يونج.. قاهر النصر.. يحلم بكتابة التاريخ في جدة
بعد نحو 29 عامًا على احتفاله مع فريق سيونجنام الأول لكرة القدم بكأس الأندية الآسيوية أبطال الدوري، خلال فوزه بهدف نظيف في النهائي على النصر في الرياض، يعود الكوري الجنوبي شن تاي يونج إلى السعودية مدربًا، ويحلم بكتابة التاريخ، وتحقيق نتيجة إيجابية، عندما يقود المنتخب الإندونيسي الأول لكرة القدم أمام نظيره الأخضر السعودي، الخميس، في جدة، مع انطلاقة مشوارهما ضمن تصفيات القارة المؤهلة لمونديال 2026.
في 28 ديسمبر 2019، وقع الاتحاد الإندونيسي عقدًا رسميًا مع شن تاي يونج، من أجل توليه منصب مدرب المنتخب، في إطار الخطة الموضوعة لتطوير كرة البلاد.
يقول يونج عن أحلامه المستقبلية: «على الصعيد الشخصي أطمح إلى أن يكون المنتخب الإندونيسي في أعلى المستويات، وهذا هو هدفي منذ التوقيع مع اتحاد الكرة».
ويملك شن تاي يونج، البالغ من العمر 54 عامًا، تاريخًا عريضًا في الكرة الكورية الجنوبية، إذ يعد أول شخص في تاريخ بطولة الأندية الآسيوية، يحقق اللقب لاعبًا ومدربًا.
في 29 ديسمبر 1995 حقق يونج مع سيونجنام الكأس الآسيوية في الرياض لاعبًا، ثم عاد وقاده مدربًا للتتويج بلقب دوري أبطال آسيا 2010، بعد الفوز في النهائي على ذوب أصفهان الإيراني بنتيجة 3ـ1، كاتبًا إنجازًا فريدًا.
وولد شن تاي يونج في يونجدوك الكورية 1970، ليبدأ تعلم كرة القدم في جامعة يونجنام خلال فترة شبابه، قبل احترافه رسميًا 1992 مع فريق سونجنام، أحد أعرق وأشهر فرق كوريا الجنوبية.
وفاز شن تاي بجائزة أفضل لاعب شاب في الدوري الكوري عام 1992، قبل أن يصبح أحد أهم لاعبي سونجنام في البطولات المحلية والقارية، ويشارك مع الفريق في 295 مباراة، سجل خلالها 76 هدفًا، إذ تألق في منطقتي الوسط والهجوم، وكان لاعبًا بارزًا في تشكيلة النادي على مدار تاريخه، وحصل مع سيونجنام على 15 بطولة محلية وقارية لاعبًا.
وأنهى يونج مسيرته الكروية في أستراليا مع فريق كوينزلاند رور، لكنه أجبر على الاعتزال عام 2005، بسبب مشكلة مستمرة في الكاحل، كانت ستتطلب إجراء عملية جراحية، ليفضل الابتعاد عن الملاعب، والاتجاه إلى مجال التدريب سريعًا.
وعاش شن تاي يونج ثلاثة أعوام في أستراليا، خلال الفترة من 2005 وحتى 2008، إذ عمل مساعدًا لمدرب بريزبان رور، مع مواطنه هونج ميونج بو.
وفي 2009، أصبح شين مدرب سيونجنام، وقاد الفريق إلى المركز الثاني في كل من الدوري الكوري 2009، وكأس الاتحاد الكوري 2009، ليتولى بعدها منصبه بشكل دائم حتى 2012، وتوج معه بلقب كأس كوريا الجنوبية، ودوري أبطال آسيا 2010.
وخلال الفترة من 2014 وحتى 2017، عمل يونج في منصب المدرب المساعد داخل الجهاز الفني لمنتخب كوريا الجنوبية، تحت قيادة الألماني أولي شتيليكه، قبل أن يتولى تدريب لمنتخب خلال الفترة من 2017 وحتى 2018.
وتأهل منتخب كوريا الجنوبية تحت قيادة شن إلى كأس العالم 2018 في روسيا. وقد أوقعتهم القرعة في مجموعة السويد والمكسيك وألمانيا حاملة اللقب.
وخسرت كوريا الجنوبية 1ـ0 أمام السويد، و2ـ1 أمام المكسيك، لكنها فاجأت الجميع بتحقيق انتصار تاريخي على منتخب ألمانيا بنتيجة 2ـ1.
وقرر شن تاي يونج قيادة منتخب إندونيسيا بعد نهاية رحلته مع منتخب كوريا الجنوبية، ليبدأ المهمة رسميًا نهاية عام 2019، ويسهم بوضوح في تطور كرة القدم الإندونيسية، بمشاركة الفريق الأول في نهائيات كأس آسيا عام 2023، وتأهله إلى تصفيات الدور الثالث في آسيا والمؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.
يذكر أن شن تاي يونج أصبح أول مدرب يتمكن من قيادة المنتخبات الوطنية الإندونيسية في ثلاث مستويات عمرية، إذ تولى تدريب المنتخب الأول، ومنتخب 23 عامًا، ومنتخب تحت 20 عامًا، ونجح في التأهل إلى بطولات كأس آسيا في جميع الأعمار، في تأكيد على نجاحاته بتطوير كرة القدم في البلد الآسيوي خلال الأعوام الأخيرة.