استمر السويدي أرماند دوبلانتيس بإضافة سطور من المجد إلى هيمنته المطلقة على رياضة القفز بالزانة، فابن الـ 24 عامًا، والمعروف بلقب «موندو»، حصل الإثنين على ذهبيته الأولمبية الثانية، وحطّم الرقم القياسي الأولمبي في هذه الرياضة، وعمره الصغير يخوّله تحقيق المزيد في المستقبل، لكن إنجازه لا يُعدّ سوى حلقة في سلسلة طويلة من إبداعات هذا الرياضي، الذي ابتعد بشكل كامل عن كل المنافسين، وبات ينافس نفسه فقط، لا بل أنّه بات ينتصر على ذاته في كل حين.
هذه الرياضة عرفت في الثمانينيات والتسعينيات بطلًا نصّب نفسه زعيمًا لها، وهو السوفيتي ـ الأوكراني سيرجي بوبكا، الفائز بذهبية سيوول 1988، والفائز ببطولة العالم ست مرات، وبطولة العالم في الصالات المغلقة أربع مرات، كما سجل سلسلة من الأرقام القياسية العالمية في هذه الفترة، آخرها عام 1994 في مدينة سيستريري الإيطالية، عندما سجل مسافة 6 أمتار و14 سنتيمترًا، وحافظ على رقمه القياسي العالمي 20 عامًا، إلى أن حطمه الفرنسي رينو لافيليني، مسجلًا 6 أمتار و16 سنتيمترًا في أوكرانيا، مسقط رأس بوبكا.
إنجاز لافيليني كان من العيار الثقيل، فهو حطّم رقمًا صمد طويلًا، وتجاوز أحد عمالقة اللعبة، لكن أرماند دوبلانتيس قرر بعد ذلك أن يغيّر الرواية بأكملها، وأن يطرح معادلات جديدة، فهو حطّم عام 2020 رقم لافيليني، مسجلًا 6 أمتار و17 سنتيمترًا في بولندا، وحطّم رقمه الشخصي بعد ذلك ثماني مرات، آخرها في أولمبياد باريس الحالي، ما يعني أن «موندو» بات يملك أفضل 9 أرقام مسجلة في تاريخ رياضة القفز بالزانة.
واختار دوبلانتيس أن يلعب «لعبة السنتيمتر الواحد» في طريقه نحو تحطيم هذه الأرقام، فهو قفز 6 أمتار و17 سنتيمترًا، و6 أمتار و18 سنتيمترًا، عام 2020، ثم رفع رقمه بسنتيمتر واحد ثلاث مرات عام 2022، ثم كرر فعلته مرتيْن عام 2023، وسجل 6 أمتار و24 سنتيمترًا في الصين، أبريل الماضي، تحضيرًا للأولمبياد، قبل أن يسجل 6 أمتار و25 سنتيمترًا، الإثنين.
وضرب دوبلانتيس عصفورين بحجر واحد في قفزته التاريخية، لأنّه أصبح كذلك صاحب الرقم القياسي الأولمبي في القفز بالزانة، الذي كان بحوزة البرازيلي تياجو دا سيلفا، الذي سجل 6 أمتار و3 سنتيمترات في نسخة ريو 2016، ودوبلانتيس لم يصل إلى هذا الرقم على الرغم من ذهبيته في طوكيو 2020، لكنه قرر تأكيد زعامته لهذه الرياضة، الثلاثاء، محطمًا الرقم القياسي الأولمبي بفارق 22 سنتيمترًا.