إيلون ماسك تاجر سيارات كهربائية، استطاع أن يراهن على مستقبل السيارات في الوقت الذي لم تكن فيه فكرة السيارة الكهربائية مقبولة أو واقعية، كان شابًا جريئًا وذكيًا، ولا أحد يدري إن كانت لديه حينها معلومات عن توجه دولي نحو السيارات التي تعمل بالطاقة البديلة عن البترول. نجح ماسك نجاحًا كبيرًا، نجاحًا يوازي الذين استثمروا بالتطبيقات الإلكترونية والبرمجيات في بداية انطلاقة عصر الإنترنت، هؤلاء الأفراد تحديدًا من أصبحوا ودون إرث عائلي أثرياء العالم. يقال إن المال يكسب حامله الشجاعة، شجاعة العطاء والكرم والمواقف المشرفة، المال خادم مخلص. لكن المال من جانب آخر قد يصيب حامله غير العاقل بالغرور، قد يورطه بوهم المعرفة غير الموجودة، والقوة الفائقة التي لا حدود لها، ويبدو أن إيلون ماسك قد ورطته ملياراته بهذا الوهم، صار يعتقد أن نجاحه ببيع سياراته وتصدره قائمة الأثرياء يمكنه من التدخل في شؤون الدول والشعوب، اشترى تطبيق تويتر وصار «ينظّر» بما يحلو له، يغرد فيما نعرف أنه لا يعرف، ومشاهدات تغريداته كثيرًا ما تتجاوز عشرات الملايين. ماسك اشترى «إكس» لأنه أراد صوتًا مسموعًا يوصله إلى أول وآخر الجغرافيا، مع أن تجارة السيارات الكهربائية لا تحتاج إلى هذه القوة، تحتاج إلى إعلانات ممتازة عن سيارات ممتازة. قبل أيام غرد عن أحداث بريطانيا قائلًا بما معناه إن الحرب الأهلية الأوربية قادمة. الإنجليز انزعجوا منه، لأنه تدخل فيما لا يعنيه مستندًا إلى معلومات مغلوطة، كان ماسك حسب تغريدته يصب الزيت على الشرر الصغير. تصرفات ماسك في تطبيقه الشهير تطرح أمورًا بالغة الأهمية عن الأفراد الذين يملكون وسائل التواصل الشهيرة، وعن مدى تأثيرهم السلبي على الدول في حالة أرادوا التأثير السلبي، لقد صاروا يملكون وسائل إعلامية تفوق بكثير الوسائل التقليدية التي تملكها الحكومات. أعتقد أن وجود مثل هذه التطبيقات في الدول صار يحتاج إلى بروتوكولات واتفاقيات واضحة، والأهم الذي سبق وكتبت عنه مرارًا أننا اليوم بحاجة لصناعة تطبيقاتنا الخاصة، الصينيون فعلوا ذلك ونجحوا، حاجتنا لأن تكون لدينا تطبيقاتنا التي نتحكم نحن بها صارت أمرًا ملحًا، لا يمكن أن نعتمد على وسائل إعلامية قوية لا نملكها.