ماركو مارين .. صديق أوزيل.. ومن حارب أجداده العثمانيين
حمل أجداده المزارعون أسلحتهم الخفيفة من فأس ومنجل وسكين، واتجهوا متحدين بقيادة زعيمهم جانسيك ضد حاكم منطقة جراديسكا الصربية، إذ كان سبب غضبهم هو انتزاع الدولة العثمانية لحقوقهم السياسية والاقتصادية والدينية، ضمن ثورة دموية استمرت 100 عام تقريبا.
تقع مدينة جراديسكا حاليا في عهدة جمهورية البوسنة والهرسك، هناك ولد اللاعب ماركو مارين في 13 مارس 1989، داخل منزل خشبي مطل على ضفاف نهر «سافا»، والذي يخترق دول سلوفينيا وكرواتيا وصربيا، فيما تفتخر المنطقة بإنجابها رموزا كبار، مثل جنرال الحرب الشهير عاطف دوداكوفيتش، والمؤرخ السياسي فاسو كبريلوفيك، والحاخام سامسون موربورغو.
وجد ماركو مارين كل الحب والاهتمام في ظلال أبيه رانكو، وأمه بوركا، كان الزوجان لا يبخلان على صغيرهما بأي شيء، وغامرا بحياتهما ومستقبلهما فور أن سمعا قرع طبول الحرب بين البوسنة وصربيا، والتي اندلعت في مارس 1992. آنذاك قبيل أن تشتعل الحرب، أخذا بيد طفلهما واتجها نحو ألمانيا حتى وجدا عملا مناسبا واستقرا في مدينة فرانكفورت.
في طفولة ماركو كان ناديه المفضل ريد ستار الصربي، ويُلهمه أداء ديان سافيتشيفيتش الذي ارتدى قميص ميلان في التسعينيات الميلادية، وحينما حاول السير على خطاه التحق بأكاديمية هوتشيست لفترة وجيزة، ثم انتقل إلى نادي آينتراخت فرانكفورت، فيما ظهر أول مرة بالدوري الألماني 2006 مع بوروسيا مونشنغلادباخ، لاحقا أطلق عليه المشجعون لقب «ميسي ألمانيا» بفضل مهاراته المذهلة.
زامل ماركو مارين مواطنه الشهير مسعود أوزيل، بعد انتقاله إلى فيردر بريمن صيف 2009 مقابل 8 ملايين يورو، وقتها استمتعت جماهير «دي غرون ڤايسن» بشراكة النجمين الثنائية. ولكن مع رحيل «عازف الليل» في الصيف التالي إلى صفوف ريال مدريد، لم يعارض المهاجر الألماني فكرة الإنتقال إلى الدوري الإنجليزي، بهدف خوض تجربة جديدة مع تشيلسي في 2012.
واجه الألماني المهاجر ماركو، في عاصمة الضباب لندن، إحباطٌ كبير سببه المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، حيث فشل في الحصول على خانة أساسية بملعب «ستامفورد بريدج»، مثلما حاول أصدقائه دي بروين ومحمد صلاح ولوكاكو فعل نفس الشيء، بيد أن «سبيشل ون» تخلى عنهم واحدا تلو الآخر.
6 أسابيع احتاجها ماركو كي يتحدث اللغة الإسبانية، أمام الصحافيين الإسبان قبل مباراة إشبيلية. اعتاد أن يتعلم بسرعة داخل الملعب وخارجه، إثر تنقله بين بلدان كثيرة أولها بلاده الأم البوسنة وآخرها السعودية، مرورا بإيطاليا وبلجيكا وتركيا وصربيا واليونان. ذات مرة قال في لقاء مع مجلة "كيكر" الألمانية: "لن استسلم إطلاقا، قيمتي سوف تظهر حتما، في أي بلد ألعب فيه".
ينفجر ماركو البالغ «30 عاما»، بالضحك مع والده في كل مكالمة هاتفية تجمعهما، فيما تعرّف على حبيبته كاثرينا مضيفة الطيران عقب رحلة جوية في 2008. كما يمارس رياضة الجولف والألعاب الإلكترونية، ويصطحب كلبه «سيكا» في عطلة الأسبوع، ويفضل اقتناء سيارات «بورش» الألمانية، ولا يملّ من متابعة الأفلام الأميركية. بينما يبقى السؤال: ما إذا كان «ميسي المنسي» قادر على إنعاش الأهلي؟.