السويكت.. إمام مسجد برع في المال والأعمال
صوته عذب، وتلاوته لكتاب الله تتراوح ما بين مقام الحجاز ومقام النهاوند، وحينما تستمع إلى صوته عبر اليوتيوب تسمع مزمار من مزامير آل داود، خاصة وهو يقرأ سورة مريم، إذ يزداد قلبك خشوعا وتمتلئ عينيك بالدموع.
كسب الشيخ صفوان السويكت محبّة المصلين من خلفه، في جامع المهنا بحي المنار شرق العاصمة السعودية الرياض، حيث اعتاد على إمامة الناس عند إقامة الصلوات الخمسة، بجانب خطب الجمعة، فيما يزدحم مسجده في شهر رمضان الكريم، ويقال إنه انتقل لاحقا إلى جامع الجاسر في حي إشبيلية المجاور.
مكاسب الشيخ ومحبة الناس لا تتوقف، إذ فاز اليوم السبت برئاسة نادي النصر حتى 2023، وبالتالي أصبح شرعيا خليفة رجل الأعمال سعود السويلم الذي غادر المشهد الرياضي، وفي تفاصيل المعركة الانتخابية التي أقيمت على مدى أيام، فإن السويكت نال 98% من أصوات الناخبين هازما بذلك منافسيه نصر النصر وصالح الأطرم.
كانت عنوان رسالته لنيل درجة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، "إيضاح الفتاوي في النكت المتعلقة بالحاوي"، حيث نوقشت رسالته العلمية في صيف 2016، من قبل لجنة ثلاثية يرأسها معالي الدكتور أحمد الدريويش، والذي يترأس الجامعة الإسلامية العالمية في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وفي نهاية المناقشة نال السويكت تقدير امتياز.
لا يكشف محرك البحث جوجل، عن ماذا درس الدكتور صفوان في المرحلة الجامعية، ولكن من المعروف أنه حقق على صعيد الدراسات العليا، درجة الماجستير في القانون من المعهد العالي للقضاء في 2007، وبعد 3 أعوام حصل على شهادة متخصصة في الاقتصاد والتمويل من معهد ماليزي بكوالالمبور 2010، ويبدو أن الرجل قد عشق عالم المال والبنوك والاستثمار، فعاد إلى دراستها مجددا في نفس العام من جامعة ريدينج البريطانية.
ينتمي رئيس نادي النصر الجديد إلى عائلة السويكت، والذي يمتد أصولها إلى قبيلة بني تميم الشهيرة في جزيرة العرب، بينما يعتبر مسقط رأس عائلته "محافظة الزلفي" والتي تبعد عن الرياض قرابة الـ300 كلم، ويعرّف الدكتور صفوان نفسه للمقربين بأنه رجل علم فقط، وهذا من باب التواضع فقط حيث أنه يصنّف مستشارا اقتصاديا معتمدا لدى وزارة التجارة ومحاميا معتمدا لدى وزارة العدل.
لم يعرف أصفر الرياض طوال تاريخه معنى الاستقرار إلا مرتين، الأولى حينما ترأسه الأمير الراحل عبد الرحمن بن سعود منذ عام 1961 إلى 2004 ميلاديا، والمرة الثانية مع الأمير فيصل بن تركي الذي جلس على الكرسي الساخن في 2009 وغادره أواخر 2017، وما أزعج النصراويون أنهم عندما آمنوا بمشروع سعود السويلم انسحب الأخير وفقا لظروفه الخاصة، ولكن هذه المرة تبدو فرصة الدكتور صفوان السويكت كبيرة لتخليد اسمه خاصة وأنه يبرع في رسم وتنفيذ الخطط الاستراتيجية.