الأولمبياد.. الأثرياء هربوا.. والباريسيون انضموا إلى الحفلة
بعد كل الشكوك، التذمّر والتشاؤم، رحّبت باريس بالألعاب الأولمبية أخيرًا، مع عودة بعض سكّانها باكرًا من إجازاتهم للمشاركة في الأجواء المرحة.
قال مراد صحباني «42 عامًا» أثناء دفعه لعربة أطفال في منطقة المشجّعين المكتظة في شمال غرب باريس، حيث كان الآلاف من السكّان المحليين يهتفون دعمًا لفرنسا في الفوز بالميداليات «أخي سيعود مبكرًا لأنني أخبرته بأنها «الألعاب» رائعة».
وأضاف «كنت أعلم أنها ستكون جيدة. نحن الفرنسيين نحب انتقاد أنفسنا كثيرًا، ولكن في النهاية نعمل بشكلٍ جيّد. هذه الألعاب الأولمبية كانت ناجحة... الكثير من الناس يندمون على عدم وجودهم هنا».
تبدّل المزاج في العاصمة بشكل ملحوظ منذ حفل الافتتاح الذي غمره المطر في 26 يوليو، مع تحسّن الطقس، والمواقع الرائعة، وظهور أبطال رياضيين جدد على المستوى الفرنسي مثل السباح ليون مارشان، ما ساعد في تعزيز شعور الانتماء الوطني.
العديد من الأثرياء الباريسيين هربوا من المدينة لقضاء إجازات صيفية طويلة في يوليو، متجنّبين عمدًا ما كانوا يتوقعونه من ازدحام مروري خلال الأولمبياد، وازدحام السياح، وتشديد أمني.
لكن الذين بقوا يقولون إنهم يستمتعون بالأجواء الصيفية المريحة، والاختلاط مع المشجعين الأجانب، وكذلك الترفيه المجاني لأي شخص غير قادر على تحمّل أسعار التذاكر الباهظة في كثير من الأحيان.
تمتلئ مناطق المشجعين بشاشات ضخمة ونحو 160 ألف شخص يحجزون أماكن كل مساء لرؤية شعلة الأولمبياد ترتفع بالقرب من متحف اللوفر مجانًا.
وتحتضن «حديقة الأبطال»، وهي ابتكار أولمبي حيث يلتقي المتوّجون بالميداليات مع الجمهور بعد المنافسات، نحو 27 ألف شخص يوميًّا.
تقول سيليا داماس، وهي أم لطفلين وتبلغ من العمر 41 عامًا، في منطقة المشجعين في الدائرة السابعة عشرة الشمالية الغربية «نحن نستمتع بها حقًا».
استغلّ أطفالها الأنشطة الرياضية المجانية التي نظّمتها العاصمة و«المدينة تُعطيك شعورًا بأنها أكثر ودًا من المعتاد»، كما قالت.