فرساي.. من استراحة صيد إلى قصر ملكي
يعدُّ قصر فرساي "شاتو دو فرساي"، الذي ستشهد إحدى ساحاته الثلاثاء نهائي قفز الحواجز ضمن سباقات الخيول في أولمبياد باريس 2024، رمزًا مميَّزًا، يجسِّد سمعة فرنسا العالمية، وتاريخ ملوكها الموغل في القدم.
وكان القصر، الذي تبلغ مساحته ثمانية كيلومتراتٍ مربعة، في بدايته عبارةً عن نُزل صيدٍ بسيطٍ، أمر ببنائه الملك لويس الـ 13 عام 1624 على تلٍّ قريبٍ من قرية فرساي الصغيرة والقريبة من الأدغال، التي يكثر فيها الصيد، قبل أن يأمر بتوسعته بعد ثمانية أعوامٍ، ليتحوَّل إلى مقرٍّ للملك لويس الـ 14 في 1682، ويتخذه من بعد خلفاؤه مركزًا لهم. وكان آخر مَن سكنه لويس الـ 16 وزوجته الملكة ماري أنطوانيت، اللذين خلعتهما الثورة الفرنسية عن عرشهما عام 1789.
وفي 1883، أصبح القصر متحفًا وطنيًّا مفتوحًا للجمهور، وبات أول موقعٍ فرنسي يحصل على تصنيف التراث العالمي ليونسكو في 1979.
واختارت اللجنة المنظِّمة لأولمبياد باريس 2024 القصر ليستضيف بعض فعاليات الأولمبياد في جوٍّ استثنائي وتاريخي حيث جرى إنشاء ساحةٍ مؤقتةٍ في الهواء الطلق، ومحاطةٍ بعديدٍ من الأجنحة والمدرَّجات على ربوة إتوال رويال في قلب حدائق القصر.
وتستضيف الساحة مسابقات قفز الحواجز، وترويض الخيول، الأولمبية والبارالمبية. كذلك ستُنظَّم فيها سباقات اختراق الضاحية للفردي والفرق بمحاذاة القناة الكبرى، بينما سيتم تنظيم أحداث الخماسي الحديث، الذي يقيس قدرات الرياضيين في خمسة اختصاصاتٍ، هي المبارزة الأبية، و200 متر سباحة حرة، وقفز الحواجز، والمسابقة المزدوجة، العدو والرماية، التي تُعرف أيضًا بـ "ليزر رن".
وعند انتهاء الألعاب، سيتم تفكيك وإزالة المرافق المؤقتة من القصر، ليستمر موقعًا ثقافيًّا عالميًّا شهيرًا، يستقبل أعدادًا ضخمةً من الزوَّار سنويًّا، الذين قُدِّر عددهم بأكثر من ثمانية ملايين في 2023.