ليلة سوداء في البرنابيو
فقد ريال مدريد تاجه القاري بعدما حافظ على لقبه بطلاً لدوري أبطال أوروبا لأكثر من 1000 ليلة، حيث جاءت ليلة الخامس من مارس الجاري لتطوي كتاب الهيمنة القارية بعدما قرر نادي أياكس كتابة صفحة سوداء لن تُمسح من الذاكرة المدريدية، لتنتهي رحلة الريال مبكراً في الدور ثمن النهائي في وقت كان فيه ضيفاً دائماً في المربع الذهبي على أقل تقدير خلال المواسم الـ 8 الماضية.
وتعرّض ريال مدريد لأكبر هزيمة على أرضه في تاريخه الطويل والحافل في دوري الأبطال، ليفقد في غضون أسبوع واحد أمل المنافسة في 3 جبهات مختلفة، بعد خسارتيْن متتاليتيْن أمام غريمه الكاتالوني في مسابقتيْ الدوري والكأس.
عودة النحس
اعتمد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الدور ثمن النهائي في دوري الأبطال للمرة الأولى عام 2003، حيث شهدت البطولة قبل ذلك دوراً أولاً للمجموعات تلاه دوراً ثانياً يؤهل 8 أندية إلى ربع النهائي. وأخفق ريال مدريد في تجاوز الدور ثمن النهائي في 6 مواسم متتالية بين موسم 2004ـ2005 و2009ـ2010، فخرج على أيدي يوفنتوس وأرسنال وبايرن ميونيخ وروما وليفربول وليون على التوالي. وفتح الريال صفحة أخرى بعد ذلك، فنجح في تجاوز هذا الدور في المواسم الـ 8 الماضية، ووصل إلى الدور نصف النهائي في جميع هذه المواسم على أقل تقدير. وعاد نحس الماضي ليلاحق ريال مدريد بعد الخسارة القاسية أمام أياكس، ليودّع دوري الأبطال من الدور ثمن النهائي للمرة السابعة منذ اعتماد هذا الدور في موسم 2003ـ2004.
عقدة الأرض
حقق ريال مدريد فوزه الأخير على أرضه قبل أكثر من شهر عندما فاز على ألافيس بثلاثية في 3 فبراير الماضي، ليسقط بعد ذلك في فخ الخسارة أمام جميع ضيوفه. وخسر ريال مدريد أمام ضيفه جيرونا في الدوري الإسباني، قبل خسارتيْه أمام برشلونة في الكأس والليجا، ووصولاً إلى سقوطه المذل أمام أياكس في دوري الأبطال. ولم يسبق للريال أن مُني بـ 4 هزائم متتالية على أرضه منذ العام 2004 في عهد كارلوس كيروش المدرب البرتغالي. وارتفع العدد الإجمالي من الهزائم التي تعرّض لها ريال مدريد على أرضه في الموسم الجاري إلى 7 هزائم، حيث خسر أمام ليفانتي في أوكتوبر الماضي، وأمام سيسكا موسكو في ديسمبر الماضي، وأمام ريال سوسيداد مطلع العام الجاري، قبل هزائمه الـ 4 الأخيرة.
موسم للنسيان
فقد ريال مدريد آماله في الصعود إلى منصة أي من مسابقات الموسم الجاري في غضون أسبوع واحد، حيث ودّع المنافسة في كأس الملك بعد خسارته الثقيلة أمام برشلونة بثلاثية نظيفة في 27 فبراير الماضي، وخسر مجدداً أمام غريمه مطلع الشهر الجاري ليبتعد بفارق 12 نقطة عن الصدارة الكاتالونية، قبل أن يفقد لقبه الأوروبي الذي حافظ عليه لمدة 3 مواسم متتالية بعد سقوطه أمام أياكس. ووصل عدد الهزائم التي تعرّض لها الريال في الموسم الجاري إلى 14 هزيمة، وهو رقم يعادل جميع الهزائم التي مُني بها الفريق في الموسميْن الأخيرين مع زيدان.
هزيمة تاريخية
طبعت الهزيمة الثقيلة أمام أياكس نفسها في قائمة الهزائم الـ 10 الأكبر التي تعرّض لها ريال مدريد في تاريخه الحافل في دوري الأبطال، علماً أنها الهزيمة الوحيدة على ملعب سانتياجو برنابيو في هذه القائمة. وألحق نادي ميلان بريال مدريد الهزيمة الأكبر في هذه البطولة عندما اكتسحه بخماسية نظيفة في سان سيرو في إياب الدور نصف النهائي عام 1989. ولم يسبق لريال مدريد أن استقبل 4 أهداف في مباراة واحدة على أرضه في دوري الأبطال سوى في مناسبتيْن سابقتيْن فقط، حيث خسر أمام بايرن ميونيخ بنتيجة 2ـ4 في دور المجموعات عام 2000، وأمام شالكة بنتيجة 3ـ4 في إياب الدور ثمن النهائي عام 2015، قبل أن يُلحق به أياكس الهزيمة الأكبر على أرضه، علماً أنه سقط أمام سيسكا موسكو بثلاثية نظيفة في البرنابيو في دور المجموعات الموسم الجاري.