زوما.. القطة قلبت حياته.. ومورينيو وصفه بـ «القمامة»
لا ينسى الفرنسي كورت زوما، مدافع فريق العروبة الأول لكرة القدم، المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، إذ ينسب له اللاعبُ الدولي الفضلَ في تطوُّر مستواه الفني حتى بات أحد أشهر المدافعين بعد أن شبَّهه «سبيشل وان» في إحدى المباريات بـ «القمامة» في الملعب.
في 27 أكتوبر 1994، وُلِدَ كورت في مدينة ليون الفرنسية لوالدين من أصولٍ، تنتمي إلى جمهورية إفريقيا الوسطى.
وخلال فترة طفولته، عاش الفرنسي في بيئةٍ مملوءةٍ بالنشاطات والأجواء العائلية، ولطالما كان يجتمع مع أفراد عائلته لممارسة الرياضة واللعب، ما ساعده في تنمية مهاراته الاجتماعية والرياضية. هذه البدايات المتواضعة شكَّلت الأساس لشخصيته القوية، والإرادة الصلبة التي يمتلكها اليوم.
ودائمًا ما كان كورت يحلم بالوصول إلى القمة في عالم كرة القدم، وهو الحلم الذي أصبح حقيقةً بعد أعوامٍ من العمل الشاق والتفاني.
نشأ زوما في عائلةٍ كبيرةٍ محاطًا بأشقائه وإخوته، وأظهر حبًّا كبيرًا لكرة القدم، وبدأ بممارسة اللعبة في النوادي المحلية، واجتهد لتحقيق النجاح، ما قاده لاحقًا إلى الانضمام إلى أكاديمية نادي سانت إتيان، التي تدرَّج فيها حتى بلغ الفريق الأول.
عام 2014، لفت كورت انتباه المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو، الذي كان حينها مدربًا لتشيلسي، فطالب الإدارة بالتعاقد مع الشاب الصغير القادم من أحياء ليون الفقيرة.
يصف زوما تجربته مع مورينيو بقوله: «مورينيو هو الذي فتح أمامي أبواب إنجلترا. لقد كنت في الـ 19 من عمري عندما وصلت إلى هنا. كنت صغيرًا، وقد ساعدني كثيرًا. لقد جعلني ألعب عددًا كثيفًا من المباريات الكبيرة حتى أجني الخبرة، وكذلك الثقة. إنه الرجل الذي جعلني أرى ما هي طبيعة الكرة في إنجلترا. إنه مدربٌ يكره الهزيمة، وقد علَّمني أن أكره الهزيمة أيضًا. بفضله ازدهرت مسيرتي في تشيلسي. لقد علَّمني الكثير، ومنحني أشياءَ أكثر. أنا دائمًا أُدين له بالفضل».
ويتابع اللاعب، متطرِّقًا إلى حادثته الشهيرة مع مورينيو حين وصفه بالقمامة في الملعب: «في إحدى المباريات التي خسرها تشيلسي بثلاثة أهدافٍ لهدفٍ واحدٍ تحت قيادة مورينيو، طلبني المدرب لأذهب إليه في مكتبه صباح اليوم التالي. سألني هل أنا على ما يرامٍ؟ فقلت له: إنني بخيرٍ. فأعاد السؤال مرةً أخرى ليتأكد، فأجبته بالإجابة نفسها بأنني على ما يرامٍ. وقتها صدمني مورينيو، وأخبرني أنني كنت مثل القمامة في مباراة هذا الأسبوع، لكنَّ حديثه هذا، مع أنه كان صادمًا، جعلني أرغب في الرد عليه في الملعب»
ويردف: «أتذكَّر أن ذلك آلمني كثيرًا، لكنه أثَّر في مسيرتي في هذا الوقت حيث أردت أن أريه أن في استطاعتي الرد، وأنني لست كما يراني».
ويكمل اللاعب: «إنه شخصٌ يحب الانتصار دائمًا. يستخدم كل الأدوات الممكنة في سبيل تحقيقه، ولا أتفق مع مَن يدَّعون عدمَ استخدامه اللاعبين الشباب على الرغم من جاهزيتهم».
وفي تشيلسي، فاز زوما بعديدٍ من الألقاب، بما في ذلك الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا، على الرغم من إعارته في مواسمَ مختلفةٍ إلى ستوك سيتي، وإيفرتون، قبل أن ينتقل لاحقًا إلى وست هام، ومنه إلى العروبة في السعودية.
وفي فبراير 2022، أثار المدافع الفرنسي الجدل في إنجلترا عندما نشرت صحيفة «ذا صن» البريطانية مقاطع فيديو، يظهر فيها زوما وهو يعتدي على قطته، وكان شقيقه يوان يصوِّر المشهد، وينشره على سناب شات! ما أثار ضجةً إعلاميةً واسعةً.
في الفيديو، كان ابن زوما يحمل القطة بين يديه قبل أن يضرب والده الحيوان، وقد كشفت تقاريرُ عن أن سبب غضب زوما، كان كسر القطة مزهريةً، وإتلاف وحدة إضاءةٍ في المطبخ.
وتسبَّب هذا الحدث في تضرُّرٍ كبيرٍ لصورة زوما، خاصَّةً أنه كان أحد سفراء صندوق الوقف الخيري الفرنسي للبذور الذي يدعم جمعياتٍ خيريةً، من بينها تلك التي تساعد القطط المعتدى عليها. اعتذر زوما عن فعلته بشكلٍ علني، وأعرب عن أسفه العميق لتصرفاته، كما أدان نادي وست هام يونايتد تصرفات لاعبه.
وفي ليون، أغرم زوما بزوجته الحالية ساندرا، التي رافقته في جميع المحطات التي مر بها، ويعيش برفقتها حياةً سعيدةً، وهما معروفان بتواضعهما وحبهما للعمل الخيري، وعلى الرغم من شهرتهما الكبيرة إلا أنهما يحرصان على الحفاظ على حياتهما الخاصة بعيدًا عن الأضواء.
وفي مجال العمل الخيري، يشارك زوما وزوجته في عديدٍ من المبادرات لدعم الصحة والتعليم والبيئة. هذا الجانب الإنساني يضيف بُعدًا جديدًا لشخصيته، ما يجعله، إضافةً إلى كونه لاعبًا بارعًا، إنسانًا ذا تأثيرٍ إيجابي في المجتمع.
كذلك يُعرف كورت بحبه الكبير لـ «ون بيس» فمنذ طفولته، وهو يستمتع بمشاهدة مسلسل الأنمي الذي يدور حول مغامرات القراصنة بقيادة «لوفي». تأثير «ون بيس» في حياته كان كبيرًا حيث وجد فيه مصدر إلهامٍ، وشخصياتٍ يتطلَّع إليها.
ويرى زوما في «ون بيس» وسيلةً للترفيه بالنسبة له، ومصدرًا للتعلُّم والتطوير الشخصي أيضًا، إذ يتعلَّم منه الصمود، والتحلي بالإرادة القوية لتحقيق أحلامه.
وفي الجوف، المدينة الصغيرة شمال السعودية، يعيش زوما مسيرةً جديدةً برفقة ناديه العروبة، ويسعى إلى قيادته لمقارعة عمالقة «روشن»، والبقاء في دوري الكبار بعد صعوده الموسم الماضي.