أنسيلمو.. برازيلي جسور.. لا يعرف الابتسامة
يتقن إخفاء مشاعره عن الآخرين، لا يتحدث كثيرا ومن النادر أن تراه مبتسما، حيث يأخذ وظيفته على محمل الجد، وهو ما ساعده بأن يصبح أخطبوطا في منتصف الملعب، إذ يمتاز بالشجاعة والسرعة والدفاع والتهديف مع تحركات فيزيائية أرهقت المنافسين.
ولد أنسيلمو دي مورايس أواخر فبراير 1989 في مدينة ساوباولو، والتي تعتبر «رئة» اقتصاد البرازيل وأغنى مدن أميركا الجنوبية، بجذبها أكبر المستثمرين وأجمل عارضات الأزياء، والمهاجرين الإيطاليين والآسيويين والعرب، بينما تجاوزت المدينة حقول البن وباتت تصدّر السيارات والأدوية والنسيج ومواد البناء.
بسبب الفقر لا يتجاوز الدخل الشهري 150 دولارا لنصف العائلات هناك في ساوباولو، وهو ما يجعل لعب كرة القدم حلم العديد من الفتيان البرازيليين، خاصة مع تواجد نادي بالميراس العريق الذي أوصل عددا من شبابه إلى كبار الفرق الأوروبية، مثل كافو وأدميلسون وريفالدو وروماريو وروبرتو كارلوس.
بدأت مسيرة أنسيلمو الكروية عام 2009 مع بالميراس، وبعد 4 أعوام التحق بفريق جنوى الإيطالي، وفي أول حصة تدريبية دخلها بضفائره الطويلة نال ترحيبا حارا من الرئيس ماوريو زامبريني. هناك زامل النجم الأرجنتيني ديبالا ولعب ضد بوجبا وهامسيك وجوفينكو، ولكن مسيرته في إيطاليا انتهت سريعا بعد 320 دقيقة لعب فقط.
اقتنع بقدراته الفنية حاتم خيمي رئيس الوحدة السابق، وعرض سيرته الذاتية خلال صيف 2018 على تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الرياضة الأسبق، وحينما وصل أنسيلمو إلى بهو الفندق السويسري وهو مرتديا النظارات الشمسية السوداء. تساءل آل الشيخ مستغربا: "حاتم متأكد هذا يعرف يلعب كورة؟".
اتفق أنسيلمو مع الوحداويين على راتب سنوي قدره 1.5 مليون دولار، وانتقل للسكن في مجمّع «G1» الراقي بمدينة جدة. كان هادئا منذ قدومه لا يُكثر المزاح ملتزما بأوقات التمرين. وعندما وصلت زوجته لويزا وابنتيه آنا وماري إلى السعودية، طلب باستحياء من إدارة النادي ترقية سيارته الاقتصادية إلى أخرى عائلية فمنحوه فورد إكسبلورر.
بفضل شخصيته القوية، وبّخ لاعب الوسط زملائه في الفريق بعد مضاربة فرناندو ومحمد العتيبي الموسم الماضي، بينما يحرص على تحفيزهم ونصحهم أثناء التدريبات والمباريات، خاصة بعد ارتدائه شارة القيادة، وبسبب ضعف لغته الإنجليزية فإنه يتواصل مع مدربه الأوروجوياني كارينيو بلغة «بورتنيول» الممزوجة بين الإسبانية والبرتغالية.
يحظى أنسيلمو بصداقة اللاعب السعودي وليد باخشوين، ويعتبر مطعم فوجو دي تشاو البرازيلي وجهته المفضلة لتناول اللحوم الحمراء المشوية، مع مواطنيه جوستافو وريناتو وإيلتون وبوتيا والمترجم عمر صالح، وأحيانا يذهب معهم إلى البحر، ومن أجمل عادات المحترف البالغ 31 عاما، مساعدة عمال النادي ماليا.
شعر رجال مكة بالخطر إثر محاولة الأهلي التعاقد معه، فقرروا تمديد عقده حتى عام 2024 مقابل 13 مليون ريال سنويا، ويقول الكاتب البرازيلي أوتافيو سيلفا في مدونته، إن صاحب القميص رقم 87 يشعر أنه في وطنه أثناء إقامته بالسعودية، وعندما سأله حول مسيرته الرياضية، أجاب أنسيلمو بحد تعبيره: "أنا مُمتن لقد كان الله كريما جدا معي".