافرت المشاركة في سباق دبي العالمي، وبحسب صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» فإن الأمير خالد بن عبدالله ألحّ على المدرب المشاركة في البطولة. ورغم تأخر أروقيت عن بقية الجياد لمسافة 50 مترا، بعد اختلال توازنه إثر تصادمه بمنافسه كين آيس، إلا أنه فاز في النهاية باللقب ومحبة المشجعين السعوديين.
بعد تقاعده مطلع عام 2018، وقف أروقيت فحلا في مزرعة «جودمونت» العريقة بولاية كنتاكي، كانت رسوم الشباء تبلغ 75 ألف دولار لعامين متتالين، نظرا لمسيرته الكبيرة حيث توّج بطلا 7 مرات من بين 11 بطولة عالمية، أكسبته جوائز مالية تصل قيمتها 17.4 مليون دولار.
عانى الجواد البالغ 7 أعوام، من التهاب عصبي في الرقبة خلال الأسابيع الماضية، حيث نقله المسؤولون من الإسطبل إلى عيادات «هاجيارد» الطبية بمدينة ليكسينغتون. هناك أجرى الأطباء بوب هانت وناثان سلوفيس وستيف ريد، فحوصات العمود الفقري والأشعة المقطعية والموجات فوق الصوتية واختبارات الدم.
سقط أروقيت داخل حظيرته بعد 4 أيام من الألم، وفشلت كل محاولات إنقاذه، ما دفع الأطباء إلى إنهاء حياته على طريقة «الموت الرحيم». فيما أرسلت مجلة «بلوود هورس» تعازيها إلى المدرب بوب بافرت الذي واسى نفسه بقوله: "إنه يوم حزين جدا، كان أحد أعظم الخيول التي دربتها على الإطلاق خلال 40 عاما".
أما الخيّال مايك سميث فتحدث عن رحيل أروقيت قائلا: "طيلة مسيرتي في الفروسية لم امتط صهوة جواد مثله". وقال غاريت أورورك مدير مزارع جودمنت: "إنه بطل بما تعنيه الكلمة". بينما يصفه جون شيروا، أستاذ قسم الإعلام الرياضي بجامعة سنترال فلوريدا: "اعتقد أنه فقد شهية الانتصارات منذ مدة طويلة".