آدم.. رحلة طويلة في التنقل وهز الشباك
ترك آدم أحمد منزله في ولاية سكوتو النيجيرية قبل أكثر من 50 سنة، وهاجر بأوراق ثبوتية من دولة النيجر إلى المدينة المنورة، حيث استقر هناك وعمل في مكتب مختص باستقدام العمالة، وبعد فترة قصيرة تزوج ثانية من امرأة سودانية أنجبت له 9 أطفال.
رُزق آدم ومحاسن بطفلهما عبدالفتاح في رأس سنة 1995، في البداية كانت الزوجتين تتشاركان منزلاً كبيراً، ولكن مع وصول عدد الأطفال لـ«20 طفلا»، قرر الأب إسكان كل زوجة مع أبنائها في بيت منفصل وسط حي العنبرية الذي يبعد عن المسجد النبوي الشريف خمس دقائق بالسيارة.
تلقى عبدالفتاح علقة ساخنة من والده بسبب تفضيله كرة القدم في الملاعب الترابية على الدراسة بتحفيظ «مسجد صعيقر»، بيد أن الفتى الصغير ختم القرآن لاحقاً ونال شهادة الثانوية من الجامعة الإسلامية، بينما لم يكمل تعليمه بسبب لعب المباريات وارتباطه الوثيق مع فريق «الدوكالي» الذي يقوده المدرب المعروف عبد الوهاب الحربي.
قرر ابن المدينة مغادرة السعودية باتجاه الإمارات مطلع 2014، آنذاك دخل تدريبات أهلي دبي «تحت 21 عاما» بالتنسيق مع أحد معارفه، وقتها أعجب به المدرب ومسؤولي النادي الذين طلبوا عودته في الموسم الجديد، بينما تزامنت عوده مع القرار الحكومي الذي سمح بانضمام مواليد السعودية إلى أندية الدرجة الأولى.
لا يتقن عبد الفتاح قيادة السيارات، ولذلك طلب من صديقه إيصاله إلى مدينة حائل حتى يلتحق بتدريبات الطائي، وهناك اعترض طريقه مدرب الفريق مصطفى المصري الذي قال له: "لا أحتاج إلى مهاجمين"،بعدها سافر آدم إلى منطقة الأحساء وارتدى قميص الجيل لـ«3 سنوات» سجل خلالها 52 هدفا، ضمن رقم قياسي جديد بالنادي.
أعلن الحزم عن تعاقده مع آدم في صيف 2017، ومع تألقه داخل الملعب انهالت عليه عروضاً مغرية، اضطر معها رجالات الرسّ إلى بيع عقد مهاجمهم إلى جارهم القصيمي الكبير التعاون مقابل 3 ملايين ريال، ويعتبر عبدالفتاح محظوظاً خاصةً أمام الاتحاد حيث سجل في الشباك الصفراء 4 أهداف طوال مسيرته.
يشجّع صاحب الـ«23 عاما» فريق ميلان الإيطالي، ويميل لنادي الاتحاد، كما يعترف بإعجابه في المهاجم المعتزل ياسر القحطاني، فيما يقضي وقت فراغه في بريدة مع زملائه بالفريق مثل حسين شيعان وربيع سفياني ومحمد محسن، بينما يصف آدم مشاعره داخل الملعب بقوله: "كرة القدم متعة لا تستدعي الخوف".