تختلف طموحات البرتغاليين في هذا المونديال عما سبقه، وذلك بعد تحقيق المنتخب للبطولة الأولى في تاريخ بلادهم، هناك في نيس في فرنسا، حيث انتصر في نهائي اليورو 2016 ضد البلد المضيف، ليفاجئ الجميع بإنجاز غير متوقع، كبطل أوروبي جديد على قائمة المتوجين.

اعتاد سيلساو أوروبا دخول البطولات كحصان أسود، ولكن يدخل هذه المرة على هيئة كبير القارة الأوروبية، لذلك فإن الترشيحات التي تصب في مصلحتهم للوصول بعيدا، وحتى المنافسة على اللقب، تعتبر منطقية، لم ينتظر المنتخب البرتغالي طويلا، حتى أثبت صحة هذه النظرية، حين أجبر أحد كبار المرشحين للبطولة المنتخب الإسباني على الاكتفاء بنقطة وحيدة، في منافسات الجولة الأولى من المجموعة الثانية، في ليلة ساحرة عاشها نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو، ختم فيها على "هاتريك".

يلعب أبناء فيرناندو سانتوس بطريقة متحفظة، تعتمد على التحولات السريعة، مع التحكم في نسق المباريات دفاعيا، ويسمح هذا الأسلوب بالتغطية على نقطة ضعف الفريق الأبرز، المتمثلة في معدل أعمار قلبي دفاعه بيبي (35 عامًا)، وخوسيه فونتي (34عامًا)، لذلك لن يكون هذا الأسلوب سهلا على المنافسين.

وأظهرت الجولة الأولى نقاط ضعف واضحة لجميع المرشحين، فقد عانت إسبانيا من إقالة مدربها قبل المونديال بيوم واحد، ليتسبب في عدم استقرار واضح للاروخا، وسقطت ألمانيا ضد المكسيك، بسبب وفاء لوف لما تبقى من المجموعة الحاصلة على مونديال2014، رغم أهمية الاعتماد على مجموعة أكثر شبابًا، واستحقاقًا، وانتزعت سويسرا نقطة من المنتخب البرازيلي، في تكرار لما فعله الآيسلنديون مع المنتخب الأرجنتيني، وانتصرت كل من فرنسا وإنجلترا بدون إقناع، وبعد عناء كبير، ضد كل من المنتخب الإسترالي والتونسي على الترتيب، ليتضح أن حسابات اللقب العالمي ليست محسومة، وأن هناك عوامل آخرى ستتحكم في اسم بطل هذه النسخة غير الترشيحات.