الذكاء الاصطناعي منحاز للدول التي يعود لها الصنّاع، ويتضح انحيازه بمجرد توجيه بعض الأسئلة واستقبال ردوده عليها. سألته بالعربية ما هي الأخبار؟ وكنت أقصد أخبار العالم، فأجابني إنني أستطيع معرفتها من خلال قنوات عربية كتب أسماءها، وقدم لها وصفًا معقولًا، وعندما ذكر اسم قناة أجنبية لديها قناة موجهة للجمهور العربي قال إنها تنشر الأخبار بصدق وحيادية وهذا ما لم يقله عن بقية القنوات التي ذكرها، مع أن أصغر قارئ ومشاهد يعلم أنها غير محايدة، وهذا أمر عادي، لكنه سوّق لها الحياد. عندما سألته لماذا افترضت أنها قناة حيادية؟ راح يبرر دون منطقية، ثم عندما سألته عن أشياء في تبريره اعتذر وقال الحيادية أمر مستحيل. السؤال الثاني الذي وجهته له كان: ما اسم الصحيفة الورقية الأكثر توزيعًا في العالم؟ ذكر اسم صحيفة أمريكية وصحيفتين بريطانيتين دون أن يذكر أرقام التوزيع، وعندما سألته وماذا عن الهند والصين الأكثر سكانًا بأضعاف من بلدان الصحف التي ذكرتها؟ اعتذر مني قائلًا نعم لا بد أن تكون لديهم صحف ورقية ذات توزيع كبير، لكن لا مصادر لأرقام التوزيع. الذكاء الاصطناعي موّجه توجيه مدروس، ويعمل على نشر معلومات وأفكار محددة، ويحصل على أغلب بياناته من المصادر التي يحددها له صانعوه، وهو وإن كان يقدم خدمات فنية مثل الرسم والحساب والاستشارات ومجالات أخرى كثيرة، إلا أنه ليس حياديًا وليس بريئًا أبدًا. لا أعرف متى يأتي الوقت الذي يكون لدينا ذكاؤنا الاصطناعي، وتطبيقاتنا التي توازي تويتر وفيسبوك وتيك توك وإنستجرام، آمل ألّا يطول علينا الوقت، وإن بدى أننا لسنا بحاجة ملحة لكل ذلك فلأننا ولله الحمد لا نعيش أزمات، لكن الأزمات واقع حياة وحينها سنكون بأشد الحاجة لما ذكرت. كل ما نستقبله من ذكاء اصطناعي مجاني وتطبيقات هي مشاريع تجارية وإعلامية، ومن الأفضل لو أننا استثمرنا في مشاريع تشبهها ونملكها ملكية كاملة، الصين مثال واضح على ذلك، لديها تطبيقاتها وذكاؤها الاصطناعي، بل وذهبت أبعد من ذلك عندما منعت بعض التطبيقات غير الصينية الوجود في الصين.
ألبرت أنيشتاين: لا يصبح الرجل عجوزًا إلا عندما يحل الندم مكان الأحلام في حياته.
ألبرت أنيشتاين: لا يصبح الرجل عجوزًا إلا عندما يحل الندم مكان الأحلام في حياته.