التعاون.. مسيرة 63 عاما في تحدي 90 دقيقة
قبل قرابة الـ63 عاماً، تأسس نادي التعاون الذي كان يحمل اسم نادي الشباب في بداية تأسيسه، قبل أن يتم تسجيله رسمياً في رعاية الشباب عام 1960، وتم اعتماده رسمياً بعد 3 أعوام.
26 رجلاً تناوبوا على قيادة التعاون منذ تأسيسه عام 1956، أولهم كان الراحل صالح الوابلي وآخرهم الرئيس الحالي محمد القاسم الذي تولى رئاسة النادي في عام 2013، وقفز النادي في عهده عدة قفزات جعلت الفرق تحسب ألف حساب لمواجهة التعاون.
مسيرة التعاون خلال 63 عاماً، قضى جلها في دوري الدرجة الأولى، حيث ظل الفريق يصارع على الصعود عدة مرات، ولم يحالفه الحظ حينها لكنه حقق مفاجأة كبرى عام 1990، بعد بلوغه نهائي كأس الملك، إلا أن أحلام الفريق القصيمي في التتويج باللقب اصطدمت بالنصر وقائده الأسطوري ماجد عبدالله، الذي قتل آمالهم وسقطوا أمامه بهدفين في النهائي اليتيم لهم.
بعد ذلك النهائي التاريخي بخمس أعوام، صعد التعاون إلى الدوري الممتاز للمرة الأولى في تاريخه لكنه سرعان ما عاد هابطاً، قبل أن يعود ويصعد في موسم 1997، ويهبط مرة أخرى في ذات الموسم، ويطيل البقاء في دوري الأولى لمدة وصلت إلى 13 عاماً.
في موسم 2010، قرر التعاونيون في صعودهم الثالث أن لا عودة مرة أخرى إلى دوري المظاليم، وأن قدر التعاون ومستقبله سيكون دائماً مع الكبار وبين الأضواء، ولن يقبلوا بالعودة إلى دوري الأولى، وعزموا على ذلك وهو ماتحقق لهم بعد 9 أعوام من ذلك الصعود.
بعد 5 أعوام من البقاء بين الكبار، لم يكتف مسيرو أصفر بريدة، بطموح البقاء في الدوري الممتاز وعدم الهبوط مرة أخرى، بل تعدوه إلى طموح آخر وهو مزاحمة الكبار وفرق الدوري على المراكز المتقدمة، والظفر بإحدى البطاقات المؤهلة إلى كبرى البطولات القارية دوري أبطال آسيا، وكان النجاح حليفهم حيث سجل التاريخ في موسم 2015، نادي التعاون أول نادي في منطقة القصيم يتأهل إلى هذه البطولة، بعد تحقيقه المركز الرابع في الدوري، وهو الإنجاز الأكبر في تاريخ النادي على صعيد بطولة الدوري.
بعد الإنجاز التاريخي والمشاركة القارية أدرك التعاونيون أن الوقت قد حان لمحاولة التتويج بإحدى البطولات، بعد أن بات الفريق الأصفر مرعباً لخصومه، حيث أصبحت مواجهات الفرق أمام التعاون في معقله تعد من المباريات التي ترتعد لها جماهير الفرق الكبرى بالدوري قبل الصغرى، وأن زيارة الفريق القصيمي في دياره لم تعد مجرد نزهة إلى مدينة بريدة مضمونة النجاح والمكاسب، وأيقن مسيروا التعاون أن فريقهم بات مؤهل للظفر بإحدى البطولات ولا ينقصهم سوى المحاولة وكانت بطولة كأس الملك هي الطموح الأكبر، حيث طرق التعاون أبواب نصف نهائي البطولة مرتين في أعوام 2015 و2017، لكنه لم ينجح قبل أن يكرر المحاولة هذا الموسم وتنجح مساعيه ليضرب موعداً مع الاتحاد على النهائي، يوم الخميس.
مواجهة الاتحاد في نهائي الكأس، هي الأهم في تاريخ التعاون منذ تأسيسه، حيث يفصل بين أبناء القصيم ولقبهم الأول، اتحاد سييرا وفهد المولد و90 دقيقة هي الأغلى في مسيرة 63 عاماً.