بونافينتورا.. عاشق الجيتار.. وكاره الوشوم
في تسعينيات القرن الماضي، أصبح تعاقد ميلان الإيطالي مع مواطنه روبرتو دونادوني، النجم الشهير الذي كان حينها شابًّا صغيرًا، قادمًا من فريق أتلانتا، حديث الشارع الرياضي في البلد الذي يتنفَّس كرة القدم بسبب موهبته الكبيرة الفذَّة التي جعلته من أعظم اللاعبين في تاريخ «الأزوري». ولعل هذا السبب الذي دفع الصحافة الإيطالية إلى وصف جياكومو بونافينتورا، لاعب الشباب الجديد، بـ «دونادوني الجديد» بعد انتقاله من أتلانتا إلى ميلان قبل عشرة أعوامٍ.
في بلدة ماركي الصغيرة التابعة لمقاطعة أنكونا، المطلة على البحر الأدرياتيكي شمال وسط إيطاليا، وُلِدَ جياكومو، في أغسطس 1989، لعائلةٍ إيطاليةٍ رياضيةٍ، فجده ماريو كان رياضيًّا بارزًا في الدوري المحلي، وسار والده أنتونيو على درب أبيه، ولعب في الأندية المحلية داخل المدينة، بينما ورثت والدته دورينا حب عزف البيانو، وتعلَّقت بالآلة الموسيقية منذ صغرها، وكانت مولعةً بجدها جورجيو روسي، الذي كان مغني أوبرا شهيرًا في إيطاليا.
يقول بونافينتورا عن طفولته: «لقد حظيت بدعم والدي، الأب أنتونيو، والأم دورينا، كذلك أختي ماريانا. في قريتنا، لم أشعر بالسوء الشديد خلال فترة طفولتي، إذ كنت فيها مدللًا جدًّا، وسمح لي والداي بممارسة هوايتي المفضَّلة، فتابعت شغفي حتى وصلت إلى مبتغاي».
مارس الفتى الإيطالي كرة القدم في أندية هواةٍ بمنطقته، وقادته الصدفة والحظ الجميل إلى الالتقاء بمدرب الشباب في نادي أتلانتا، الذي صادف وجوده في منطقته لحضور حفلٍ موسيقي، فقرَّر الصغير استغلال الفرصة، والتحدث مع المدرب، الذي أوصى النادي لاحقًا بتسجيله.
وقضى الشاب الموهوب مواسم عدة مع شباب أتلانتا قبل أن يصعد إلى الفريق الأول موسم 2008، ويظل حبيس مقاعد البدلاء طوال الموسم، ويقرر النادي لاحقًا إعارته إلى فريق بيرجوليتزي لمدة عامٍ واحدٍ، عاد بعدها إلى أتلانتا، الذي قرَّر إعارته مجددًا، وهذه المرة إلى بادوفا، ليعود في نهاية موسم 2010، ويقدم موسمًا استثنائيًّا، ويصبح من ركائز الفريق لمدة خمسة أعوامٍ، ويلفت أنظار قطبي مدينة ميلانو، اللذين تسابقا على خطف موهبته، ليظفر ميلان بتوقعيه حتى يستعيد ذكريات نجمه دونادوني القادم من أتلانتا في التسعينيات.
وتألق بونافينتورا لاحقًا مع ميلان، الذي قاده إلى تمثيل المنتخب الإيطالي الأول قبل أن ينتقل لموسمٍ إلى فيورنتينا، ويكمل رحلة التألق معه، التي جعلته يستحق ارتداء قميص المنتخب مجددًا، ويصبح أكبر لاعبٍ على الإطلاق يسجل هدفه الأول مع إيطاليا بعمر 34 عامًا وشهرٍ و22 يومًا.
وأحرز اللاعب 20 هدفًا في 126 مباراةً مع الفيولا في الدوري الإيطالي على مدار أربعة أعوامٍ بعد تمثيل ميلان لمدة ستة مواسم.
ويكره الفتى الإيطالي وضع الوشوم على جسده، لذا صار حديث غرفة الملابس في ميلان، الذي كان حينها يضج بحاملي الوشوم أمثال السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
يقول الإيطالي عن ذلك: «أنا لا أضع الوشوم من أجل التباهي، بل على العكس، ولا أنتقد أولئك الذين يمتلكونها. شغفي هو كرة القدم، وأركز عليها. أود أن أصبح محترفًا رائعًا. مع ذلك، ليس صحيحًا أنني لا أضعها بسبب الخجل».
ويُعرف بونافينتورا بأنه من كبار المعجبين بالموسيقى، ويعزِّز دوافع زملائه عن طريقها، ويشجعهم على الاستماع إلى الأغاني الملهمة قبل وبعد المباريات، ويجيد العزف على الجيتار، الذي يعدُّه هوايته الأولى بعد كرة القدم، ولا يتخيَّل حياته دون جيتاره.
وتزوج اللاعب من فيدريكا زيلياني، المتخصِّصة في الطب الرياضي، والتي تملك مدرسةً لتعليم اليوجا، ولديهما طفلٌ صغيرٌ، يبلغ عمره ستة أعوامٍ.
وقبل أكثر من 25 عامًا، كان روبرتو دونادوني أول إيطالي يحط رحاله في الملاعب السعودية عندما ارتدى قميص الاتحاد عام 1997، ولم يتخيَّل الإيطاليون أن يسير شبيهه بونافينتورا على خطاه، وينتقل إلى السعودية، لكن هذه المرة لتمثيل الشباب بعد أن سبقه عديدٌ من أبناء جلدته الذين تعاقبوا على القدوم إلى السعودية، وآخرهم النملة الذرية جيوفينكو.