زكي: الزمالك تحدى استفزازهم.. وانتصر
أحد أساطير الهجوم في الكرة المصرية، سطع اسمه منذ بداياته، وواصل التألق عندما انضم لفريق الزمالك الأول لكرة القدم.. سطّر تاريخًا دوليًا بأحرف من ذهب عبر تحقيق بطولتي أمم إفريقيا 2006 و2008 برفقة منتخب بلاده، وشق طريقه بعدهما إلى الدوري الإنجليزي، وهناك أسقط الكبار مع فريقه ويجان أثليتك بأهداف لا تنسى، وصل عددها، بعد مرور ثماني جولات فقط، إلى سبعة، منها اثنان أمام ليفربول، أحدهما بطريقة أكروباتية مذهلة، مُجسدًا ذروة الحلم الذي راود الكثيرين من شباب مصر في ذلك الوقت، وجعلهم يتقافزون فرحًا بنجاح ابن جلدتهم في «البريمييرليج».. عمرو زكي اختفى لأعوام عدّة، ويعود من جديد عبر حوار مطوَّل مع «الرياضية» للحديث عن سبب غيابه الطويل وآخر تطورات حالته الصحية، وتتويج الزمالك بالسوبر الإفريقي، واستضافة السعودية للبطولة، وتوقعاته لكأس العالم 2034 على أراضيها، وكذلك تحليله لظاهرة اختفاء المهاجم العصري في مصر، وأمور أخرى متنوعة.
1- بداية، طمئن جماهير الكرة المصرية.. أين أنت؟
موجود، لكن بعيد تمامًا عن الإعلام خلال الفترة الماضية، ومررت برحلة علاج خارجية خضعت فيها إلى ثلاث عمليات، وعدت إلى مصر منتصف أغسطس الماضي، مع ذلك أنا متابع جيد لكل أحداث الزمالك، لأنني لن أنسى فضل النادي وجماهيره الكبيرة، التي لها الحق في الغضب مني لعدم ظهوري، لكن الظروف هي من أبعدتني.
2- لطالما تحدثت عن الظروف.. نريد تفسيرًا؟
الجميع يعلم مدى حبي وتقديري لكيان وقلعة الزمالك الكبيرة، وعُرض عليَّ العمل داخل النادي في فترة مرتضى منصور، رئيسه السابق، من خلال تولي منصب نائب رئيس قطاع الناشئين، وقبلت لأنني أحب هذا النادي، وكنت أريد منحه كل طاقتي وجهدي وخبراتي، لكنني تعرضت بعد ذلك لإصابة أبعدتني عن العمل.
3- وماذا عن حالتك الصحية بعد الحادث الأليم؟
الحمد لله الحال أصبحت أفضل بكثير. كان لدي بعض المشاكل في منطقة الظهر، لكن الآن صرت أفضل، لأنَّ الحادث كان صعبًا للغاية، وأنفقت بسببه تسعة ملايين جنيه، وجعلني أمكث داخل المنزل في إحدى الفترات ستة أشهر.
4- ننتقل معك للحديث عن السوبر الإفريقي.. كيف رأيت تنظيمه في السعودية؟
أفضل شيء تنظيم هذا الحدث الكبير في السعودية، لأنها أصبحت مسرحًا لنجاح أي بطولة، ورأينا من قبل تفوقها الباهر في تنظيم السوبرين الإسباني والإيطالي، وهذا يجعل جميع الاتحادات الدولية، الكروية وغير الكروية، تتوجّه إلى السعودية لإنجاح مسابقاتها، ولأنهم يعلمون قدرات هذا البلد جيدًا.
5- ما توقعاتك لنسخة كأس العالم 2034 في السعودية؟
من وجهة نظري، السعودية ستنظم أفضل مونديال عبر التاريخ، لأنَّ لديها كافة المقومات لذلك، وأستطيع القول إنها تستطيع الاستضافة حتى قبل هذا الموعد، بسبب وجود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، صاحب رؤية 2030، الرجل الملهم الذي نجح في جعل بلاده متقدمة في جميع الاستثمارات، سواء كانت الرياضية أو غيرها.
6- كيف ترى تأثير المستشار تركي آل الشيخ في القطاع الرياضي داخل السعودية؟
المستشار تركي له مساهماته الكبيرة في إنجاح أي محفل رياضي، وجلب أحداثًا رياضية كبيرة للسعودية وضعتها في مصاف الدول عالميًا على هذا الصعيد حاليًا، وتأثيره أيضًا امتدّ للكرة المصرية عندما أنشأ فريق بيراميدز الذي أثرى المنافسة والمتعة في الدوري، وتوّج أخيرًا بالكأس، والاستثمار السعودي والعربي مؤثر جدًا في الرياضة العالمية، ونرى الآن نادي نيوكاسل يونايتد التابع لصندوق الاستثمارات، وشيفيلد يونايتد المملوك للأمير عبد الله بن مساعد، والاستحواذ الإماراتي على مانشستر سيتي، والقطري على باريس سان جيرمان.
7- من الصعب التحاور معك، وألا نحدثك عن قلة عدد المهاجمين في مصر.. ما السبب برأيك؟
هذه المعاناة بدأت منذ 10 أعوام، وكان آخر المهاجمين الحقيقيين عماد متعب مع الأهلي، وستظل الظاهرة مستمرة طالما لم تُتَّخذ خطوات العلاج مثل الاهتمام بقاعدة الناشئين، وإحضار المدربين المتخصّصين من أجل إعداد مهاجم يستطيع قيادة الخط الأمامي للأهلي والزمالك ومنتخب مصر، وأقول لكل مهاجم: لا بدّ من تغيير الفكر الخاص بك عندما تنتقل إلى القطبين، فوقتها عليك وضع خطة لكي تصبح الرقم واحد في مكانك، وأن يكون كل هدفك العمل فقط ولا شيء آخر، لأنَّ الوضع سيتغير، وستخوض بطولات أكبر ومباريات أكثر.
8- ننتقل لتتويج الزمالك بلقب السوبر الإفريقي.. كيف رأيت ذلك؟
لقب ذهب لمن استحقه واجتهد ولم يتعال خلال المباراة وقبلها، فالأحاديث السابقة للقاء قللت من الفريق الأبيض، وأصابت لاعبي الأهلي بالثقة الزائدة والغرور، بينما منحت منافسيهم حافزًا وبثت فيهم الحماسة لخوض البطولة كأنها مباراة لاسترداد كرامة، وهو ما حدث بالفعل.. الزمالك كان مشحونًا بشكل غير عادي، وهذا الأمر قاده إلى التتويج، لكن أقول للاعبيه: ليس من الضرورى استفزازكم والتقليل منكم حتى تتشبّعوا بهذه الروح، فلا بد أن يكون التتويج هو الطبيعي بالنسبة لكم، وتقاتلوا في كل الأوقات لتحقيق الألقاب.
9- هل كنت تتوقع تتويج الزمالك؟
المعطيات المسبقة لم تكن في مصلحة الزمالك، لذا هذا الفوز غير المتوقع طعمه حلو، والعكس بالنسبة للأهلي، فخسارته غير المنتظرة أيضًا مؤلمة جدًا، لأنهم كانوا واثقين، وهذا الخطأ الكبير الذي لا ينبغي الوقوع فيه قبل أي مباراة.
10- ماذا ميَّز الزمالك عن الأهلي في المباراة؟
بكل تأكيد الاستفزاز الذي تعرض له الزمالك قبل المباراة من بعض اللاعبين القدامى، وتقليلهم من شأن الفريق أشعل حماس اللاعبين، علاوة على القتالية والعزيمة والإصرار داخل الملعب، وهذا كله شكّل علامة فارقة في المواجهة، وجعل الفوز من نصيبهم لأنهم خاضوا اللقاء بشعار «يا أنا، يا كرامتي».
11- كيف رأيت هذا التقليل من شأن الزمالك قبل اللقاء؟
لا بد لنا من مراجعة أنفسنا، فالتحدث بهذه الطريقة عن الأندية الكبيرة شيء غير جيد، وعلى سبيل المثال: أنا أحترم الأهلي وجماهيره جدًا، ولم أقلل منه طيلة مسيرتي، وكذلك بعد الاعتزال، ولن يحدث ذلك مني مستقبلًا، وأعلم جيدًا احترام هذا النادي وجماهيره لعمرو زكي، وهذا المطلوب من اللاعبين القدامى، احترام الكيانات وألا ينساقوا إلى أفعال غير مقبولة.
12- بم تصف دور شيكابالا رغم عدم خوضه المباراة؟
دور شيكابالا كبير جدًا مع اللاعبين على الرغم من عدم المشاركة، وهو مساهم بنسبة كبيرة فيما حدث ليلة 27 بعد تعرض زملائه للاستفزاز، فقد نقل لهم ضرورة استرداد كرامتهم داخل الملعب، والرد على ذلك بالتتويج، وأعلم جيدًا بأن اللاعبين يحترمونه ويقدرونه، لذا فالحالة التي زرعها داخل الفريق برفقة زيزو، وعمر جابر، وعبد الله السعيد، مهّدت الطريق لتتويج الزمالك بلقب غالٍ جدًا وفي توقيت مهم.
13- هل التهديد بالانسحاب كان له دور مؤثر في المباراة؟
بكل تأكيد، لكن الزمالك لم يكن يريد الانسحاب، شيكابالا والجهازان الفني والإداري أرادوا تجميع اللاعبين لتوجيه النصحية لهم بعدم التوتر، وإبلاغهم بأن البطولة لا تزال في الملعب، والدليل حديث مدرب الحراس مع عواد بعد مغادرته لمنحه توجيهات للتصدي إلى ركلة جزاء وسام أبو علي.
14- الحديث معك يجعلنا نتطرق لاستطلاع رأيك في ناصر منسي وهدفه التاريخي.. ماذا تقول عنه؟
ما فعله ناصر أثناء التسجيل يحاكي تصرف اللاعبين الأوروبيين، بعدما توقع خطأ الخصم، وسبقه إلى القائم القريب، وحوّل الكرة بلمسة واحدة إلى المرمى، وبهذا الهدف كشف عن امتلاكه الكثير ليقدمه مع نادي الزمالك، وهو بلا شك يعلم حاليًا أن الجماهير ستعوِّل عليه كثيرًا خلال الفترة المقبلة، وقد يتسبب هذا الهدف في جعله المهاجم الأول للفريق، وسيشكّل ثنائية خطيرة مع التونسي سيف الدين الجزيري.
15- هل عثر الزمالك على ضالته في مدربه جوميز؟
المدرب نجح في تحقيق بطولتين قاريتين خلال موسم واحد، وهذا لم يحدث منذ عام 2020، وبجانب كل هذا يقدم شكلًا جيدًا للفريق، وتفوَّق على مدرب الغريم التقليدي على صعيد المواجهات المباشرة بانتصارين في الدوري والسوبر الإفريقي.. وأقول: وفِّر له الإمكانات، والمناخ الصحي، ولا تؤخر مستحقات اللاعبين، وانتظر منه نتائج جيدة، وهذا ما ينقص أي مدرب، المناخ الصحي للعمل، وبعد ذلك تتم محاسبته.
16- رسالة أخيرة لمن تقدّمها؟
أحب توجيه الشكر للسعودية على صنعها حراكًا هائلًا في مجال الاستثمار الرياضي على مستوى العالم، واستضافتها الأحداث الكبيرة بتنظيم رائع، وأتمنى لها مزيدًا من النجاحات والإنجازات في جميع المجالات.