ديجينيك.. فر من الموت.. طارد حلمه.. ولم يتمالك «حنينه»
اتخذ الأسترالي ميلوش ديجينيك قراراً حاسماً في مسيرته الكروية من جهة، والحياتية من جانب آخر، عندما اختار تمثيل منتخب أستراليا عوضاً عن صربيا، إذ يحمل المدافع الطموح جنسيتين ولكنه لن يدافع دولياً إلا عن شعار «الكنغر الأسترالي».
لم تكن أيام الطفولة في ذكريات ديجينيك مليئة باللحظات السعيدة، إذ واجهت أسرته المشكلات واحدة تلو الأخرى بعد أيام عصيبة خلفتها حرباً شعواء بين صربيا وكرواتيا، لتقرر عائلته الابتعاد عن دائرة الدمار، وتلجأ إلى أستراليا مفتشة عن حياة خالية من الدماء والنزاعات، ومن هناك شعر ميلوش بالانتماء إلى بلاد منحته ووالديه الامن والاستقرار فقرر أن يخدمه ولو بقميص فريق كرة قدم.
ديجينيك (25 عاماً) مضى في رحلته الكروية وطارد أحلامه، مروراً بقارة آسيا ذات مرة حينما مثل فريق طوكيو الياباني، ثم رحل إلى قارته الأم، أوروبا التي ولد فيها هناك في كرواتيا ليلعب مع فريق شتوتجار الألماني، لتتاح له فرصة عاطفية بعض الشيء حينما طلبه فريق النجم الأحمر الصربي للإنضمام إليه فلم يتردد في ذلك، ليلعب محلياً في بلاده الثانية.
بات ديجينيك يعطي أكثر مع فريقه الجديد، وتألق في مباريات لن تنساها جماهير الفريق الصربي عندما ساهم بإيقاف مهاجمي أبطال أوروبا ليفربول، وفاز فريق بلجراد بهدفين من دون رد العام الماضي في دور المجموعات.
بعد ذلك أصبح ميلوش مطمعاً لعدد من الأندية، وتحديداً على بعد أكثر من 4 آلاف كيلو متراً من موقع ديجينيك، وقعت عين مفاوض الهلال السعودي على الأسترالي العملاق (187 م)، والتقى الطرفين في الرياض ووقعا عقد انتقال ميلوش للعاصمة السعودية بعقد يمتد ثلاث مواسم ونصف في يناير الماضي.
11 مباراة كانت حصيلة تجربة ديجينيك مع الهلال في مسابقة الدوري، و6 مباريات أخرى 4 منها في دوري أبطال آسيا، والمتبقي منهم في بطولة كأس الملك، وعلى رغم أنه أول الملتحقين من الأجانب إلى معسكر الهلال الإعدادي للموسم الجديد، إلا أن ديجينك رحل إلى حيث أتى، للنجم الأحمر الصربي مجدداً، وربما أن الحنين لعب دوراً في تحديد وجهته بعد مغادرة البيت الأزرق .