بصمات بقيت.. واختفى أصحابها
يحمل “ديربي” الهلال والنصر، الكثير من المفارقات، فبعضهم يرى أنه فرصة لميلاد نجوم، والآخر يذهب في وجهة نظره إلى أن الديربي قد يكتب الأسطر الأخيرة في مسيرة اللاعب. على مدار أكثر من خمسين عاماً، شهد التنافس الأصفر والأزرق، لاعبين وضعوا بصماتهم التي فاقت فيما بعد عطاءهم في الملاعب، فكانت تلك البصمات خالدة في الوقت الذي ابتعدوا فيه ترجّل فيه هؤلاء اللاعبون بعد مباريات الديربي.
وربطت الجماهير ذاكرتها باللاعبين الذين برزوا في الديربي بالبصمة التي خلدوها في الديربي الأشهر في السعودية. ومن بين هؤلاء اللاعبين، يبرز راشد الدكان، وفيصل المرزوق، وعبد الله العليان، وضياء هارون من النصر.. ويوسف الحيائي، والعاجي كانديا وغيرهم.
- 1985
الدكان..
الهدف أشهر من اللاعب
لم يكن راشد الدكان، لاعب وسط فريق النصر، من فئة النجوم، ففي الوقت الذي ظهر فيه في منتصف الثمانينيات الميلادية كانت الأضواء موجهة صوب ماجد عبد الله ومحيسن الجمعان ويوسف خميس وفهد الهريفي، فمهما عمل بقية اللاعبين فلا ينالوا من المجد ما يناله النجوم.
الدكان الذي اشتهر بسرعته، ولعب أعواماً في النصر احتياطياً في مباريات عدة سنحت له الفرصة يوم ما جعلته نجماً إلى يومنا هذا بعد أن سجل هدفاً في مرمى الجار اللدود الهلال في موسم 1985ـ1986، ووصف الهدف بالعالمي.
وبقي هذا الهدف حديث المجالس إلى يومنا هذا، ويتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فتخطت شهرة الهدف اسم اللاعب نفسه كونه سجل بطريقة مميزة.
- 1994
مرزوق..
الرابع أطلقه وأخفاه
من المباريات التي لا تُنسى في تاريخ مواجهات الهلال والنصر، مباراة الدوري في عام 1994 عندما انتهت بالتعادل 4ـ4، في الوقت الذي كان فيه الهلال متقدماً بأربعة أهداف تمكن النصر من اللحاق بغريمه فسجل ثلاثة أهداف وسط دهشة الجميع.
الجماهير لم تكن تتوقع أن يصل النصر إلى التعادل ويسجل الرابع، ولكن فيصل مرزوق المهاجم البديل والذي لا يعرفه الكثير من جماهير النصر وقتها شارك في المباراة منتصف الشوط الثاني، وتمكن من تسجيل هدف التعادل، وهو الهدف الرابع في الوقت بدل الضائع.
ذلك الهدف حمل شهرة واسعة وبقي يتغنى به عشاق الأصفر أعوام طويلة ولا يزالون، ولكن من سجل هذا الهدف اختفى بعد مباراة الديربي الشهيرة.
- 1990
ماجد..
الاسم ظلم صاحبه
عندما تذكر اسم ماجد في الوسط الرياضي، فعلى الفور يتبادر إلى الأذهان اسم النجم الأسطوري ماجد عبد الله، فكان عشاق النجم يسمون أبناءهم على اسمه.
في الثلث الأخير من الثمانينيات الميلادية ارتدى القميص الأصفر لاعب في مركز المهاجم، ومن سوء حظه أنه حمل الاسم ذاته للنجم ماجد عبد الله، هو ماجد الجمعان الذي على الرغم من الإمكانات التي يمتلكها لكنه مهما فعل لن يتمكن من إقناع الجمهور النصراوي في ذلك الزمن ولا سيما أن نجمهم في أوج توهجه.
وما زاد الطين بلة أن الجمعان شارك في مباراة الديربي مرتدياً الرقم 9 ويحمل اسم ماجد، هذا الأمر لم يتقبله جمهور النصر حتى وهو يسجل أسرع الأهداف في تاريخ الديربي في مرمى صالح السلومي عام 1990 بعد مرور 40 ثانية على بداية المباراة، ولكن رغم ذلك صفق على مضض له الجمهور النصراوي بعدها هجر كرة القدم واتجه لإكمال دراسته.
- 2010
شافي..
ابن الوز لم يعم
على الرغم من أن والده هذال الدوسري، أحد أبرز نجوم فريق الهلال في الثمانينات الميلادية، إلا ان الابن شافي لم يقدم المستوى المميز، الذي جعل الهلاليين يبقونه فترات طويلة لم يلعب سوى ثلاثة مواسم أو أقل.
كانت بداياته في عام 2010، الذي شهد انطلاقة قوية له، وعزز من حضوره اللافت تسجيله هدفاً في مرمى الغريم التقليدي النصر بطريقة مميزة سكنت شباك الحارس كميل الوباري، وشهد الهدف تفاعلاً واسعاً في المدرج الأزرق وتهافتت وسائل الإعلام على اللاعب الصغير وتذكروا والده.
ولكن شيئاً فشيئاً بدأ يخفت بريق شافي لحين ابتعد عن نادي الهلال ولعب في نادي الاتحاد والفتح ولم يستمر طويلاً.
- 2005
هارون..
التسديدة الخالدة
عندما تبحث عن اسم ضياء هارون من خلال محرك البحث جوجل، فإن أول ما يخرج في الصفحة هدفه في مرمى الحارس محمد الدعيع.
لن ينسى النصراويون والهلاليون أيضا الهدف المميز الذي سجله هارون، لاعب وسط فريق النصر، عندما سدد كرة قوية من منتصف الملعب لم يشاهدها الدعيع إلا وهي تهز شباكه في واحد من أجمل الأهداف في تاريخ ديربي العاصمة.
وعلى الرغم من أن اللاعب لم يصل إلى مرتبة النجوم وصنّف بأنه لاعب متوسط الأداء إلا أن ذلك الهدف جعله من المشاهير في تاريخ مباريات الغريمين. وبعد تلك المباراة اختفى اللاعب ولم يكن له الحضور اللافت لحين ابتعد عن كرة القدم.
- 2005
العلياني..
انطلاقة شاب لم تدم
دائما ما تكون مباريات الديربي فرصة للاعبين الصغار ليثبتوا مقدرتهم ويكتسبوا شهرة من الباب الواسع، فكل الأضواء مسلطة على الـ22 لاعباً.
من بين هؤلاء النجوم الصغار وليد العلياني، مهاجم فريق النصر، الذي صعد من الفئات السنية وسنحت له الفرصة للمشاركة أمام الهلال في موسم 2005، وكان يومها المخضرم محمد الدعيع يذود عن العرين الأزرق، ولكن هيبة الحارس العملاق لم تقلق المهاجم الشاب وتمكن من هز شباكه بعد أن تمكن من مراوغة دفاع الفريق الهلالي وسدد كرة قوية سكنت شباك الدعيع في المباراة التي انتهت بالتعادل 2ـ2.
بعد تلك المباراة رفع النصراويون العلياني فوق رؤوسهم ولكن سرعان ما سقط واختفى وابتعد عن حي العريجاء لينتهي به الحال في أندية ريفية، قبل أن يهجر كرة القدم، ولا يزال النصراويون يتذكرون هدفه.
- 1994
الحيائي..
زامر الهلال لا يطرب
من بين المهاجمين المميزين في صفوف فريق الهلال برز في منتصف التسعينيات يوسف الحيائي الذي سجل حضوراً لافتاً مع الفريق الأزرق وكان له صولات وجولات، وسجل حضوراً في مباريات الديربي من أشهرها تسجيله هدفاً في المباراة الشهيرة 4ـ4، ولكن بعد هذا الهدف بدأ نجم الحيائي يخفت شيئا فشيئا لحين تم إبعاده عن صفوف الفريق، وانتقل للعب مع فريق الرياض قبل أن يعلن اعتزاله نهائياً.
وعلى الرغم من الحضور وتسجيل الأهداف للحيائي إلا أن الجمهور الهلالي لم يكن مقتنعاً بما يقدمه.
- 2003
تراوري..
«الكعب» لم ينقذه
لم يقتصر الأمر على اللاعبين المحليين الذين وضعوا بصمتهم في تاريخ الديربي وغابوا بعدها، بل إن الأجانب كان لهم نصيب، فالكثير منهم سجل حضوراً وصنع تاريخاً وسرعان ما اختفى.
من بين هؤلاء اللاعبين يبرز العاجي كانديا تراوري، مهاجم فريق الهلال، الذي لعب في انطلاقة موسم 2003ـ2004، ولم يستمر أكثر من نصف موسم، كون الهلاليين غير مقتنعين بما قدمه، ولكن تراوري حضر في مباراة الديربي بعد أن سجل هدفاً بطريقة مميزة بـ”الكعب” في مرمى محمد شريفي، ويعد هدفه من الأهداف الجميلة في تاريخ مباريات الجارين.
وبعد تلك المباراة والاحتفاء بالهدف الذي سجله إلا أن الهلاليين ألغوا عقده خلال فترة الانتقالات الشتوية.