بيراميدز.. مارد حرك المياه الراكدة في الكرة المصرية
في أقل من عام، نجح نادي بيراميدز في وضع نفسه بين عمالقة الكرة المصرية، نظراً لما حققه من انتشار واسع، وما أفرزه من صدى حقيقي بالشارع الرياضي، وبالتأكيد نتاج ما وصل إليه من قفزات فنية على الصعيدين الفني والتسويقي، من خلال جلبه لمجموعة من أفضل اللاعبين، ونجاحه في التعاقد مع واحد من أشهر المدربين.
"بيراميدز مثل منتخب نجوم العالم"، هكذا قال فرج عامر رئيس سموحة عن خصمه المحلي المدعم بصفقات عالمية، بعد الخسارة أمامه بأربعة أهداف دون مقابل، منذ أيام.
وتدل هذه التصريحات على القيمة التي جلبها النادي الشاب للكرة المصرية، مع مدرب بقيمة رامون دياز، الذي وصفه المستشار تركي آل الشيخ، مالك الفريق، بالداهية.
ويلعب بيراميدز مع دياز بطريقة لاتينية، بعد فترة سابقة من التجارب مع أكثر من مدرب أجنبي ومحلي، ليضع رامون فريقه في الإطار الصحيح سريعاً، مع خطة لعب 4-1-3-2، بتواجد ارتكاز واحد بالخلف وأمامه صانع لعب، على يمينه ويساره ثنائي من الأجنحة، وفي الهجوم هناك ثنائي آخر من رأسي الحربة.
يضم النادي بين صفوفه عدد كبير من اللاعبين الدوليين، الذين سبقوا لهم قيادة منتخب مصر، على رأسهم عبد الله السعيد، ثاني أفضل لاعب مصري في حقبة المدرب السابق كوبر بعد نجم ليفربول محمد صلاح، بالإضافة للحارس أحمد الشناوي، والظهير الأيمن عمر جابر.
وإذا كان الفريق الشاب الذي تم شرائه في صيف 2018، وتحويل إسمه من "الأسيوطي" إلى بيراميدز"، قد شارك الأهلي والزمالك في الاستعانة بأفضل اللاعبين المحليين، فإنه بالمقابل تفوق على الجميع فيما يخص شراء المحترفين واستقطاب أسماء أجنبية، وصلت مصر لأول مرة.
مثل ماركوس كينو، البرازيلي القادم من صفوف بالميراس، ليضرب الرقم القياسي بالصيف كأغلى صفقة في تاريخ الدوي المصري، بـ 10 مليون دولار.
كذلك البوركيني إريك تراوي، كأعلى صفقة انتقال تمت داخل الدوري المحلي، مقابل 3 مليون دولار، بالإضافة لأسماء أخرى كالسوري عمر خريبين، المعار من الهلال.
ولم يكتف النادي الذي ولد كبيراً بهذه الصفقات، ليضم كريستنيان بينافنتي الذي سبق له اللعب في أكاديمية ريال مدريد، والإكوادوري جون سيفوينتس المعروف إعلامياً بالسفاح، لأهدافه الغزيرة في شباك المنافسين، وحصوله على لقب هداف الدوري في بلاده.
صنع بيراميدز خلطة مثالية، بقيادة مالك يدرك قيمة الاستثمار الرياضي ويرفع قيمته، ومدير فني عالمي في توظيف اللاعبين، رفقة نجوم محلية وعالمية من كل مكان، ليحقق انطلاقة صاروخية في فترة زمنية قصيرة، ويحرك المياه الراكدة داخل الكرة المصرية، لينعكس ذلك بالإيجاب على حجم المنافسة، وتحويلها من ثنائية القطب إلى ثلاثية وربما رباعية بالقادم.
ويتفاعل الشارع الرياضي المصري مع التجربة، مع وجود متاجر تبيع قمصان بيراميدز في شوارع القاهرة والإسكندرية، وزيادة عدد مشجعيه وفق ما تؤكده حسابات النادي الرسمية.