الماراثون.. تحدي 128 عاما يلخص الرواية
اقترب أولمبياد باريس من طي صفحته الأخيرة، قبل الحفل الختامي، الأحد، ومن ضمن المنافسات المتبقية ما يمكن وصفه بمسك الختام، أي تحدي الماراثون، بسباق الرجال، صباح السبت، ومن ثم سباق السيدات، صباح الأحد، الذي سيتوّج آخر الفائزات في ألعاب القوى. ويحمل سباق الماراثون رونقًا أولمبيًا خاصًا، لأسباب عدة، فهو من الرياضات القليلة، التي لم تغب عن الأولمبياد منذ النسخة الأولى عام 1896، وهو الحدث الوحيد، الذي يُنظم على شوارع المدينة المضيفة، كما أنّه قدّم وتوّج عددًا من الأساطير.
وتسرد «الرياضية» في ما يلي رواية ماراثون الرجال من جانب مهم، إذ تكشف عن التطوّر الهائل في مردود العدائين، عبر تسليط الضوء على أزمنة سبعة فائزين بالذهبية، من حُقب مختلفة، خلال 128 عامًا، أي العمر الكامل للأولمبياد.
أثينا 1896
حقق اليوناني سبيريدون لويس أول ميدالية ذهبية أولمبية في تاريخ الماراثون، عندما فاز في السباق، الذي بدأ في بلدة ماراثون، وانتهى في العاصمة أثينا، وأنهى السباق بزمن ساعتين و58 دقيقة و50 ثانية، متفوقًا بنحو سبع دقائق عن مواطنه تشاريلاوس فاسيلاكوس، فيما جاء المجري جيولا كيلنر ثالثًا بفارق ضئيل خلف فاسيلاكوس.
ساينت لويس 1904
نظم سباق الماراثون «الأصعب» في تاريخ الأولمبياد، عام 1904، إذ تأثر المشاركون بدرجة الحرارة المرتفعة والمسار الترابي والغبار وتوقيت السباق، ما أدّى لانسحاب نصف المشاركين تقريبًَا، فيما فاز الأمريكي توماس هيكس بالذهبية، لكن مع أسوأ زمن لعداء فائز في تاريخ الأولمبياد، إذ وصل إلى خط النهاية بعد نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة.
برلين 1936
أصبح الكوري سون كي تشونج أول من يصل إلى خط النهاية بزمن يقل عن ساعتيْن ونصف الساعة، مسجلًا ساعتيْن و29 دقيقة و19 ثانية، كما أصبح أول عداء آسيوي يحقق الذهبية، لكن الميدالية احتسبت رسميًا لليابان عوضًا عن كوريا، لأن كوريا في ذلك الوقت كانت مستعمرة يابانية.
روما 1960
منح الإثيوبي أبيبي بيكيلا أول ميدالية للقارة الإفريقية في الماراثون، كما أصبح أول عداء ينهي السباق بزمن يقل عن ساعتيْن و20 دقيقة، إذ أنهى السباق بنحو ساعتيْن وربع الساعة، كما شهد السباق أول ميدالية عربية، عبر المغربي راضي بن عبد السلام، الذي تخلّف عن بيكيلا بفارق 25 ثانية.
مونتريال 1976
حطم فالديمار سيربينسكي، من ألمانيا الشرقية، الرقم القياسي الأولمبي في الماراثون، بزمن ساعتين و9 دقائق و55 ثانية، فأصبح أول من ينهي السباق بأقل من ساعتيْن و10 دقائق، وهو زمن قريب جدًَا من أزمنة الفائزين في سباقات الماراثون خلال العصر الحديث، إن كان على المضمار الأولمبي، أو خارجه.
بكين 2008
تحطّم الرقم القياسي الأولمبي في الماراثون للمرة الأخرة في نسخة الصين 2008، عن طريق الكيني صامويل وانجيرو، الذي وصل إلى خط النهاية بعد ساعتيْن و6 دقائق و32 ثانية، وحلّ المغربي جواد غريب ثانيًا، ولو أنّه أنهى السباق بثاني أسرع زمن في التاريخ الأولمبي، لكنه كان ضحية زمن وانجيرو القياسي.
طوكيو 2020
حافظ الكيني إليود كيبشوجي على ذهبيته، وفاز في طوكيو بعد فوزه في نسخة ريو 2016، وأصبح ثالث من يحصل على ميداليتين ذهبيتين في الماراثون بعد بيكيلا وسيربينسكي، وهو يسعى لكتابة التاريخ في نسخة باريس الحالية، عبر الفوز بذهبية ثالثة، ولو أنه يدخل الصراع وهو في الـ 39 من العمر.