الأندية السعودية.. استثمارات خجولة.. ومتخصص: التشفير حل
33 يوماً مرت على نهاية منافسات الدوري السعودي لكرة القدم، ومنذ أول أيام الاستعدادات للموسم الجديد، غابت المبادرات الاستثمارية التفاعلية بين الأندية وجماهيرها، فلم يطلق أي فريق قمصانه التي سيرتديها اللاعبون في منافسات الموسم المقبل، إضافة إلى ذلك لم يطرح أي نادٍ تذاكر موسمية كما يحدث في دول أوروبا، أو بعض الأمور التي تدر الأموال على خزائن النادي، وسط تساؤلات عن كيفية توفير الأندية عوائد مادية من خلال الاستثمار.
وحول الأوضاع التسويقية للأندية تحدث لـ«الرياضية» يوسف الرشيد المختص بالتسويق والإدارة الرياضية، والذي يرى عدم ضرورة تطبيق الخصخصة من أجل شروع إداراة الاستثمار في الأندية من أجل العمل بشكل متكامل.
ويرى الرشيد أن اعتماد إدارات الأندية على الدعم الحكومي، أسهم في إضعاف العمل الاستثماري، خصوصاً في الموسم الماضي، مبيناً ضرورة خلق المزيد من مصادر الدخل.
وأضاف: «عمليات التسويق يجب أن تكون وفق أهداف وخطط مدروسة، وأيضاً العملية تكاملية، إذ تعد أهمية العوائد من الناقل التلفزيوني مثلاً ذات أهمية عالية جداً، وهذا مرتبط باتحاد اللعبة أو رابطة المحترفين، وهذا يتطلب كذلك شفافية عالية من الجهة المخولة بتوزيع عوائد النقل التلفزيوني، وهذا يقودنا إلى ضرورة خلق عوائد مالية عالية، وإن كان ذلك بالتشفير، وفي بعض الأحيان التشفير شر لابد منه، فربما لا يستطيع الناقل توفير العوائد بفقدانه الجوانب الإعلانية الكافية عند بثه المباريات بشكل مفتوح، فالتشفير بالتالي هو الحل لتلك المشكلة».
وحول المواقع الإلكترونية، بين: «نوعية المواقع يجب أن تكون مختلفة وتفاعلية بدلاً من أن تكون معلوماتية فقط، وهذا مايحدث غالباً في مواقع الأندية السعودية، لذا دائماً ماتكون حسابات الأندية في مواقع التواصل الاجتماعي أكثر تفاعلاً مع الجماهير، لذلك تجد الإقبال عليها أكبر».
وتابع: «الأرقام أيضاً في مواقع التواصل الاجتماعي للأندية لها تأثير تسويقي كبير، وشاهدت تغريدة الأمير الوليد بن طلال حول عدد متابعي حساب الهلال مقارنة بعدد من الأندية الجماهيرية، وأجد في ذلك رسالة واضحة في الجانب الاستثماري، فالرجل مالي واقتصادي ولا أظن أنه سيتطرق إلى ذلك من دون أهداف استثمارية».
وفيما يتعلق بالاستثمار للأطقم من قبل الأندية، أوضح: «دائماً مايكون هناك صلة مباشرة بين البيع والشغف الجماهيري، ففي بعض المواقف تجد الجماهير تبتاع الأطقم نظراً لمباريات إيجابية للفريق، وهنا فرصة ثمينة للأندية التي تحقق فرقها الانتصارات، فعلى سبيل المثال، كان سيشكل طرح قميص الموسم الجديد للنصر قبل مباراة التتويج أمام الباطن نقطة عاطفية لدى الجماهير وسيزداد الإقبال على القميص لارتباطه بذكرى الفوز بلقب الدوري، وهذا ما تسير عليه بعض الأندية الجماهير في أوروبا، بارتداء القمصان الجديدة قبل أيام من ختام الموسم».
وأثنى الرشيد على عمل إداراتي الاستثمار في ناديي الاتحاد والنصر، إذ تمكنت الأولى من توفير عقود استثمارية متعددة، في حين نجحت الثانية في تفعيل متجر النادي وبيع المنتجات بصورة مختلفة، كما تحدث عن جاهزية الهلال لعمل استثماري أكبر في الموسم المقبل، وقال:« الهلال النادي الوحيد الذي يملك ملعباً خاصاً بين أقرانه، وبإمكانه اعتماد التذاكر الموسمية، إضافة إلى الأعداد الكبيرة للمتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي».