بيريرا.. ابن الطبيبة.. عاشق السمك.. ورجل الحسناء السويدية
في أحد الأحياء الشعبية بمدينة بيساو، عاصمة غينيا بيساو، لم يتخيل الطفل الصغير، الذي كان يلعب بكرة مصنوعة من القماش، أن يحصل يومًا على وسام الفارس في بلد أوروبي، بعد أن أسهم في تحقيقه أول بطولة قارية بتاريخه، وهو الذي نشأ وترعرع في بلد إفريقي فقير قادته الصدف إلى الهجرة مع والدته الطبيبة إلى البرتغال، هذا الطفل هو دانيلو بيريرا، مدافع فريق الاتحاد الأول لكرة القدم الجديد.
في 9 سبتمبر من العام 1991 أنجب الزوجان هيليو وكوننا دجانا ابنهم البكر دانييلو، الذي لم يعرف الكثير عن والده، بعد أن غادر المنزل خلال أعوام طفولته الأولى وتولت والدته رعايته والاعتناء به حتى غادرت إلى البرتغال لمواصلة دراستها الطبية، ومن ثم قررت العودة إلى غينيا من أجل أطفالها الذين رافقوها لاحقًا إلى البلد الأوروبي.
يقول بيريرا عن طفولته «عشت فقط مع والدتي، كانت ممرضة. لقد عملت كثيرًا وكنت أبقى وحدي، أذهب إلى المدرسة وألعب كرة القدم، وأكون مع أصدقائي. كانت هناك بعض الأيام الصعبة، لكنها كانت جيدة أيضًا، لأنني كنت مجرد طفل لديه الكثير من الأحلام».
خلال طفولته الأولى عشق دانييلو ستيفن جيرارد أسطورة ليفربول ومدرب الاتفاق الحالي، وكان يحلم بالسير على خطاه وتقليده في اللعب إلى أن قررت والدته تسجيله في أكاديميات صغيرة حتى برزت موهبته سريعًا، وسرعان ما انتقل إلى أكاديمية بنفيكا الشهيرة، التي صقلت موهبته وعلمته أسس اللعبة، لكنه لم يحظ بفرصة كبيرة للعب مع الفريق الأول.
انتقل بعدها إلى نادي ماريتيمو، حيث بدأ يثبت نفسه لاعبًا موهوبًا وقادرًا على التألق في الدوري البرتغالي. أظهر بيريرا قدرة كبيرة على التحكم في وسط الملعب، وتوزيع الكرات بدقة، وصناعة الألعاب الهجومية. هذه المهارات جعلت منه هدفًا للعديد من الأندية الأوروبية الكبرى.
في عام 2015، انتقل دانيلو إلى نادي بورتو، حيث حقق نجاحًا كبيرًا. أسهم في فوز الفريق بالعديد من الألقاب المحلية، وأصبح أحد أهم لاعبي الفريق. في بورتو، طور بيريرا من أدائه، وأصبح لاعبًا أكثر اكتمالًا، قادرًا على اللعب في مختلف مراكز خط الوسط.
أداء دانيلو الرائع مع بورتو لفت أنظار أندية أكبر، وفي عام 2020، انتقل إلى باريس سان جيرمان الفرنسي. في باريس، استمر بيريرا في تقديم أداء مميز، وأسهم في فوز الفريق بالعديد من الألقاب.
يتميز دانيلو بيريرا بأسلوب لعب مميز يجمع بين القوة البدنية والمهارة الفنية. فهو لاعب طويل القامة وقوي بدنيًا، ما يجعله قادرًا على الفوز بالكرات الثابتة والمنافسة مع أقوى اللاعبين. وفي الوقت نفسه، يتمتع بمهارة عالية في التمرير والمراوغة، ما يجعله قادرًا على صناعة الفرص لزملائه.
لم يقتصر تألق دانيلو على الأندية التي لعب لها، بل امتد إلى المنتخب البرتغالي، الذي مثله في العديد من البطولات، وكان ضمن قائمة منتخب البرتغال المتوجة بلقب كأس الأمم الأوروبية 2016، كما حقق مع منتخب بلاده لقب بطولة دوري الأمم الأوروبية 2019، ولعب ببطولة كأس القارات عام 2017، التي نال فيها منتخبه المركز الثالث، ونال على إثره برفقة زملائه وسام الفارس في البرتغال.
يعشق صاحب القامة الفارعة أكل السمك، الذي تبرع في تحضيره جيسيكا ويدنبي، الحسناء السويدية، التي خطفت قلب الفتى الأسمر خلال فترة احترافه القصيرة في إيطاليا، وجعلته يقع في غرامها حتى أنجبت ثلاثة أطفال، ويقرر الزواج منها 2019.
لا تعمل زوجة بيريرا في أي مجال، وتقضي معهم معظم وقتها في المنزل، حيث تعتني بالأعمال المنزلية، وتدير جميع الخدمات، وبفضل طبيعتها الحنونة، وشخصيتها المتعاطفة، فقد برعت ربة منزل.
لا تحب والدة بيريرا مشاهدة المباريات، التي يشارك فيها ابنها بسبب الضغط العصبي، الذي يرافقها، ولم يسبق لها مشاهدة أي مباراة مباشرة للولد منذ بدأ مسيرته الاحترافية، يقول دانييلو عن ذلك: «والدتي لم ترني ألعب على الهواء مباشرة منذ أن أصبحت لاعب كرة قدم محترفًا، بسبب عصبيتها وانفعالاتها الدائمة، لكنها وعدتني في حال وصول البرتغال إلى نهائي بطولة أوروبا 2016 أن تحضر إلى باريس لمشاهدة النهائي، وبالفعل أوفت بوعدها وحضرت النهائي، وتوجنا بالكأس الأول في تاريخنا».
يقضي بيريرا أوقات فراغه في القراءة بجانب مشاهدة مسلسلات الإنمي، التي كان يعشق خلالها سلسلة دراجون بول اليابانية الشهيرة.
يقول بيريرا إن الطقس المفضل لديه للعب كرة القدم هو عندما يكون الجو ممطرًا قليلًا، بينما ينزلق على أرض الملعب، ولكن في جدة المدينة الساحلية قليلة الأمطار يندر أن يصادف طقسه المفضل، وعليه أن يدافع عن فريقه في مواجهة نخبة نجوم روشن، يتقدمهم قائده وصديقه الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو.