هويدت.. خليفة فان دايك الذي سقط من الحافلة
«لا أحبك ولا أريدك»، بهذه العبارة الصادمة، التي تبدو مقتبسةً من مشهد في فيلم رومانسي، انتهى حضور الهولندي ويسلي هويدت، المدافع الجديد لفريق الشباب الأول لكرة القدم، على ملاعب الدوري الإنجليزي الممتاز، التي وصل إليها من أجل مجاورة مواطنِه فيرجيل فان دايك، نجم الدفاع العالمي، أو خلافتِه مع فريق ساوثهامبتون.
قبل التعاقد مع هويدت، راوغ فان دايك إدارة نادي ساوثهامبتون، التي استقطبته من سيلتيك الإسكتلندي في سبتمبر 2015 ومنحته عقدًا جديدًا محسّنًا في مايو 2016، يمتد إلى صيف 2022، بعد موسم أول كبير مع الفريق.
لكن أمام إغراءات الأندية الكبرى، زاغ عقل المدافع العملاق، فقدَّم طلبًا رسميًا للسماح له بالمغادرة مُحدِّدًا ليفربول وجهةً له. كان رحيلُه متوقعًا، في ظل خطفِه الأنظار بأدائه القوي، لكن ليس بهذه السرعة بعد توقيعه بكامل إرادتِه على عقدٍ جديد يخلو من شرطٍ جزائي.
رفض ساوثهامبتون الطلب، متمسكًا بنجمه، وتعاقد بعد أيام قليلة مع مدافع هولندي آخر هو هويدت، الذي وقّع لخمسة مواسم، في 22 أغسطس 2017، منتقلًا من لاتسيو الإيطالي إلى دوري الإنجليز.
بدت الصفقةُ أشبه بخطوة تعويضية استباقية، تحسّبًا لرحيل فان دايك الذي رضخ مؤقتًا لناديه قبل أن يتّجه إلى ليفربول، مقابل نحو 75 مليون جنيه إسترليني، عبر نافذة الانتقالات الشتوية التالية.
وَرِث هويدت خانة مواطنِه بعدما جاوره لعدّة أشهر، وأعلن عبر الإعلام «قَبِلتُ تحدي تعويض فيرجيل».
وقبل انتصاف الموسم التالي، 2018- 2019، أقال النادي مدربه الويلزي مارك هيوز، لتراجع النتائج، وعوّضه بالنمساوي رالف هازنهوتل، الضيف الجديد على الدوري.
بمجرد استلام هازنهوتل مهامه، صرَّح: «الجميع ستكون لديه فرصة لركوب الحافلة أو السقوط منها»، في إعلانٍ عن منحه كافة اللاعبين فرصًا لإقناعه بأحقيتهم في المشاركة. مع ذلك، لم يحصل هويدت، الذي كان أساسيًا مع هيوز، على أي دقيقة رسمية. أبقاه النمساوي احتياطيًا في أربع مباريات واستبعده من قوائم ستٍ أخرى، دون إعلان السبب. أمام هذا التجميد الطويل، رحل اللاعب معارًا إلى سلتا فيجو في دوري «لا ليجا» الإسباني، وقال لوسائل الإعلام: «الأمر كان معقّدًا، فبعد أن كنت ألعب كلّ مباراة قال لي المدرب الجديد بوضوح إنه لا يحبني ولا يريدني، لم أكن قادرًا على فعل شيء، لذلك أنا محظوظ بإيجاد حل عبر المجيء إلى نادٍ مثل سلتا فيجو».
قبل هذه الخطوة، أجاب هازنهوتل ردًا على أسئلة صحافية عن تهميشه اللاعب: «إذا كان لا يشعر أنه غير مُستخدَم يجب أن يفكر بشأن ذلك، نحن لا نطرد أي لاعب».
ومع احتفاظ ساوثهامبتون بهازنهوتل، لم يرتدِ الهولندي قميص الفريق ثانيةً وخرج عبر إعارتين أخريين، إلى أنتويرب البلجيكي ولاتسيو، فريقه السابق، ثم بيع عقده، في صيف 2021 وقبل عامٍ على انتهائه، إلى أندرلخت البلجيكي، لتُطوَى رسميًا صفحة محاولةٍ غير ناجحةٍ للحصول على فان دايك جديد.