النصر قرر إبعاده خلال يناير..فمنحه الصدارة في مارس
برونو.. الصقر الأصفر
في ديسمبر الماضي، جلس صنَّاع القرار في نادي النصر إلى طاولة مستطيلة ينظرون إلى بعضهم بعضًا.. أمام كل واحد منهم ورقة، تضم أسماء لاعبين أجانب سيتم الاستغناء عنهم خلال فترة الانتقالات الشتوية..
على رأس تلك القائمة برز البرازيلي برونو أوفيني، المدافع الهادئ، الذي اقترب من مقصلة الإقصاء.. لم تشفع له مواسمه الثلاثة التي لعبها مع الفريق الأصفر في الإبقاء عليه.. كان مسيِّرو النصر يفكرون في التعاقد مع لاعب مميز، يجلب لهم الانتصار في أهم مباراة يخوضونها أمام الغريم التقليدي الهلال..
في الوقت الذي كان فيه النصراويون يبحثون عن اللاعب المنتظر، كان برونو يراقب ما يُنشر في وسائل الإعلام المختلفة.. تسريبات إبعاده وصلت إليه.. بدأ يفكر في نادٍ جديد يلعب له، خاصةً بعد تعاقد النصر مع البيروفي راموس ليشكِّل ثنائيًّا مع عمر هوساوي في خط الدفاع..
صوت من بعيد، يطلب الإبقاء على المدافع البرازيلي، وإبعاد راموس.. الجهاز الفني رفض فكرة الاستغناء عنه، وأجَّل الموضوع إلى نهاية الموسم.. راموس يرحل عن الأصفر..
برونو الذي يشعر بأنه لاعب لا يحمل أي أهمية، أو جماهيرية لدى عشاق الفريق الأصفر لم يفكر فيما مضى، وظل يلعب مباراةً، ويُبعد في أخرى.. وعندما تعاقد النادي مع مواطنه مايكون، صاحب الشعبية الواسعة، توجَّهت الأنظار إليه على الرغم من أنه لم يلعب.. فيتوريا يرى بأن مايكون سيكون المنقذ له في خط الدفاع، الذي حيَّره كثيرًا..
عندما حضرت القائمة الآسيوية، التي تتطلب اختيار أربعة لاعبين أجانب فقط وفق لوائح البطولة القارية، لم يُطالع برونو الاختيار، كونه يعلم مسبقًا بأنه خارج القائمة، وفعلًا لم يقع الاختيار عليه من قِبل الجهاز الفني.
في ليلة ديربي النصر والهلال، كان فيتوريا حائرًا بين إشراك عمر هوساوي، أو برونو في المباراة.. قرَّر المدرب البرتغالي، أن يمنح الفرصة إلى برونو على مضض..
البرازيلي أمامه مهمة حاسمة.. يلعب أهم مباراة في الموسم.. ومُطالب بأن يتصدى للفرنسي جوميز، أحد أفضل المهاجمين في الدوري السعودي، وفي الوقت نفسه مهما فعل فلن يتمكَّن من تسجيل حضوره في خط الدفاع، كما يفعل مايكون الذي تنتظره الجماهير بشغف.
المباراة تنطلق.. برونو يسدد كرة قوية برأسه معلنًا تسجيل الهدف الثاني.. الجمهور يهتف باسم حمد الله.. يبدو أنهم لم يشاهدوه جيدًا.. سالم الهلال يعدِّل النتيجة.. الدقائق تمر بسرعة.. برونو يريد أن يضع بصمة لا تنسى..
قبل أن يُطلق شاكير صافرته بسبع ثوانٍ.. يظهر الصقر الأصفر برونو ليطير عاليًا، ويسدد مجددًا كرة قوية برأسه معلنًا الهدف الثالث لفريقه، ويمنح النصر الصدارة.