أحببت دييجو مارادونا كما لم يحبه هذا الجيل، لأنه لم يشاهده في الملاعب، كل ما شاهدوه لقطات مجمّعة لبعض الأهداف والمراوغات. الأمر نفسه حدث لبيليه، لم تنصفه الأجيال اللاحقة (جيلي أنا) لأننا لم نشاهده كما شاهدنا مارادونا. كانا مع أسماء أخرى نجومًا شجعان، لأنهم لعبوا دون حماية من حكام المباريات، وكان بعض المدافعين أشبه بالجزارين، أذكر بعض اللقطات التي تعرّض فيها مارادونا للضرب والركل دون أن يحتسب الحكم مخالفة، وإذا احتسب كان لا يشهر بطاقة صفراء، أما البطاقة الحمراء فكانت لا تظهر إلا نادرًا، كانت تظهر أحيانًا عند محاولات المدافعين قتل المهاجمين. لست من أنصار جائزة أفضل لاعب، لأنها غير منصفة، وأرى أنها وزعت طوال سنوات دون عدل، أعتقد أن الجائزة إن كانت ستمنح فيجب أن تقسّم لأربعة جوائز، لأفضل حارس وأفضل مدافع وأفضل وسط وأفضل مهاجم. من الظلم ألا يحصل حارس مرمى مثل بوفون على الجائزة لأن الأصوات تذهب للذي يسجل أهدافًا أكثر. الأمر نفسه لخط الدفاع، هل لا يستحق مدافع مثل باولو مالديني جائزة أفضل لاعب لأن مركزه لا يتيح له التسجيل! لعب مالديني مئات المباريات، و لوغاب عن واحدة لتغيرت نتيجتها. لا تقدم لنا كرة القدم لاعبين مثل بيليه و مارادونا وميسي كل خمس أو عشر سنوات، يظهر نجوم أساطير لكنهم لا يغيرون في اللعبة مثلما فعل بيليه ومارادونا وميسي، واليوم عندما أريد الإجابة عن السؤال الذي لا أحبه: من اللاعب الأفضل في العالم؟ أجد أني لا أستطيع الإجابة فورًا: مارادونا، لأن ميسي غيّر في كرة القدم، وكان طوال مسيرته الطويلة فارقًا لا يشبهه أحد. لن أقول إن ميسي أفضل من مارادونا، لكني لن أقول إن مارادونا أفضل من ميسي، لست متأكدًا إن كان عدم تفضيلي لميسي على مارادونا من دافع عاطفي لصالح مارادونا، لكني صرت أسمع أصواتًا كثيرة عاصرت مارادونا وميسي تقول إن ميسي هو أفضل من لمس الكرة. سمعت الصحفي المغربي أشرف بن عياد يقول عن قدوته في الحياة: قدوتي في الحياة وفي العمل اليومي هو كريستيانو رونالدو، لأن ميسي من المستحيل تقليده. وإليكم هذه الإجابة من المدرب بيب جوارديولا في مؤتمر صحافي عندما سأله أحد الصحافيين: إذا كان يحق لك التصويت في الكرة الذهبية فلمن ستعطي صوتك؟ أجابه جوارديولا: أنت مضحك.. قلت دائمًا إن الكرة الذهبية يجب أن تنقسم إلى قسمين، واحدة لميسي، وبعدها نبحث عن الآخرين.. أسوأ موسم لميسي يساوي أفضل موسم لبقية اللاعبين.