يعلق العربي حاليًّا وكأنه في الخمسينيات من القرن الماضي. يسترسل ويملأ الشاشة بعباراته التي لا تنتهي، ومستفردًا بالمايكروفون، جاعلًا حنجرته تلتهب، حتى لو كانت المباراة غير ملتهبة. يقترن الاسترسال وعدم الصمت بتعليق الراديو مع ظهوره، ذلك لأن المستمع لا يرى، ويحتاج لكل تفصيل وكأنه يشاهد، كما أن المعلق يقوم بدور هندسي للمذياع، لأن صمته يوحي بانقطاع البث، فيصف ويصف كي يبلغنا أن محطته بخير. هذا الأمر ليس سيئًا، لكنه ليس تلفزيونيًّا، لأن الصورة المتحركة تنمطت حتى في الكتابة، وابتكر لها المهنيون مفهوم الكتابة للصورة، ومن المفيد الأخذ بمقتضيات الوسيلة، والتعامل مع المباراة على أنه عمل صحافي وخبر عاجل.
وسيلة التلفزيون تطورت، وصارت جزءًا من عالم متعدد الوسائط، كما أنها تمتاز بالآنية والقدرة على اختزال الكلمات. بات من الضروري العمل بمبدأ الفورية في التعليق الرياضي، باعتبار المعلق صحافيًّا وعضوًا في فريق التغطية المكلف بالمباراة، فهو شقيق المراسل ورديف المحللين الاثنين الفني والتحكيمي، وكلهم لتغطية المباراة في لحظتها لا في برامجها المسائية. يقوم المحلل المتمكن من التلوين الصوتي بتحليل الحدث لعبة بلعبة أو حالة بحالة، متبادلين المايك مع شريكهما المعلق، وأعينهم على ما نراه في الشاشة لا من يرونه في الملعب، تاركين ما يجري بعيدًا عن الكاميرا للمراسل الذي ينخرط معهم ليأتي بالخبر العاجل، فيشركونه على الهواء في فترة خفوت الإثارة، ليبلغ المشاهدين بما لا تراه الكاميرا، كتبديل محتمل، أو حالة لاعب خرج مصابًا، أو اقتحام مشاغب للملعب. بهذا تتعدد مهارات المعلق ليكون مقدم برامج ومحاورًا ومذيع ربط مع الاحتفاظ بأصوله معلقًا رياضيًّا. في صحافة التلفزيون مفهوم الصحافي الشامل الذي يصور ويحرر ويكتب ويسجل صوته ويقف أمام الكاميرا، وبالمثل المعلق يحتاج لتجديد نفسه وتنويع مهامه بمعاونة جريئة من محطته.
تقع القنوات في خدعة تفاعلية المنصات، فهذا لا يجب أن يكون معيارًا مهنيًّا لتقييم المعلقين، فلا أحد يعرف كيف تدار التفضيلات، ولا نستطيع التثبت من مصداقية الإعجاب بصوت ما. من المخجل أن يكون طموح معلق مغازلة لاعب طمعًا في جمهوره، أو أن يحمل «برومو» القناة صوته. كل هذا لا يعني حرمان صاحب المهنة من الحضور في المنصات، بل بحوكمة تقييمه، ومنها التمكن من المهام المتعددة.
مقتضى كل ذلك أن تبادر المحطات بتجديد أسلوبها، لا حاجة لانتظار قنوات أجنبية تفعلها، في الوقت نفسه، نحتاج من الزملاء المعلقين للإيثار، فالمايك ليس لهم وحدهم، ولا حاجة للتمسك بأسلوب الخمسينيات، فالعصرنة مطلب ومقاومتها لا نفهم منها سوى شهوة الحديث، فالحدث المباراة وليس أنت.
وسيلة التلفزيون تطورت، وصارت جزءًا من عالم متعدد الوسائط، كما أنها تمتاز بالآنية والقدرة على اختزال الكلمات. بات من الضروري العمل بمبدأ الفورية في التعليق الرياضي، باعتبار المعلق صحافيًّا وعضوًا في فريق التغطية المكلف بالمباراة، فهو شقيق المراسل ورديف المحللين الاثنين الفني والتحكيمي، وكلهم لتغطية المباراة في لحظتها لا في برامجها المسائية. يقوم المحلل المتمكن من التلوين الصوتي بتحليل الحدث لعبة بلعبة أو حالة بحالة، متبادلين المايك مع شريكهما المعلق، وأعينهم على ما نراه في الشاشة لا من يرونه في الملعب، تاركين ما يجري بعيدًا عن الكاميرا للمراسل الذي ينخرط معهم ليأتي بالخبر العاجل، فيشركونه على الهواء في فترة خفوت الإثارة، ليبلغ المشاهدين بما لا تراه الكاميرا، كتبديل محتمل، أو حالة لاعب خرج مصابًا، أو اقتحام مشاغب للملعب. بهذا تتعدد مهارات المعلق ليكون مقدم برامج ومحاورًا ومذيع ربط مع الاحتفاظ بأصوله معلقًا رياضيًّا. في صحافة التلفزيون مفهوم الصحافي الشامل الذي يصور ويحرر ويكتب ويسجل صوته ويقف أمام الكاميرا، وبالمثل المعلق يحتاج لتجديد نفسه وتنويع مهامه بمعاونة جريئة من محطته.
تقع القنوات في خدعة تفاعلية المنصات، فهذا لا يجب أن يكون معيارًا مهنيًّا لتقييم المعلقين، فلا أحد يعرف كيف تدار التفضيلات، ولا نستطيع التثبت من مصداقية الإعجاب بصوت ما. من المخجل أن يكون طموح معلق مغازلة لاعب طمعًا في جمهوره، أو أن يحمل «برومو» القناة صوته. كل هذا لا يعني حرمان صاحب المهنة من الحضور في المنصات، بل بحوكمة تقييمه، ومنها التمكن من المهام المتعددة.
مقتضى كل ذلك أن تبادر المحطات بتجديد أسلوبها، لا حاجة لانتظار قنوات أجنبية تفعلها، في الوقت نفسه، نحتاج من الزملاء المعلقين للإيثار، فالمايك ليس لهم وحدهم، ولا حاجة للتمسك بأسلوب الخمسينيات، فالعصرنة مطلب ومقاومتها لا نفهم منها سوى شهوة الحديث، فالحدث المباراة وليس أنت.